اعتذار عمر طاهر!
لماذا لا يعتذر الشاعر والمؤلف عمر طاهر عن مواقف تبناها قبل سنوات، اصطف فيها مع تيارات لا ينتمي أو من المفترض أنه لا ينتمي إليها؟! أَلا ينتقد المسؤولين ويطالبهم بالشفافية والاعتراف بالخطأ إذا أخطأوا قبل محاسبتهم وعقابهم أو حتى مع محاسبتهم وعقابهم؟! وإن كان لا يتولى وظيفة عامة لكن الاعتذار -من الفرائض الغائبة في مصر الآن- يجوز على الجميع!
قبل سنوات سألني الصديق والزميل العزيز أشرف أنور المحرر البارز لشؤون مجلس الوزراء: هل رأيت المكتوب عن قصة تأميم شركة شاي الشيخ الشريب؟! قلت: أين؟! قال: كتاب "صنايعية مصر" لعمر طاهر؟! قلت: للأسف لا.. وماذا عنها؟؟ قال: تنكيل بالشركة وصاحبها..
فتشت عن المكتوب.. همنا الأول معرفة تاريخ الواقعة التي تقول في ملخص مختصر جدًا -لمن لا يعرف ما نُشر- إن جمال عبد الناصر كان يتابع التلفزيون فوجد أحدهم يدخن سيجارًا ويبدو منتفخًا.. فسأل عنه فأبلغوه أنه فلان صاحب مصانع شاي الشيخ الشريب.. فقال: أمِّموه! انتقامًا قال إيه من جلسته وطريقة تدخينه!
كان هدفنا الأول معرفة تاريخ الواقعة التي نسبها طاهر للناقد الرياضي محمود معروف وقال إنها "على ذمته".. فإن كانت قبل عام 1960 فقد كانت قبل انطلاق البث التلفزيوني أصلًا وبالتالي فهي مكذوبة.. لكن إن كانت الواقعة بعد ذلك فعلًا!
ثم كان الهدف الثاني عن تاريخ الواقعة أيضًا.. فوجدنا تاريخ حدوثها قبل صدور قوانين التأميم أصلًا التي صدرت يوليو 1961! فكيف يتدارك عبد الناصر قرارات لم تصدر أصلًا بقرار انتقامي؟! تأكدنا أن القصة ملفقة.. ولا أصل لها.. فضلًا عن أن قوانين التأميم وضعها مشرعون كبار وحددوا أسباب التأميم وشروطه بهدف أن تقود الدولة عملية التنمية بنفسها، بعد تقاعس القطاع الخاص وقتها عن القيام بذلك واتسع سنوات كاملة..
فضلًا عن اكتشاف وجود مال أجنبي مشبوه في شركات عديدة تعمل في مجالات حساسة وحيوية.. وكذلك لم يكن التأميم أمر عصابة تستولي على أموال الناس وتنتقم منهم كما صوَّروا..
وأخيرًا فالتاريخ لا يعرف إلا الوثيقة والدليل والمستند وشهادة الشهود وليس "على ذمة محمود معروف"! الذي لم يكن بطبيعة عمره حاضرًا في المباراة، ولم يكن طبعًا مع جمال عبد الناصر يشاهد معه في بيته مباراة في الدوري الممتاز.. وهو لم يقدم أي دليل على أي شيء لا لطاهر في كتابه ولا قدمها منفردًا في مقالاته وهي غزيرة ولا في كتبه رغم أنها قليلة!
القصة استُغلت إخوانجيًا على أوسع نطاق ممكن.. كالعادة انتقامًا من جمال عبد الناصر.. كما وظفها -طبعًا- ضحايا التأميم!
مرت الأيام على حوارنا مع الصديق العزيز.. لنقف أمام صدفة لا تُصدَّق.. ولا نعرف كيف حدثت.. حيث كنت أتناقش مع الصديق والزميل العزيز شريف عبد الباقي رئيس تحرير لغة العصر السابق والكاتب المرموق بالأهرام.. ولا نعرف كيف جاءت سيرة موضوع "الشيخ الشريب" من بين آلاف الموضوعات وقلت: شفت نفي عائلة الشيخ الشريب لقصة التأميم المزعومة من أحد أبناء عائلته.. فجاء رده صاعقًا.. صاعقًا للقصة بطبيعة الحال حيث قال فجأة: أنا من تحدث في الحوار.. هذه عائلتي.. والقصة كلها غير صحيحة بالمرة!
من المؤكد أن الهجوم على الرواية المزعومة وتفنيدها بلغ طاهر.. فلماذا أيضًا لم يعتذر؟ لماذا لم يهتم بتصحيح معلومة خاطئة لا تليق بكاتب ومؤلف موهوب ولا تليق بناقد بوزن محمود معروف وُظفت من جماعة مجرمة لأغراض شريرة وخبيثة وعلى أسوأ وأقذر ما يكون؟!
لماذا لا نصحح خطأ ارتكبناه وننزع سلاحًا منحناه لقتلة ومجرمين؟! خاصة وأننا في أتون معركة شرسة.. الوعي عمودها الأساسي وتزييف التاريخ أول محاورها وتشويه القادة الكبار ثانيها؟!
هل اعتذر طاهر عن ذلك كله ولا نعرف؟! ربما.. لكن المؤكد أننا لم نتشرف بمعرفته رغم الأصدقاء الكثيرين المشتركين.. وبالتالي لم نتمكن -رغم أحاديثه ولقاءاته- من معرفة طباعه الشخصية مباشرة وبالتالي نفتقد القدرة على الحكم عليه.. لكن يظل الاعتراف بالخطأ سيد الفضائل..
إن أردنا للفضائل أن تشيع.. إن أردنا.. إن..!
ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.
تابع موقع فيتو عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر قناة (واتساب) اضغط هــــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هــــــــنا
