رئيس التحرير
عصام كامل

لغة الجسد، سر من أسرار التواصل بين الزوجين

لغة الجسد بين الزوجين،
لغة الجسد بين الزوجين، فيتو
18 حجم الخط

لغة الجسد، تُعتبر العلاقة الزوجية من أعمق العلاقات الإنسانية وأكثرها احتياجًا للتواصل الفعَّال الذي يقوم على الصراحة والوضوح والانسجام. وإذا كان الكلام هو الأداة التقليدية للتعبير بين الزوجين، فإن لغة الجسد تمثل الوجه الآخر الخفي، بل والمكمل الأساسي، للتواصل العاطفي والإنساني بينهما. 
 


فهي لغة صامتة لكنها بالغة التعبير، تستطيع أن تنقل مشاعر المحبة أو الرفض، الاهتمام أو التجاهل، الطمأنينة أو القلق، دون الحاجة إلى أي كلمات.

أوضحت خبيرة التنمية البشرية ومدربة الحياة شيرين محمود، أن لغة الجسد ليست مجرد تفاصيل ثانوية في العلاقة الزوجية، بل هي محور أساسي للتواصل الفعَّال. فهي التي تعكس صدق المشاعر، وتبني الثقة، وتعمق المودة، وتساعد على تجاوز الخلافات. 

أضافت خبيرة التنمية البشرية، أن الزوجان الواعيان لهذه اللغة يستطيعان أن ينسجا علاقة أكثر دفئًا وعمقًا، حيث تتكامل الكلمات مع الإشارات الصامتة لتشكّل لغة حب متكاملة، وبالتالي، يمكن القول إن النجاح في الحياة الزوجية لا يعتمد فقط على ما يقوله الزوجان لبعضهما، بل أيضًا على كيفية قوله، وعلى ما تبعثه أجسادهما من رسائل قد تكون أقوى من أي كلمات.
 


لغة الجسد.. وسيلة أصدق من الكلمات

أهمية لغة الجسد
أهمية لغة الجسد

أشارت مدربة الحياة، إلى أن نسبة كبيرة من الرسائل التي نتبادلها في حياتنا اليومية لا تصل عن طريق الكلمات، بل عبر الإيماءات، وتعبيرات الوجه، ونبرة الصوت، وحركة اليدين والعينين. 


وفي الحياة الزوجية على وجه الخصوص، قد تكون هذه اللغة أكثر صدقًا من الكلام نفسه؛ إذ يستطيع أحد الزوجين أن يكتشف حقيقة مشاعر الطرف الآخر من خلال عينيه أو نبرة صوته أو حتى جلسته.

 

فعلى سبيل المثال، يمكن لابتسامة صافية أو نظرة دافئة أن تُشعر الشريك بالحب والاهتمام، في حين أن عبوس الوجه أو إهمال التواصل البصري قد يبعث برسائل سلبية تعكس ضيقًا أو فتورًا في المشاعر.

 

دورها في تعزيز المودة والرحمة

من أهم مقاصد الزواج في الدين والإنسانية هو تحقيق المودة والرحمة بين الزوجين. وهنا تلعب لغة الجسد دورًا بارزًا في تعزيز هذه المودة؛ فملامسة اليد عند الحديث، أو الانحناء نحو الشريك أثناء الإصغاء، أو لمسة بسيطة على الكتف عند العودة إلى المنزل، جميعها رسائل غير منطوقة لكنها تعكس الاهتمام وتبني رصيدًا من الطمأنينة.

وقد أكدت الدراسات أن العناق بين الزوجين يُفرز هرمون "الأوكسيتوسين" المعروف بهرمون السعادة، مما يعزز الروابط العاطفية ويزيد من مشاعر القرب النفسي.

 

وسيلة لفهم المشاعر الحقيقية

قد يواجه الزوجان أحيانًا صعوبة في التعبير اللفظي عن مشاعرهما، خصوصًا في لحظات الغضب أو الحرج أو الخجل. وهنا تأتي لغة الجسد لتكشف ما يعجز اللسان عن قوله. فعندما يصمت الزوج مثلًا أثناء خلاف ما، قد تكشف تعابير وجهه المرتبكة أو حركة يديه المتوترة عن مشاعر غضب أو قلق. 


وبالمثل، قد تفصح الزوجة عن رغبتها في الاهتمام أو الاحتواء بمجرد جلوسها في صمت واضعة ذراعيها حول جسدها وكأنها تبحث عن الأمان.


إن إدراك هذه الإشارات يختصر الكثير من الجدل ويمنع سوء الفهم، إذ يمكن للطرف الآخر أن يلتقطها ويستجيب لها برفق ووعي.

 

تقليل الخلافات وسوء الفهم

كثير من النزاعات الزوجية تنشأ بسبب اختلاف أسلوب التعبير أو تفسير الكلام. وقد يساعد الانتباه إلى لغة الجسد في تجنّب هذه المشكلات. فعلى سبيل المثال، قد تقول الزوجة إنها "بخير" بلسانها، بينما تعكس حركاتها العكس تمامًا. 


إن تجاهل هذه الإشارات يؤدي إلى اتساع فجوة الفهم، بينما الانتباه لها يمنح فرصة للتدخل السريع لاحتواء الموقف.
كما أن الزوج الذي يتحدث بنبرة هادئة ويستخدم إشارات جسدية مطمئنة أثناء النقاش، يخفف من حدة التوتر ويُشعر شريكته بالاحترام، مما يقلل من احتمالية تصاعد الخلاف.

 

لغة الجسد.. وأثرها في بناء الثقة

الثقة بين الزوجين لا تُبنى بالكلمات وحدها، بل تُدعم بالمواقف والإشارات الجسدية. فعندما يصغي أحد الزوجين إلى الآخر وهو يثبت نظره في عينيه ويهز رأسه تأكيدًا، يشعر الطرف الآخر بأنه مسموع ومُقدَّر. 


وعلى العكس، إذا انشغل أحدهما بالنظر إلى هاتفه أو الالتفات بعيدًا أثناء الحوار، فإن ذلك قد يوحي بعدم الاهتمام ويضعف جسور الثقة.


إذن، فإن الاهتمام بلغة الجسد يساهم في تعزيز الثقة المتبادلة ويمنح الطرف الآخر شعورًا بالأمان النفسي.

 

لغة الحب الصامتة

الزواج ليس مجرد مؤسسة اجتماعية، بل هو علاقة حب وشراكة وجدانية. ولغة الجسد تُعتبر أداة قوية للتعبير عن الحب بعيدًا عن الكلمات. نظرة طويلة مليئة بالدفء، لمسة يد غير متوقعة، ابتسامة عند رؤية الشريك، كلها تفاصيل صغيرة لكنها تحمل معانٍ عميقة تبقى محفورة في الذاكرة.


وقد يشعر الزوجان بعد سنوات طويلة من الزواج أن الكلمات وحدها لم تعد تكفي، وهنا تظهر قيمة هذه اللغة الصامتة التي تعيد إنعاش العاطفة وتجدد الإحساس بالقرب.

 

كيف يمكن للزوجين تطوير لغة الجسد بينهما؟

 

لغة الجسد وأهميتها
لغة الجسد وأهميتها

وعن إمكانية تطوير لغة الجسد بين الزوجين، حتى تكون وسيلة للتقارب والود، أكدت مدربة الحياة، أن هناك بالفعل عدة وسائل لتطويرها، التي تستعرضها في السطور التالية.

 

الوعي والانتباه: إدراك أن كل حركة أو إيماءة تعكس رسالة للطرف الآخر، ما يفرض الحرص على أن تكون هذه الرسائل إيجابية وبنَّاءة.

 

الاستماع البصري: النظر في عيني الشريك أثناء الحديث لإشعاره بالاهتمام الكامل.

 

المسافة الجسدية: التقارب الجسدي يعكس الألفة، بينما الابتعاد قد يوحي بالفتور أو الغضب.

 

اللمسات البسيطة: مثل مسك اليد أو العناق، وهي إشارات قوية على الدعم والحنان.

 

تعبيرات الوجه: الحرص على الابتسام والتعبير بملامح ودودة بدلًا من العبوس أو التوتر.

ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.

تابع موقع فيتو عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر قناة (واتساب) اضغط هــــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هــــــــنا

الجريدة الرسمية