من قصص القرآن الكريم، حكاية الخصمين مع سيدنا داود وأسرار سجوده في "ص"
نستعرض في السطور التالية مشاهد من القصص التي وردت في كتاب الله العزيز، القرآن الكريم، علنَّا نستخلص منها العبر والدروس التي تفيدنا في الدنيا، بتغيير سلوكياتنا إلى الأفضل، فنستزيد من الأفعال الطيبة، والتصرفات الراقية، ونتعامل بالحسنى مع الآخرين، فنفوز ونسعد في الآخرة.
فضائل سيدنا داود، عليه السلام
ومن فضائل سيدنا داود، عليه السلام، التي أنعم الله تعالى عليه بها، ما ذكره القرآن الكريم: "وشددنا ملكه وآتيناه الحكمة وفصل الخطاب" (ص: 20).. أي: أعطيناه ملكا عظيما وحكما نافذا.
وقال المفسرون: إن رجلين تداعيا إلى داود، عليه السلام، في بقر، ادعى أحدهما على الآخر أنه اغتصبها منه، فأنكر المدعى عليه، فطلب داود تأجيل نظر الخلاف إلى الليل، فلما كان الليل، أوحى الله إليه أن يقتل المدعي، فلما أصبح قال له داود: إن الله قد أوحى إليَّ أن أقتلك، فأنا قاتلك لا محالة، فما خبرك فيما ادعيته على هذا؟
رد قائلا: والله يا نبي الله إني لمحق فيما ادعيت عليه، ولكني كنت اغتلت أباه قبل هذا فقتلته. فأمر به داود فقُتل; فعظم أمر داود في بني إسرائيل جدا، وخضعوا له خضوعا عظيما.
“وآتيناه الحكمة وفصل الخطاب”
روى ابن عباس: فهو قوله تعالى: وشددنا ملكه وقوله تعالى: "وآتيناه الحكمة"، أي النبوة.
"وفصل الخطاب"، أي: الشهود والأيمان. يعنون بذلك البينة على المدعي، واليمين على من أنكر.
وقيل: هو إصابة القضاء وفهمه. أو هو الفصل في الكلام وفي الحكم.
وقال وهب بن منبه: لما كثر الشر وشهادات الزور في بني إسرائيل، أعطي داود سلسلة لفصل القضاء، فكانت ممدودة من السماء إلى صخرة بيت المقدس، وكانت من ذهب، فإذا تشاجر الرجلان في حق، فأيهما كان محقا نالها (تمكن من الإمساك بها)، والآخر لا يصل إليها، فلم تزل كذلك حتى أودع رجل رجلا لؤلؤة، فجحدها منه (استولى عليها)، واتخذ عكازا وأودعها فيه، فلما حضرا عند السلسلة تناولها المدعي، فلما قيل للآخر: خذها بيدك. عمد إلى العكاز، فأعطاه المدعي وفيه تلك اللؤلؤة، وقال: اللهم إنك تعلم أني دفعتُها إليه ثم تناول السلسلة فنالها، فأشكل أمرها على بني إسرائيل، ثم رفعت سريعا من بينهم.
وهل أتاك نبأ الخصم إذ تسوروا المحراب
وفي سورة "ص": "وهل أتاك نبأ الخصم إذ تسوروا المحراب إذ دخلوا على داود ففزع منهم قالوا لا تخف خصمان بغى بعضنا على بعض فاحكم بيننا بالحق ولا تشطط واهدنا إلى سواء الصراط إن هذا أخي له تسع وتسعون نعجة ولي نعجة واحدة فقال أكفلنيها وعزني في الخطاب قال لقد ظلمك بسؤال نعجتك إلى نعاجه وإن كثيرا من الخلطاء ليبغي بعضهم على بعض إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وقليل ما هم وظن داود أنما فتناه فاستغفر ربه وخر راكعا وأناب فغفرنا له ذلك وإن له عندنا لزلفى وحسن مآب" (ص: 21 – 25).
ووقع كثير من المفسرين من السلف والخلف في فخ "الإسرائيليات"، وهي روايات منها ما هو مكذوب لا شك في ذلك.
سجدة داود في سورة "ص"
واختلف العلماء والمفسرون في سجدة “ص”: هل هي من عزائم السجود، أو إنما هي سجدة شكر ليست من عزائم السجود على قولين.
فمما رواه البخاري، عن العوام، قال: سألت مجاهدا عن سجدة "ص"، فقال: سألت ابن عباس: من أين سجدت؟ فقال: أوما تقرأ: "ومن ذريته داود وسليمان" (الأنعام: 84)
"أولئك الذين هدى الله فبهداهم اقتده" (الأنعام: 90).
فكان داود ممن أمر نبيكم صلى الله عليه وسلم أن يُقتدي به، فسجدها داود عليه السلام، فسجدها رسول الله، صلى الله عليه وسلم.
أما الإمام أحمد فروى عن ابن عباس، أنه قال في السجود في "ص": ليست من عزائم السجود، وقد رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يسجد فيها.
سجدة توبة
وكان من رأي النسائي أن النبي صلى الله عليه وسلم سجد في "ص". وقال: سجدها داود توبة، ونسجدها شكرا.
وروى أبو داود عن أبي سعيد الخدري قال: قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو على المنبر "ص"، فلما بلغ السجدة، نزل فسجد وسجد الناس معه، فلما كان يوم آخر قرأها، فلما بلغ السجدة تشزن الناس للسجود، فقال: إنما هي توبة نبي.
وقيل إن أبا سعيد الخدري رأى رؤيا، أنه يكتب "ص" فلما بلغ إلى التي يسجد بها رأى الدواة والقلم وكل شيء بحضرته انقلب ساجدا. قال: فقصها على النبي صلى الله عليه وسلم، فلم يزل يسجد بها بعد.
وروى الترمذي، وابن ماجه، عن ابن عباس قال: جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله، إني رأيت فيما يرى النائم كأني أصلي خلف شجرة، فقرأت السجدة فسجدت، فسجدت الشجرة لسجودي فسمعتها تقول وهي ساجدة: اللهم اكتب لي بها عندك أجرا، واجعلها لي عندك ذخرا، وضع عني بها وزرا، واقبلها مني كما قبلت من عبدك داود.
وقال ابن عباس: فرأيت النبي صلى الله عليه وسلم قام فقرأ السجدة ثم سجد فسمعته يقول وهو ساجد كما حكى الرجل عن كلام الشجرة.
وقال بعض المفسرين إنه عليه السلام، مكث ساجدا أربعين يوما.
ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.
تابع موقع فيتو عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر قناة (واتساب) اضغط هــــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هــــــــنا


