اللحظات الأخيرة في حياة الزعيم عبد الناصر
تمر اليوم 55 سنة على رحيل زعيم الأمة العربية الرئيس جمال عبد الناصر، حيث تحل اليوم ذكرى وفاته المفاجئة عن عمر يناهز 52 عاما فقط.. رحل الزعيم بعد أن أرسى كل مبادئ الوطنية في قلوب كل الشعوب المتحررة، ليس فقط على مستوى الوطن العربي بل في كل بلدان العالم.
في يوم رحيله والذي كان يوافق يوم 27 من شهر رجب سنة 1390 هجريا والموافق 28 سبتمبر من عام 1970، حقق عبد الناصر نصرا عربيا كبيرا حيث نجح فى وأد الفتنة التى اشتعلت بين فلسطين والأردن، حيث انتهى في هذا اليوم مؤتمر القمة العربية بالقاهرة باتفاق ملزم للفصائل الفلسطينية المسلحة والقوات الأردنية لوقف نزيف الدماء بين الطرفين، والتى تسببت فى تخريب العاصمة الأردنية عمّان.
كان عبد الناصر يعانى من مرض السكري والذى تسبب فى تعرضه للعديد من الانتكاسات الصحية فضلا عن أنه سبق أن تعرض لذبحة صدرية، وكان يحتاج لراحة تامة طبقا لنصائح الأطباء بذلك، بل إن أحدهم حذره من وجود خطر على حياته إن لم يستمع لتلك النصائح ويسلم جسده للراحة التامة، وألا يقوم بأى مجهود أو يتعرض لأى إنفعال.. ولكنه عبدالناصر!
فضل عبد الناصر أن يعرض حياته للخطر على أن تتعرض وحدة الصف العربى للتفكك والانهيار والدخول فى آتون حروب أهلية، حيث أن الأيام الأخيرة التى تسبق ذلك اليوم المشئوم كانت تشهد صراعا دمويا خطيرا بين القوات الأردنية والفصائل الفلسطينية المسلحة، التى تم ترحيلها إلى المملكة الأردنية هروبا من عمليات التنكيل والتصفية الجسدية التى كان ومازال يقوم بها العدو الصهيونى الغادر ضد الشعب الفلسطينى.
تمكن عبد الناصر وكل القادة العرب من حقن الدماء العربية، وبعد إنتهاء المؤتمر بدأ الرئيس في توديع الرؤساء والملوك والأمراء المغادرين من مطار القاهرة، وكان آخرهم أمير الكويت، وفى هذه اللحظات أحس عبد الناصر أنه يعانى من إجهاد شديد وأنه غير قادر على الحركة، وكان يتصبب عرقا وبدت على ملامحه علامات الإعياء والإرهاق..
وحين صعد أمير الكويت إلى طائرته طلب الرئيس سيارته أن تأتى إليه داخل على غير العادة، حيث كان يذهب ماشيا إلى حيث تقف السيارة وقرر العودة إلى منزله واستدعاء طبيبه الخاص الدكتور الصاوى حبيب.
عاد الرئيس إلى منزله وكانت الأسرة بأكملها فى إنتظاره، وحين لاحظ علامات القلق تطل من أعين جميع أفراد أسرته قام بمداعبة حفيديه هالة وجمال، لكى تطمئن قلوبهم، ولكن القلق ظل مرتسما على وجوههم حيث كان وجهه شاحبا ترتسم عليه كل العلامات التى تدعو لذلك القلق.
ثم اتجه الرئيس إلى غرفة نومه ترافقه قرينته السيدة تحية وساعدته فى خلع ملابسه وارتداء بيجامة بيضاء، وهنا وصل الطبيب الذى استشعر الخطر فقرر على الفور استدعاء الطبيبين منصور فايز وزكى الرملي، وطلب من السيدة تحية إعداد كوبا من عصير البرتقال وتقديمه للرئيس والذى تناوله وكان آخر شيء يتناوله الرئيس.
بوصول الدكتور فايز منصور أحست قرينة الرئيس أن هناك شىء غير عادى فقالت له: "لا تؤاخذنى يا دكتور مجيئك يقلقنى".. ولكنه طمأنها.. وبدأ الدكتور الصاوى حبيب بعرض مخاوفه من وجود جلطة فى الشريان الأمامي للقلب، وأنه يرى أن الموقف دقيق وحرج للغاية.
وفى الساعة الخامسة من مساء ذلك اليوم بدأ النبض ينتظم وضربات القلب تعود إلى الطبيعى وهنا همّ الرئيس من فراشه وفتح الراديو لسماع نشرة الخامسة، وطلب منه الصاوى أن يستريح ولا داعي لبذل أى مجهود مهما كان بسيط، ثم أغلق الراديو بعد سماع ما كان يرغب فى سماعه وهو إنهاء حالة الصراع بين طرفي النزاع "الأردن وفلسطين"، وتمدد على الفراش وهو يقول "الحمد لله.. أنا دلوقتى استريحت يا دكتور صاوى"..
مرت دقائق وحالة الرئيس مستقرة إلى حد ما، وفى تمام الساعة السادسة والربع من مساء ذلك اليوم المشئوم لاحظ الصاوى أن الرئيس يغمض عينيه ويده تنزل من فوق صدره، وتستقر بجواره بعدها لم يشعر عبد الناصر بشىء ولم ينطق بكلمة..
وقف الأطباء الثلاثة حول فراش الرئيس وهم عاجزون، كل ما يفعلوه هو محاولات التدليك الصناعي للقلب وتكرار تجربة الصدمة الكهربائية، ولكن لم يحرك جسد الرئيس ساكنا بلا نبض، وهنا وقف الأطباء مكتوفى الأيدى فإن إرادة المولى عز وجل قد نفذت وتفوقت على قدراتهم الطبية، فقد لفظ رئيسهم وقائدهم وزعيمهم بل وزعيم الأمة العربية كلها أنفاسه الأخيرة، وعادت روحه الطاهرة إلى بارئها..
وحين تيقنوا من ذلك دخلوا جميعهم فى نوبة شديدة من البكاء، وحين استمعت السيدة تحية نحيبهم دخلت مسرعة إلى الغرفة، وانحنت على جسد رفيق دربها وأمسكت يده وقامت بتقبيلها وأقبل أحد الأطباء ليغطى وجه جثمان الرئيس، ولكنها نظرت إليه متوسلة بالدموع وهى تقول "اتركوه لي أنظر إليه أملأ عيني به"..
وعندما جاءت السيارة لنقل جثمانه الطاهر إلى قصر القبة كانت فى وداعه وهى تقول وحولها أولادهما "حتى بعد أن مات أخذوه منى لم يتركوه لى".. وانطلقت السيارة فى جوف الليل الحزين.. ورحل زعيم الأمة جمال عبد الناصر بعد أن سطّر تاريخا عظيما لمصر وللأمة العربية.
ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.
تابع موقع فيتو عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر قناة (واتساب) اضغط هــــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هــــــــنا
