عميل وزارة الإسكان أم عميل مطعم البيتزا؟
تعمل كافة مؤسسات الأعمال الهادفة للربح على استهداف العملاء المرتقبين قبل عملية الشراء، وكذلك تتبع عملائها بعد إتمام عملية الشراء، أو تقديم خدمة مثل المؤسسات المصرفية وشركات الاتصالات والطيران ومراكز مبيعات وخدمة وصيانة السيارات. بل أصبحنا نتلقى روابط تقييم الخدمات عن وجبة اقتصادية أو سندوتش أو بيتزا يتراوح ثمنها بما يعادل (3-4 دولار).
بل وخصصت معظم هذه المطاعم أرقام تليفونات ووسائل تواصل على مدار الساعة للرد على شكاوى العملاء، وتعويضهم عن أي تجارب سيئة قد يكونوا مروا بها.
منذ أسبوع طلبت بيتزا من أحد المطاعم في ساعة متأخرة من الليل، وكان هذا في يوم العرض الأسبوعي للمطعم. فأخبرني الحضور بعد 60 دقيقة لاستلام الطلب. ولظروف ما انشغلت وعدت إليهم بعد ساعتين، وكانوا قد أوشكوا على الغلق. فأخبرني مشرف المحل بأنه لم يتمكن من تسليمي البيتزا. فقلت له "لا عليك سأتولى تسخينها في الميكرويف" فقال لي "آسف.. سمعة الشركة لا تسمح لي بإعطائك منتج بهذه الجودة".
فاعتقدت أن كلامه على سبيل الزحلقة، وأنني لن أستطيع استرداد الثمن أو المنتج. إلا أنه طلب مني الايصال وقام بالتوقيع عليه برقمه الوظيفي، وقال لي "من حقك تأتي أي وقت وأي يوم لتحصل على الطلب كاملًا".
موقف مسئول محل البيتزا حرك بداخلي أوجاعًا وآلامًا عما يجري مع المواطنين في بعض المصالح الحكومية، وتحديدًا مع المغتربين المتعاملين مع وزارة الإسكان في مشروعي بيتك في مصر وبيت الوطن.
فمنذ 2012 قدمت وزارة الإسكان مشروعًا عبقريًا استهدف المصريين المغتربين في الخارج وهو مشروع بيت الوطن. الذي يقدم للمغتربين قطعة أرض أو شقة، مقابل سداد مقدم الحجز (25%) والأقساط بالدولار الأمريكي.
هذا المشروع كان بمثابة قنبلة في بداياته، فمتى كان يذكر اسمه في أي مكان، كان يعني قطعة أرض فائقة التميز، بل وكان إلحاق اسم بيت الوطن بجانب أي عقار معروض للبيع، يعني استهداف جيوب الأغنياء مقابل مسكن راقٍ. استمر هذا المشروع على نفس الوتيرة على مدار 10 سنوات.
لن أتحدث عن أمور خاصة بالشأن الداخلي للمشروع، فأهل مكة أدرى بشعابها، ولكن يمكن لأي متصفح لوسائل التواصل الاجتماعي أن يشاهد آلاف الآراء السلبية للمغتربين عن عدم رضائهم عن رداءة الطروحات، وعدم الرد على الاستفسارات من خلال وسائل التواصل الرسمية المعلنة، وعدم تقديم منتجات عقارية تلبي تطلعات المغتربين، وإصرار المسئولين على طرح أراضي رديئة وفي مدن راكدة.
وكذلك مشروع بيتك في مصر الذي تتعالى صرخات واستغاثات المتقدمين بسبب رفض تحويلاتهم دون سبب وجيه، ودون الرد عليهم، وإرسال رسائل جاهزة للكل تفيد بعدم وصول الحوالات.
ويتقدم آلاف المغتربين بشكاوى في البنوك بالخارج التي نفذوا من خلالها التحويلات، لتفيدهم تلك البنوك بأن الحوالات تم استلامها في مصر ! هذه الاستغاثات وصل بعضها إلى الفضائيات وعرضها بأمانة الإعلامي المصري القدير خيري رمضان.
ألا يعلم مسئولو وزارة الإسكان أن كل هذه الآراء السلبية التي اكتظ بها ايميلات المسئولين والمؤسسات والجهات المختلفة والفضاء وسائل التواصل الاجتماعي على صفحات مؤسسات الدولة، وفي الصفحات العامة والمجموعات الخاصة.. الخ، تؤثر سلبًا على الصورة الذهنية لمنظومة تصدير العقار، ومصداقية المنظومة المصرفية المصرية، حينما يتم إنكار استلام حوالات المغتربين، وتصدر إفادات من بنوك دولية في الخارج وبنوك وسيطة بالولايات المتحدة باستلام الحوالات!
ألا يستحق مشروع يستقبل مئات الملايين من الدولارات سنويًا منظومة تقييم أداء وقياس الرضاء عن الخدمة، وكأنه مطعم وجبات سريعة أو بيتزا؟!
وإذا كان السيد المهندس وزير الإسكان قد رأي أن الدولة لم تعد بحاجة إلى تحويلات العاملين بالخارج، وأن هناك بدائل، فهذا حقه كجهة إدارة وقيادة عليا بالدولة. ولكن من حق المغتربين عليه إخطارهم بذلك أو إعلان غلق المشروع بصورته الحالية حتى إشعار آخر.
وإذا أرادت الدولة استكمال المشروع وتصحيح مساره، عليها تقديم الاعتذار لعملائها والاعتراف بالأخطاء. وأن تتوقف مؤقتًا عن الطروحات حتى تنشئ هيئة قومية لتصدير العقار بالخارج، تدار بشكل احترافي والكتروني بالكامل، بالتعاون مع أحد البنوك المتميزة. وإنهاء منظومة الموظفين التقليديين بوزارة الإسكان، وتدريب المتميزين منهم ودمجهم في المنظومة الجديدة. وتدار المنظومة بإشراف الرقابة الإدارية والقوات المسلحة والبنك المركزي وممثل قضائي.
وفوق كل ذلك عليها تصميم نظام لتقييم رضاء العملاء، فلا يوجد عميل على مستوى العالم يدفع شقا عمره لمؤسسة دون قياس رضائه!
ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.
تابع موقع فيتو عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر قناة (واتساب) اضغط هــــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هــــــــنا
