تبدأ من التصالح مع النفس، أسرار نجاح العلاقات الزوجية
العلاقة الزوجية واحدة من أعمق وأهم العلاقات الإنسانية، فهي ليست مجرد شراكة شكلية، بل التقاء روحي وعاطفي وفكري بين شخصين يقرران أن يسلكا طريق الحياة معًا.
ومع ذلك، كثيرًا ما يُنظر إلى الزواج على أنه مسؤولية متبادلة بين الطرفين فقط، بينما يغفل الكثيرون أن نجاح هذه العلاقة يبدأ من الداخل، أي من العلاقة الصحية التي يقيمها كل فرد مع نفسه أولًا. فالشخص الذي لا يعرف نفسه، ولا يقدّرها، ولا يتصالح مع جراحه الداخلية، يجد صعوبة بالغة في بناء علاقة متوازنة ومستقرة مع شريك حياته.
أوضحت الدكتورة عبلة ابراهيم أستاذ التربية ومستشارة العلاقات الأسرية، أنه يمكن القول إن الزواج الناجح ليس مجرد نتاج حب بين شخصين، بل هو ثمرة علاقة كل طرف بنفسه أولًا. فكلما كان الإنسان متصالحًا مع ذاته، واعيًا باحتياجاته، قادرًا على التعبير عنها، كلما كان أكثر قدرة على بناء علاقة صحية مع شريك حياته.
وأضافت الدكتورة عبلة، أن العلاقة الزوجية السعيدة تبدأ من الداخل؛ من حب الذات، واحترامها، ورعايتها، ثم تنعكس إلى الخارج في صورة حب ناضج، متوازن، ومستدام.

أولًا: العلاقة مع النفس أساس كل العلاقات
أشارت الدكتورة عبلة، إلى أن الإنسان الذي يتمتع بعلاقة صحية مع ذاته يكون أكثر وعيًا بمشاعره، وأكثر إدراكًا لاحتياجاته، وأقدر على التعبير عنها بوضوح وهدوء.
على العكس من ذلك، فإن الشخص الذي يعيش في صراع داخلي، أو يحمل مشاعر نقص وعدم كفاية، قد يدخل في العلاقة الزوجية وهو يتوقع أن يعوضه الطرف الآخر عن كل ما ينقصه، وهنا تنشأ الخلافات والإحباطات.
إن العلاقة مع النفس تتضمن تقبل الذات كما هي، بعيوبها ومميزاتها، والعمل على تطويرها دون جلد أو قسوة. وهذا القبول الذاتي يمنح الشخص القدرة على منح الحب بلا خوف من الرفض، وعلى استقبال الحب بلا شعور بعدم الاستحقاق.
ثانيًا: أثر الصحة النفسية على الزواج
الصحة النفسية الجيدة تمنح الزوجين أرضية صلبة للتفاهم وبناء جسور الثقة. فالزوجة التي تشعر بالأمان الداخلي لن تفسر كل تصرف من زوجها على أنه إهانة، والزوج الذي يتمتع بالثقة في نفسه لن يفسر استقلال زوجته أو نجاحها على أنه تهديد لرجولته. هذا الاتزان النفسي يحمي العلاقة من الكثير من التوترات التي غالبًا ما تنشأ من مخاوف داخلية وليس من الواقع نفسه.
ومن الأمثلة الشائعة:
الغيرة المفرطة. فهي لا تعكس بالضرورة خطأً من الطرف الآخر، بقدر ما تكشف عن ضعف في إحساس الشخص بقيمته أو خوفه من فقدان الحب.
عندما يكون الإنسان متصالحًا مع نفسه، يدرك أنه يستحق الحب والاحترام، وأن وجوده في العلاقة قيمة مضافة وليس عبئًا، وبالتالي تقل مشاعر الغيرة والشك.
ثالثًا: كيف تؤثر علاقة الفرد بنفسه على التواصل الزوجي؟
التواصل الفعّال بين الزوجين لا يقوم فقط على الكلمات، بل على مشاعر الثقة والانفتاح والقدرة على الإصغاء. الشخص الذي يعيش علاقة مضطربة مع نفسه قد يواجه صعوبة في التعبير عن مشاعره أو احتياجاته، فيلجأ إلى الصمت أو الانفجار في الغضب.
أما الشخص المتوازن، فيعرف كيف يطلب الدعم، وكيف يصغي للآخر دون أن يشعر أن الاستماع يقلل من قيمته.
فالتواصل الصحي يبدأ من وعي الإنسان بذاته، لأنه عندما يدرك مشاعره بدقة، يكون قادرًا على التعبير عنها بوضوح، مما يفتح المجال أمام شريك حياته لفهمه والتجاوب معه.
رابعًا: الاستقلال العاطفي شرط للحب الناضج
العلاقة الزوجية الناجحة لا تعني الذوبان الكامل في الآخر، بل تعني التقاء شخصين ناضجين، لكل منهما كيانه المستقل، يجتمعان ليشكلا علاقة متوازنة.
الاستقلال العاطفي لا يعني البرود أو الجفاء، بل يعني أن يكون كل طرف قادرًا على إسعاد نفسه وتلبية احتياجاته العاطفية الأساسية دون الاعتماد الكلي على الآخر.
فالشخص الذي يحب نفسه ويحترمها لا ينتظر من شريكه أن يمنحه القيمة أو السعادة، بل يرى العلاقة مساحة للإثراء المتبادل لا للتعويض عن النقص. ومن هنا، يصبح الزواج علاقة قائمة على المشاركة لا على التبعية.
خامسًا: أهمية معالجة الجروح الماضية
كثير من الأزواج يدخلون إلى الحياة الزوجية وهم يحملون بداخلهم جراحًا قديمة، مثل تجربة طفولة صعبة، أو مشاعر رفض، أو انكسارات عاطفية سابقة. هذه الجروح إذا لم تُعالج، تتحول إلى عوائق في العلاقة، وقد تنعكس في شكل حساسيات مفرطة أو خوف من الفقدان أو عدم قدرة على الثقة.
لذلك، من أهم خطوات بناء علاقة زوجية ناجحة هو أن يعمل كل طرف على شفاء نفسه من الداخل، سواء من خلال جلسات العلاج النفسي، أو القراءة والتأمل، أو عبر الدعم الروحي.
فالعلاقة الزوجية لا تصلح أن تكون ساحة لعلاج الماضي غير المحسوم، بل تحتاج إلى نفوس متصالحة وقادرة على الحب بلا قيود.
سادسًا: العلاقة مع النفس تعني أيضًا الاعتناء بالجسد
العلاقة الصحية مع النفس لا تقتصر على الجانب النفسي فقط، بل تشمل أيضًا العناية بالجسد. الزوج أو الزوجة اللذان يهملان صحتهما الجسدية قد يشعران بالخمول أو الانزعاج الدائم، مما يؤثر على المزاج العام وبالتالي على العلاقة.
بينما الاهتمام بالتغذية الجيدة، والنوم الكافي، وممارسة الرياضة، يعزز الطاقة الإيجابية ويجعل الفرد أكثر استعدادًا للتفاعل الإيجابي مع شريكه.

سابعًا: كيف نطور علاقتنا بأنفسنا من أجل زواج ناجح؟
ممارسة الوعي الذاتي: من خلال تخصيص وقت يومي للتأمل أو الكتابة للتعرف على المشاعر والأفكار.
تقدير الذات: عبر ترديد عبارات إيجابية والاحتفاء بالإنجازات الصغيرة.
تحديد الحدود الصحية: معرفة متى نقول "لا" لحماية طاقتنا ومشاعرنا.
طلب المساعدة عند الحاجة: من مدرب أو معالج نفسي أو حتى صديق موثوق.
الاهتمام بالأنشطة الفردية: مثل القراءة أو الهوايات التي تغذي الروح.
ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.
تابع موقع فيتو عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر قناة (واتساب) اضغط هــــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هــــــــنا

