حرب أكتوبر المجيدة والذكريات
من أحب الذكريات إلى نفسي وقلبي ذكرياتي عن حرب أكتوبر 1973 المجيدة، والتي شرفت بأني كنت أحد أبطالها والمشاركين فيها، وكلما حلت ذكرى حرب أكتوبر المجيدة أعيد شريط الذكريات تلك الذكريات التى لا ولن تنسى..
أتذكر يوم تخرجي والتحاقي بالجيش الثاني الميداني بالإسماعيلية بسلاح المهندسين قبل حرب أكتوبر المجيدة بثلاثة أشهر، وكم كنت سعيدا بخدمتي في الجبهة بالجيش الثاني الميداني، فكم كنت متشوقا ومتطلعا للقتال والحرب واستعادة الكرامة والأرض مع زملائي أبطال رجال القوات المسلحة، وأتذكر لقائي الأول مع قائد السرية التي التحقت بها المقدم الصعيدي البطل الأصيل محمود عباس العطيفي رحمه الله تعالى، وترحيبه بي للعمل تحت قيادته وتكليفه لي بقيادة الحملة الفنية للسرية..
ولا أنسى روح الإحباط التي كانت موجودة لدى الزملاء قبل حرب أكتوبر، والامتعاض الذي كانوا فيه ومدى تشوقهم لإصدار الأمر من القيادة بالحرب، وكم رأيت الحزن في أعينهم إلى أن جاء يوم الخامس من أكتوبر وإذ بالبوروجي يضرب نغمات الجمع، وكان ذلك بعد آخر ضوء وتسارعنا للجمع..
وجلسنا ضباط وصف ضباط وجنود على الأرض وجلس القائد معنا وقال: يا رجالة قد آن الأوان لأخذ الثأر واستعادة الكرامة وتحرير الأرض، فقد تلقيت تعليمات الآن من القيادة العليا للقوات المسلحة بالاستعداد الكامل، وشدة ميدان كاملة استعدادا للحرب، وأمر بأن نستلم السلاح والذخيرة وتجهيز المعدات، والاستعداد للعبور.
وأتذكر يومها نظرات الزملاء بعضهم لبعض تلك النظرات التي جمعت ما بين الأمل والتصديق لما سمعناه من القائد وبين الحيرة، فكم سمعنا أننا سنحارب ولم نحارب، هنا أدرك القائد ما يجول في العقول والأذهان. فأقسم بالله تعالى أن الأمر في غاية الجد، وقال: هذه المرة سنحارب وسننتصر وإن لم يحدث هذا فسأقدم استقالتي..
فتبتسمت الوجوه وهللت الألسن بالتكبير، وأتذكر أننا لم ننم في تلك الليلة وأنشغل الكل في تجهيز الأسلحة والمعدات وتناول الحديث عن الحرب، وماذا سنصنع بالصهاينة الملاعين؟ وكيف سننتقم منهم؟ ولقد أخذنا عهدا على أنفسنا إما النصر أو الشهادة.
وأتذكر زملائي المسيحيين المصريين الأبطال وكم كانت سعادتهم بنبأ الحرب، وأتذكر زميلي حنا مرقص ضابط الاحتياط والذي كان يعمل شماس في الكنيسة، وأتذكر شجاعته وبطولته وإقدامه وهذا لم يكن مستغرب، فكلنا أبناء مصر وقد شربنا من مائها وتربينا وتعلمنا في مدارسها وعلى أرضها، ومصيرنا واحد..
ولم نكن نعرف التفريق بين مسلم ومسيحي، فلم تكن أيامها الفتن التي إبتدعها الصهاينة الملاعين وأصحاب المؤامرة الخبيثة لشق صف أبناء الأرض والمجتمع الواحد، وأتذكر قبل بدء الضربة الجوية -التي بدأت بها المعركة- بساعات قليلة صدر الأمر بالاستعداد الكامل، وإننا سنكون من خلف قوات كتائب المهندسين التي تصدرت القوات في العبور، مع سلاح المدفعية وقوات المشاة والقوات الخاصة، حيث كانت مهمتنا النجدة والإنقاذ والإمداد.
وبالفعل كنا خلف قوات المدفعية والمشاة، وعبرنا القناة من جميع الجبهات وتعالت الأصوات بالتكبير والتهليل.. وأذكر أننا كنا مجموعات كل مجموعة تؤدي مهمة تعود للخلف للتزود بالأسلحة والذخيرة، ولأخذ قسط بسيط من الراحة، وتتقدم مجموعة أخرى وهكذا، وأتذكر بعد عودتي مع مجموعتي بكائي وإلحاحي على قائدي بأن أكون مع المجموعة التي حلت محلنا، وبأمانة لم يكن هذا حالي وحدي فقط وإنما كان حال كل الزملاء الأبطال رجال أكتوبر..
واتذكر ذعر الجندي الصهيوني وإلقاءه لسلاحه وصراخه عندما يرى الجندي المصري، ولا أنسى عناية الله عز وجل وإمداداته الخفية بالملائكة.. وأتذكر أننا كنا صائمون وأصدرت دار الإفتاء وقتها فتوى برخصة الإفطار، ولكننا رفضنا، وكانوا الزملاء المسيحيين صائمون معنا مراعاة لشعورنا وحبا فينا..
وانتهت حرب أكتوبر بالنصر واسترداد الكرامة والأرض، ولكن حربنا مع بني صهيون وحلفاءهم وكلابهم لا ولن ولم تنتهِ بعد، وأعتقد أننا نخوض الآن حربا شرسة لا تقل عن حرب أكتوبر بل أعتقد أنها تزيد.
نخوض حرب في الداخل والخارج، حرب تكتلت فيها قوى الشر علينا تحت مظلة إعلامهم اللعين المأجور المغرض، والذي يشن على مصرنا الحبيبة وقيادتها الوطنية المخلصة حملات التشكيك والإشاعات لإثارة الفوضى، وفقد الثقة في قيادتنا الحرة المخلصة، وسقوط مصر في دوامة الفوضى، وأعتقد أن شعبنا واعي ومدرك لخيوط المؤامرة ولن يعطيهم الفرصة لتحقيق مآربهم وهو إسقاط مصر.
وأخيرا لقد قاتلت بالسلاح في أكتوبر 1973 وكم أفخر بذلك، وأقاتل منذ أكثر من خمس وأربعين سنة بكلمتي وقلمي وعلى الاستعداء أن أحمل السلاح لآخر نفس حبا في بلدي مصر أرض الكنانة.. مصر قلب العروبة.. مصر الأزهر الشريف.. مصر الوطن الذي يسكن فينا في قلوبنا وأرواحنا.. مصر المحروسة حماها الله تعالى ورد عنها كيد الكائدين ومكر الماكرين وحقد الحاقدين.. وتحيا مصر، ويعيش إبنها البار الوطني المخلص الحر السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي حفظه الله..
ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.
تابع موقع فيتو عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر قناة (واتساب) اضغط هــــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هــــــــنا
