رئيس التحرير
عصام كامل

لا يأس من روح الله ورحمته

18 حجم الخط

 رضي الله تعالى عن شيخي وأستاذي ومُعلمي وأبي الروحي ومُرشدي في طريق الله عز وجل حضرة مولانا العارف بالله سيدي الشيخ البيه، أذكر أني أقبلت على حضرته يوما وأنا حزين ومهموم وشبه يائس من صلاح حالي في سيري إلى الله تعالى، وذلك لغلبة أهواء نفسي وسطوة شيطاني عليها وقلة همتي في إقبالي على الله عز وجل، فجلست بين يديه الشريفة وشكوت إليه تقصيري وحالي السيئ، وأخذت في البكاء فوضع يده الشريفة على كتفي.. 

 

وقال: يا بني أنت على خير وسيكون لك يوما شأن ومكانة عند الله تعالى.. فقلت متعجبًا كيف ذلك يا سيدي مع سوء حالي وإعوجاجي وضعفي وتقصيري وقلة همتي وغلبة أهواء نفسي؟ فقال رضي الله عنه: يا بني أبشر بالخير، فأول تصحيح المسار في الطريق هو الصدق مع النفس وعدم الرضا عنها وإدراك النقص والاعتراف بالتقصير. 

 

وأكمل قائلا: عليك ألا تيأس أبدا من روح الله تعالى، وأعلم أن رُب معصية أورثت ذلا وانكسارًا خير من طاعة أورثت عزًا وافتخارا، والشعور بالنقص والتقصير، هذا هو دأب الصالحين وعليك بمداومة مجاهدة النفس، وأجعل من صدقك في محبتك لله دافعا لك في المجاهدة وتذكر دوما قوله جل جلاله "وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا ۚ وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ"..

 

وإذا سقطت أثناء سيرك لا تيأس قم وأنهض واعتذر واستغفر، وسل الله تعالى أن يفتح لك باب المدد والإمداد والتوفيق، فهو سبحانه المدد والمعين فلا طاعة إلا بتوفيقه ولا حفظ من المعصية إلا بحفظه سبحانه.. 

 

 هذا ثم أخذ يحدثني عن أحوال أكابر الأولياء وما كانوا عليه في بدايتهم من سوء ونقص وبُعد عن الله عز وجل، فلما تداركتهم العناية الإلهية انتقلوا من البعد والإيحاش إلى القُرب والمؤانسة. وقال: سيدي مالك إبن دينار كان شُرطيا ظالما جائرًا ثم أجرى الله عليه إبتلاءً فتغير حاله إلى عبد طائع وولي مقرب ومن أكابر الأولياء والعارفين.. 

وسيدي أبا اليزيد البسطامي رضي الله عنه كان سارق قاطعا للطريق وحين آتته لواحظ العناية أصبح من خاصة الخاصة من أهل الولاية.. 

ثم قال رضي الله عنه: عليك بالإحسان فإن رحمة الله قريب من المحسنين، وعليك أن تتبع السيئة بالحسنة تمحوها، وأكثر من الاستغفار والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله صلى الله على حضرته وعلى آله وصحبه وسلم، وإياك أن تيأس من رحمة الله تعالى وروحه، ومن صلاحك. 

وإني أرى أن الله تعالى له فيك شأن خاص، وستتذكر كلامي هذا يومًا وستقول رحم الله شيخي، والآن بعد مرور قرابة الخمسون عاما على هذا الحديث أقول: رضي الله تعالى عن شيخي وأستاذي ومعلمي وباعث الأمل في نفسي، وجزاه الله سبحانه عني خير الجزاء.

ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.

تابع موقع فيتو عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر قناة (واتساب) اضغط هــــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هــــــــنا

الجريدة الرسمية