مائدة الموت، تفاصيل الجريمة البشعة داخل منزل أسرة ديرمواس.. 5 أرغفة خبز كتبت الفصل الأخير في حياة الزوج وأبنائه الـ6.. والمتهمة: الغيرة والخوف من زوجته الأولى السبب
فى صباح يوم الخميس الموافق 10 يوليو الماضي، بدت الأمور طبيعية وهادئة فى قرية دلجا بمحافظة المنيا، الأهالي يقضون مصالحهم ويتابعون أعمالهم المعتادة، والأطفال يلهون ويلعبون فى الشوارع، فيما انشغلت النساء بأعمالهن المنزلية وإعداد طعام الغداء لأسرهن.
فى عصر ذات اليوم تبدلت الصورة تماما، وتحول هدوء القرية إلى صخب شديد إثر صرخة مدوية انطلقت من أحد المنازل، هرع الأهالي إلى المنزل ليجدوا 3 أطفال أشقاء مصابين بإعياء شديد ويعانون من آلام حادة فى البطن.
أسرع الأهالي بنقلهم إلى مستشفى ديرمواس العام فى محاولة لإسعافهم، وهناك خضع الأطفال لفحوصات رجحت إصابتهم بتسمم وتم حجزهم تحت الملاحظة الدقيقة، وفي مساء ذات اليوم ظهرت نفس الأعراض على الشقيق الرابع للأطفال الثلاثة ونقل هو الآخر إلى المستشفى.
مائدة الموت.. تفاصيل الجريمة البشعة داخل منزل الأسرة

فى اليوم التالي، أعلنت المستشفى وفاة 3 من الأطفال هم: عمر 7 سنوات، وريم 10 سنوات، ومحمد 11 سنة، ثم لحق بهم شقيقهم الرابع أحمد البالغ من العمر 5 سنوات.. تحولت وفاة الاطفال الأربعة إلي لغز محير، خصوصا وأن التقارير الطبية لم تحسم السبب الحقيقي للوفاة بشكل قاطع، وانتشرت على نطاق واسع أقاويل حول إصابة الصغار بالالتهاب السحائي، وهى الأقاويل التى سارعت وزارة الصحة بنفيها.
وأكدت فى بيان رسمي أن كل ما يشاع حول وفاة الأطفال الأربعة بسبب الالتهاب السحائي عار تماما من الصحة، لأسباب علمية أبرزها عدم وجود دليل طبي يدعم حدوث الوفيات فى توقيت واحد بسبب الأمراض المعدية، نظرا لأن استجابة الأجسام للعدوى تختلف من شخص لآخر حسب العمر والمناعة، أى أن وفاة 4 أشقاء فى توقيت واحد بسبب بالالتهاب السحائي غير منطقية طبيا، وأشارت الوزارة إلى أنها تواصل البحث والتحقيق فى الأسباب الطبية التى قد تكون وراء وفاة الصغار الغامضة.
5 أرغفة خبز كتبت الفصل الأخير في مأساة أسرة ديرمواس
وفى يوم 15 يوليو الماضي، تلاحقت الأحداث الغريبة، حيث ظهرت على الشقيقتين "رحمة وفرحة"، ذات الأعراض التى ظهرت على أشقائهما الأربعة الراحلين، وتم احتجازهما فى قسم السموم بالمستشفى تحت الملاحظة لمدة 48 ساعة، وفى اليوم التالي توفيت رحمة البالغة من العمر 12 عاما، فيما تدهورت حالة شقيقتها فرحة وتم نقلها إلى الرعاية المركزة فى مستشفى الصدر بالمنيا.

بعد يومين فقط من وفاة الطفلة رحمة، وتحديدا يوم 17 يوليو 2025، أصدرت وزارة الصحة بيانا تفصيليا تضمن نتائج التحاليل المعملية لعينات الدم والسائل النخاعي، التي أخذت من جثامين الأطفال المتوفين، والتى أكدت خلو أجسادهم من أى أمراض معدية بما فى ذلك الالتهاب السحائي سواء الفيروسي أو البكتيري، كما أكدت أن مياه الشرب فى منزل الأطفال مطابقة للمواصفات.
بيان وزارة الصحة زاد القضية غموضا، فقد استبعد تماما الأسباب المرضية للوفاة، ومن ثم فاحتمال وجود شبهة جنائية أصبح واردا بقوة، ما دفع جهات التحقيق إلى تكثيف البحث والتحري حول الحادث لكشف ملابساته كاملة..
الخبز.. كلمة السر في فك لغز مصرع أسرة ديرمواس
يوم 18 يوليو، ظهرت نفس الأعراض التي أصيب بها الصغار الخمسة قبل وفاتهم على الأب، فتوجه إلى مستشفى أسيوط الجامعي لتلقي العلاج المناسب، وأثناء وجوده فى المستشفى تلقى صدمة جديدة بوفاة ابنته السادسة فرحة ذات الأربعة عشر عاما.

وفاة الأبناء الستة تباعا وبهذه الطريقة الغامضة، دفعت جهات التحقيق إلى إصدار قرار باستخراج جثث الصغار الثلاثة الذين توفوا فى البداية، عمر ومحمد وريم، لإجراء الصفة التشريحية لهم على نحو أكثر دقة عن طريق أخذ عينات من العظام والشعر، فى محاولة لمعرفة السبب الحقيقي لوفاتهم.. وفى هذه الأثناء توفي الأب هو الآخر، ليلحق بأبنائه الستة، لتزاد تفاصيل القضية غموضا وإثارة.
التفاصيل السابقة شغلت الرأى العام فى مصر وأصبحت حديث وسائل التواصل الاجتماعي، وكثرت بشأنها التأويلات والتفسيرات، فالبعض يرى أن الأطفال ووالدهم توفوا نتيجة ميكروب أو فيروس غامض أصابهم، والبعض الآخر جزم بأنهم تعرضوا للقتل عن طريق مادة سامة وضعت فى طعامهم، وسرعان ما حامت الشبهات حول زوجة الأب المتوفى التى خضعت لتحقيقات مطولة فى النيابة العامة انتهت بإخلاء سبيلها، خصوصا وأن تقارير الطب الشرعي كانت فى مرحلة الإعداد ولم تحسم السبب المباشر للوفاة.
كيف أنهت سيدة حياة زوجها وأطفالها الستة في ديرمواس؟
على الجانب الآخر وفى هدوء وسرية تامة، كان ضباط البحث الجنائي بمحافظة المنيا، يعملون على قدم وساق لكشف ملابسات تلك المأساة العائلية.. جمعوا مئات المعلومات عن الأسرة المنكوبة.. فحصوا كل الأقارب والأصدقاء، واستمعوا لعشرات من شهود العيان والجيران، ودرسوا تقارير الطب الشرعي بعناية فائقة.. ثم بدأوا فى ترتيب وتحليل ما توصلوا إليه من معلومات مؤكدة، لتتكشف أمامهم خيوط القضية المتشابكة.
تبين أن والد الصغار المتوفين تزوج فى بداية حياته من زوجته الأولى التى تعود أصولها إلى محافظة بني سويف، وأنجب منها الأبناء الستة، ثم حدثت خلافات أسرية، انتهت بالطلاق وعادت الأم مع صغارها إلى أسرتها فى بني سويف، وبعد فترة قصير تزوج الأب من امرأة أخرى وأقامت معه فى منزل مستقل بقرية دلجا التابعة لمركز ديرمواس بالمنيا، وأنجب منها طفلين أحدهما قبل الحادث بأسابيع قليلة.
وبحسب المعلومات التى توافرت لرجال البحث الجنائي بالمنيا، فإن بعض الأقارب تدخل للمصالحة بين الأب وطليقته حرصا على مستقبل الأطفال، وبالفعل أعادها إلى عصمته وخصص لها وصغارها مسكنا منفصلا عن منزل زوجته الثانية فى ذات القرية.. وكان المنزل غير مجهز بالكامل، فكانت الام تضطر لوضع الطعام فى ثلاجة "ضرتها"، وتصنع الخبز فى فرنها.. ومنذ اليوم الأول لعودة الزوجة الأولى، ضاقت بها الزوجة الثانية وكانت العلاقة بينهما على غير وفاق، ووصل الأمر أن أم الأبناء كانت تخشى على صغارها من زوجة أبيهم، وكانت لديها شكوك دائما فى أنها ستتعرض لهم بأذى بأعمال السحر أو غيرها.
جنون الغيرة يدفع امرأة لإنهاء حياة زوجها وأبنائها الستة
فى هذه المرحلة من التحقيقات لم تتوافر الأدلة الكافية لتوجيه اتهام مباشر لزوجة الأب بقتل الأبناء ووالدهم، خصوصا وأن التقارير النهائية للطب الشرعي لم تكن قد وصلت جهات التحقيق.. تم استدعاء والدة الصغار وإعادة استجوابها مرة أخرى، فبدت عليها علامات التوتر والارتباك وتحول حديثها إلى ما يشبه الهذيان، ومن بين ما ذكرته أنها لاحظت وجود مادة بيضاء على الطعام الذى تقدمه ضرتها لها ولصغارها، فكانت ترفضه وتمنع أبناءها من تناوله.
اهتم رجال المباحث بهذه المعلومة، وبدأوا يفكرون فى احتمال وضع مادة سامة فى الطعام، وهى التى تسببت فى وفاة الأب وصغاره.. ثم كانت المفاجأة التى حلت اللغز كاملا عندما جاءت تقارير الطب الشرعي لتؤكد وجود آثار مبيد حشرى فى أجساد الضحايا جميعا، ما يؤكد أنهم تعرضوا للقتل بالسم.
زوجة الأب: خشيت أن تستحوذ على زوجي وتقنعه بتطليقي
أشارت كل أصابع الاتهام إلى زوجة الأب خصوصا وأنها كانت كثيرا ما تعد الطعام وتقدمه لزوجها وأولاده وزوجته الأولى.. تم استدعاؤها مجددا وهذه المرة تم تضييق الخناق عليها ومحاصرتها بالأسئلة ومواجهتها بالمعلومات، وصولا لتوجيه اتهام مباشر لها بقتل زوجها وأولاده الستة، فانهارت واعترفت بتفاصيل ارتكاب جريمتها قائلة: "منذ اليوم الاول لعودة الزوجة الاولى إلى القرية، اشتعلت نار الغيرة فى صدرى، وخشيت أن تستحوذ على زوجي وتقنعه بتطليقي، ويوما بعد يوم كان الشعور بالضيق منها ومن صغارها يتصاعد إلى أن سيطر الشيطان على ذهني وزين لى فكرة التخلص منها هى والأطفال الستة، لأضمن استقراري مع زوجي إلى الأبد".. وأضافت المتهمة أنها استغلت إعدادها للخبز فى منزلها، ووضعت مبيدا حشريا على بعض الأرغفة، وقدمتها إلى ضرتها لتتناولها مع الأبناء فى طعام الغداء، ولكن يبدو أن الأم لم تاكل منه الكثير، على عكس الزوج والأطفال الذين ماتوا تباعا.
وبعد أن انتهت اعترافات زوجة الأب التفصيلية، أصدرت النيابة العامة قرارا بحبسها على ذمة التحقيقات، لحين إحالتها إلى محكمة الجنايات المختصة، لتبدأ فصلا جديدا من هذه القضية التى شغلت الرأى العام على مدار أكثر من شهر ونصف.
اقرأ أيضا:
والدة أطفال دلجا تروي تفاصيل اللحظات الأخيرة لجريمة زوجة الأب
النيابة العامة تكشف تفاصيل جديدة في واقعة وفاة 6 أإطفال ووالدهم بالمنيا
النيابة تتسلم نتيجة تحاليل فتات الخبز المأخوذ من منزل المتهمة بقتل أطفال دلجا
النيابة العامة تكشف سبب جريمة قتل أطفال ديرمواس ووالدهم وتأمر بحبس زوجة الأب
كانت تبكي أكثر من الأم، تفاصيل جديدة في قضية أطفال دلجا في المنيا
ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.
تابع موقع فيتو عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر قناة (واتساب) اضغط هــــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هــــــــنا
