بُناة الوطن.. عمال مصانع الطوب في ميت غمر يواجهون تحديات الحياة ومصاعب المهنة.. وهذه أبرز مراحل التصنيع (فيديو وصور)
كصلابة طوب البناء الذي يصنعونه بأيديهم، يواصل عمال مصنع الطوب الأحمر بميت غمر العمل تحت أشعة الشمس الحارقة وداخل حرارة أفران لا تهدأ. على مدار أكثر من نصف قرن، ظل هذا المصنع شاهدًا على قصة كفاح متواصلة لأجيال تعاقبت على صناعة تُعد من أعمدة البنيان المصري، مهنة ثقيلة في تفاصيلها، نبيلة في قيمتها، وصعبة في يومياتها.
صناعة لا تعرف الكلل
ورغم قسوة المهنة، إلا أن مشهد العمال وهم يتنقلون بخفة بينهم كتل الطوب وكأنها امتداد لأجسادهم، يجسد صورة نادرة من التناغم البشري والصلابة النفسية. يتوزع العمل بدقة شديدة، كلُّ يعرف مهمته، من يحمل الطين، ومن ينقله، ومن يرصّه تحت الشمس، وآخر يدخله الفرن.

قصة أحمد خالد.. العودة للجذور
يقول أحمد خالد، أحد العاملين بالمصنع، إنه تعلّم المهنة منذ نعومة أظافره، حين كان لا يزال في المرحلة الابتدائية. بدأ مع سائق يُدعى محمد جمال، كان يكبره سنًا وخبرة، فنهل منه أسرار هذه المهنة عامًا بعد عام.
رغم تجربته في شركات البترول والعمل في محافظات مثل مطروح، لم يجد أحمد راحته إلا هنا، بين جدران المصنع القديمة، حيث اللودر هو صديق يومه، وحيث يعرف الطريق جيدًا إلى كتل الطين والتراب والنار. وبعد انتهاء خدمته العسكرية، عاد لمهنته التي أحبها، يعمل حاليًا بانتظام منذ قرابة عام، لكنه يشعر أن عمره كله متصل بهذا المكان.
في مصنع الطوب، لا يعمل الأفراد فقط، بل العائلات. كما يقول أحمد، فإن والده وجده عملا هنا من قبل، وها هو اليوم يكمل ما بدأه. وما إن يلتحق الأبناء بالمصنع، حتى يتعرف عليهم زملاء آبائهم وأجدادهم، في مشهد يخلّد الترابط الاجتماعي والمهني.
بعض الشباب ممن تعلموا صناعة الطوب داخل المصنع، اختاروا العمل بشركات خاصة في نفس المجال، نظرًا للطلب المستمر على هذه المهنة، التي تظل جزءًا لا يتجزأ من حركة البناء المستمرة في مصر.

الطين والنار.. من الجبل إلى الجدار
صناعة الطوب تبدأ من الجبل، حيث تُستخرج الخامات الأساسية: الطفلة السوداء، والحمراء، والصفراء، وخامة "السافي". يقول أحمد إن العملية تبدأ بمزج تلك الأنواع بنسب محددة، تُخلط وتُبلل بالماء، ثم تُضغط في ماكينة التشكيل، لتخرج على هيئة قوالب طوب.
يُجفف الطوب تحت الشمس قبل أن يُدخل إلى فرن ضخم لحرقه وتجهيزه للاستخدام. وهنا تبرز أهمية اللودر، الذي لا يمكن الاستغناء عنه في أي مرحلة من مراحل الإنتاج. أي عطل فيه يعني توقفًا كاملًا للمصنع.

من الطين يُصنع الأمل
رغم الصعوبات اليومية التي يواجهها العمال، من حرارة الجو إلى مخاطر الماكينات الثقيلة، تجد فيهم عزيمة لا تلين. فهم لا يصنعون فقط طوبًا يُبنى به البيوت، بل يُشيّدون قصصًا من الصبر والشجاعة والإصرار.
صناعة الطوب الأحمر في ميت غمر هي أكثر من مجرد مهنة. إنها قصة كفاح يومي، بطولة تُمارَس في الظل، بعيدًا عن عدسات الإعلام وضوء الشهرة. لهؤلاء العمال الذين يصنعون الحياة من نار الطفلة، يستحقون الدعم، والاعتراف، وتحسين ظروف عملهم، لأنهم حجر أساس لا غنى عنه في بناء المجتمع المصري.








ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.
تابع موقع فيتو عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر قناة (واتساب) اضغط هــــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هــــــــنا
