رئيس التحرير
عصام كامل

رغم الويلات.. الإلحاد لم يجد له مقعدًا بين أهل غزة

18 حجم الخط

 اليأس والإحباط، والشعور بالظلم والقهر، والفقر الجائع، كلها أسباب كفيلة بأن تجعل الإنسان فريسةً سهلة للإلحاد والانكسار، غير أنّ غزة التي مرّت وتَمُرّ بكل هذا ليلًا ونهارًا، ظلّت استثناءً عجيبًا في معادلة الصمود.. 

 

غزة المثخنة بالجراح، المغمورة بالخراب، التي استوطنها الموت، وتناوبت عليها الغارات كطوفانٍ جارفٍ لم يُبقِ بيتًا ولا مئذنةً ولا مدرسةً إلا تركها أثرًا بعد عين؛ حوّل العمران إلى أطلالٍ وبقايا رماد، ومع ذلك، وفي قلب هذا الدمار الموحش، بقي الإيمان بالله شامخًا، عزيزًا، لا ينحني أمام الأهوال.

 

هناك.. حيث يُمتحَن الصبر على أشدّ درجاته، كان يمكن لليأس أن يندسّ في القلوب، وأن يفتح باب الإلحاد ويوسوس للعقول: ألسنا على الحق؟ أليس خصمُنا باغيًا ظالمًا؟ إذًا.. أين الله من كل هذا البلاء، أين الله من غزة؟


لكن غزة أجابت وتجيب كل يوم، لا بخطابات ولا بشعارات، بل بكلمة: "الحمد لله" كلمة الواثق بالله، التي صدحت بها دموع الأمهات المكلومات ولسان أطفالها الخارجين من تحت الأنقاض.

 

في غزة.. لا تُقال كلمة الحمد لله بعد الطعام، بل تُقال في قلب الجوع والبطون الخاوية، تُقال عند الموت لا عند النجاة، وتُقال تحت الركام لا على الموائد العامرة، فالكلمة التي ينطقها الجائع والمكلوم، تصبح أعظم شهادة على أن القلوب المؤمنة لا تُهزم بالإلحاد مهما اشتد البلاء.

 

نعم.. نجح الموت في حصد الأرواح بلا رحمة، لكنه عجز أن يمدّ يده إلى جذوة الإيمان المتقدة في صدور الغزّاوِيِّين، نجحت القنابل في إسكات ألسنةٍ وأصوات، لكنها ارتدت عاجزة أمام صرخات اليقين التي لا تُخمد، وتمكَّن الخذلان أن يجرح القلوب ويدميها حزنًا، غير أنّ الثقة بالله ظلّت طوق النجاة، تُمسك بالأرواح المؤمنة من الغرق.

 

العالم يسمع ويرى أرض غزة تَئِنُّ جائعة، ويظن الناس أن اليأس أصبح لغتها الرسمية، والإلحاد ابن اليأس، ولكن اليأس لم يجد موضعًا له في هذه الأرض المباركة، فارتدّ الإلحاد عن غزة خاسئًا وهو حسير.

 

وأيُّ إلحادٍ يُعبَد في هذه الأرض؟! ومن بين الركام ينهض صوتُ العقيدة، صوتُ الأذان الذي ما زال يعلو مع كل فجر، يصدح بالحق من مآذن متآكلة، أو سقطت جدرانها وبقي صداها شاهدًا لا يسقط، صوتٌ وإن بدا مبحوحًا، خائرًا حزينًا، إلا أنّه يفيض ثقةً ويقينًا بالله، ويعلن أن حسنَ الظنِّ بالله لا يَخيب، وأن الأمل في النصر لا ينقطع مهما طال ليلُ الظلم.

 

دُمِّرت غزة، لكنها غدت رمزًا للصمود، وأضحت تُعلِّم العالم معنى الإيمان والثقة بالله، وكأنها تقول: يا مَن ترفَّل في النِّعَم واغتر بزخرف الحياة، ورغم ذلك كفرت بأنعُم الله؛ تذكَّر أن الشكر حارس النعمة، ويا مَن زعزع الإلحاد قلبه وأغواه الشك؛ انظر إلى غزة التي ذاقت ألوان البلاء، كيف ازدادت ثباتًا وإيمانًا ويقينًا.

ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.

تابع موقع فيتو عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر قناة (واتساب) اضغط هــــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هــــــــنا

الجريدة الرسمية