في حوار خاص لـ "فيتو".. عميد إعلام القاهرة تكشف تحديات سوق العمل وأسباب تصدر ثقافة التريند.. تكشف خطتها لدمج الذكاء الاصطناعي بالمقررات الدراسية.. وتؤكد: أحلم برؤية وزير من كلية الإعلام
تولت عمادة كلية الإعلام جامعة القاهرة، في توقيت عصيب يواجه فيه المجتمع الإعلامي تحديات كبيرة تمثلت في التطور التكنولوجي الرهيب الذي بات يهدد المهنة والعاملين بها، وكان لزاما عليها العمل على تطوير الكلية وبرامجها الدراسية لمواكبة هذه التطورات.
إنها الدكتورة ثريا البدوي، عميد كلية الإعلام جامعة القاهرة، التي عملت على تحقيق حلمها للكلية بالتحول الرقمي، وربط الطالب بالتدريب خلال الدراسة، ومازالت تحلم بأن ترى وزيرا في الدولة من كلية الإعلام.
شرحت لـ فيتو في حوار خاص الصعوبات التي تواجه سوق وطلاب الإعلام في مصر، وأسباب انتشار ثقافة التريند، وأمور أخرى نسردها فيما يلي:
بداية.. نود أن نتعرف على الجديد في البرامج الدراسية بكلية الإعلام جامعة القاهرة؟
كلية الإعلام تتميز بتحديث برامجها الدراسية لتكون مواكبة لتطورات سوق العمل الإعلامي، ومؤخرا أعددنا لائحة دراسية جديدة للكلية يتخرج منها الطلاب هذا العام، وأصبح لدينا تخصص الإعلام الرقمي بقسم الصحافة وهو يختص بالمنصات والبوابات الإلكترونية، وهناك ايضا دبلومات تخدم السوق لتكون حلقة وصل بين الكلية واحتياجات سوق العمل والممارسين في الخارج، مثل التشريعات والتسويق الإلكتروني الاتصال السياسي والأمن السيبراني، ونعد حاليا للائحة جديدة للتسجيل في درجتي الماجستير والدكتوراه بالساعات المعتمدة.

الذكاء الاصطناعي أصبح موجودا في كل شيء في حياتنا الآن، هل يتم توظيفه في الكلية وكيف؟
الذكاء الاصطناعي من الأمور المهمة جدا في العمل الإعلامي، وبالفعل سيكون هناك مقرر عام بالكلية يتم تدريسه خلال الصفوف الدراسية الأولى للطلاب حول تطبيقات الذكاء الاصطناعي، كما أن جامعة القاهرة تهتم بشكل كبير بالذكاء الاصطناعي وأطلقت استراتيجية خاصة به، والآن كل عضو هيئة تدريس يرغب في الترقي لابد وأن يحصل على دورة تدريبية في الذكاء الاصطناعي، أيضا تهتم الاستراتيجية بأخلاقيات الذكاء الاصطناعي، لكنني أرى أن أمر الأخلاقيات متروك لأخلاقيات الباحث أو الطالب وتنشأته.
بحكم منصبك وخبرتك، كيف ترين مستوى المسئولية الإعلامية الآن في مصر ؟
في الحقيقة أنا أسمي المسئولية الإعلامية حوكمة، وهي تعني حوكمة المؤسسات الإعلامية في الداخل والخارج، والحكومة الداخلية للمؤسسات الإعلامية تكون من خلال الهيئة الوطنية للصحافة والمجلس الأعلى لتنظيم الإعلام، بأن يكون هناك مساءلة وشفافية، وأن نعيد ترتيب أنفسنا من الداخل ونعالج التشوهات الموجودة في الإعلام بطريقة ذاتية من خلال المساءلة والشفافية وعرض الاجراءات التي نقوم بها للرأي العام.
أما الحوكمة المجتمعية فهي تحتاج لضبط، وهي بمعنى أدق المسئولية المجتمعية، وهذه المسئولية تأتي من خلال أن ينحي الإعلامي مصالح رجال الأعمال أو المصالح الخاصة وأن يكن متزن مهنيا ويعرض وجهات النظر المختلفة ولا يعرض رأيه الشخصي للمشاهد ويفرضه عليه وإنما يعرض كافة الآراء ويترك للمشاهد حرية الاختيار، لكن للأسف هذا لايحدث.

ومارأيك فيما يحدث الآن في الإعلام؟
ما يحدث الآن أن المجتمع أصبح به تحول قيمي، وهذا التحول انعكس على القائمين على وسائل الاتصال بالمؤسسات الإعلامية، فمثلا أصبح هناك نوع من أنواع التصيد والتنمر وتشويه السمعة، مما يدل على وجود فراغ كبير في تناول القضايا الإعلامية، لذلك أدعو من خلال منصة "فيتو" أن يكون هناك مشروع وطني يشارك فيه كافة أفراد الشعب، بحيث نتعاون فيه جميعا لكي لاتكون عقولنا فارغة بهذا الشكل، كتعزيز الهوية الوطنية للدولة أو الهوية الاقتصادية أو الثقافية، وهذا هو بناء الانسان الذي تحدث عنه الرئيس عبد الفتاح السيسي.
ثقافة التريند أصبحت آفة تضرب الإعلام الآن، كيف تتصدى الكلية لذلك من خلال طلابها؟
هذا حقيقي، لكننا نقوم بعمل توعية عامة وايضا من خلال المقررات الدراسية لهم، ونحن دورنا يقتصر فقط على تنمية الوعي لدى الطلاب، لكن ثقافة التريند لم يصنعها فقط مواقع التواصل الاجتماعي وإنما وسائل الإعلام التقليدية التي تستقي أخبارها من تريندات السوشيال ميديا، وأعتقد أن السبب في ذلك هو ضعف القائمين على الإعداد في البرامج، مما اضطرهم للجوء إلى مواقع التواصل الاجتماعي، أو أن البعض يتخذها من مدخل الاقتصاد السياسي، بأن يبحث عن الموضوعات التي تثير ضجة وتجعل البرامج تحصل على نسب مشاهدة مرتفعة.

كيف تردين على ما يقال الآن من أن سوق العمل الإعلامي لم يعد في حاجة لهذا الكم الهائل من الخريجين سنويا؟
هذا غير صحيح، سوق العمل الإعلامي يحتاج لخريجي الإعلام، لكنه للأسف يلجأ لغير خريجي الإعلام، وإذا اكتفى بخريجي الإعلام فسيكون هذا أفضل بكثير للمجال الإعلامي، خاصة وأن كليات الإعلام منتشرة بشكل كبير.
وما الذي ينقص خريج الإعلام ليكن قادرا على المنافسة في هذا السوق؟
نحن نعلم الطلاب في كليات الإعلام أن الدراسة ليست مقرارات دراسية فقط، وإنما يجب على الطالب أن ينمي مهاراته وقدراته في اللغات والحاسب الآلي بالتحديد، ومهم جدا لخريج الإعلام لكي يكون له مكان في سوق العمل الإعلامي، ألا يكتفى بالبكالريوس فقط، وأن يتدرب جيدا خلال الدراسة.
وهذا ما قمنا به في كلية الإعلام جامعة القاهرة، حيث جعلنا مقرر التدريب إجباري على الطلاب خلال الصفوف الثاني والثالث والرابع، ونوفر لهم فرصة التدريب في المؤسسات الإعلامية، وبهذا ندمج بين الدراسة الأكاديمية النظرية والعملية، وهناك تعاون كبير بيننا وبين المؤسسات الإعلامية والصحفية في هذا الشأن، حيث يستقبلوا طلابنا للتدريب، والتدريب يشهد طفرات كبيرة باستمرار.

“سوق الإعلام أصبح مغلقا”، هذه هي المقولة التي يرددها الناس أمام أي طالب يرغب في دراسة الإعلام الآن، مارأيك في ذلك؟
من يقولون أن سوق الاعلام مغلق وليس به أماكن لخريجين جدد هم أشخاص متكاسلين عن تطوير أدائهم ومهاراتهم، لأننا دائما ما نحث الطلاب على تطوير أتفسهم، واستخدام اللغة والكمبيوتر والأن الأمر تطور لدورات في الذكاء الاصطناعي، ولكن من يتوقف عند حد التلقي وعدم الاستقبال والتفاعل هو من يفشل، لكن في النهاية الكليات لن تقدم كل شىء للطالب، وإنما نعطيه الخلفية المعرفية والتدريبية المتوسطة ويجب أن يكون الطالب مبادر لتنمية مهاراته.
برأيك هل أضر انتشار كليات الإعلام بالجامعات الأخرى بكلية إعلام القاهرة أم ساعدها؟
بالعكس انتشار كليات الاعلام ساعد إعلام القاهرة كثيرا، ودائما ما تكون المرجعية الأساسية لها في أي كلية جديدة تنشأ، وأساتذة الكلية حاضرين فكريا وعلى مستوى المناصب أيضا في جميع كليات الإعلام، لذلك فإن كلية الإعلام جامعة القاهرة ستظل الأولى دائما وأبدا، لأننا نطور من امكانياتنا.
وكيف عملتم على تطوير إمكانيات الكلية؟
طورنا البنية التحتية للكلية وقمنا بتجديد الاستديوهات والمعامل وتوفير إمكانيات جديدة، لكن مع كثرة هذه الكليات يجب أن تعتمد المؤسسات الإعلامية على خريجي الإعلام بالأساس، ويجب أن تهتم الكليات بتطوير مهارات الطلاب وتقديم خريج قادر على المنافسة في سوق العمل.
ماهي التحديات التي واجهتك عند تولي عمادة كلية الإعلام؟
كانت لدي إرادة كبيرة جدا للتغيير، لكن أيضا كانت هناك مقاومة شديدة لبعض التغييرات المرتبطة ببعض الأفكار النمطية التقليدية، لذلك واجهت صعوبات في كسر هذه التابوهات، كذلك كانت لدي رغبة في إعادة توزيع المناصب بالكلية وهذا لمصلحة صاحب المنصب نفسه والكلية أيضا لأنه ينمي خبراته ويطور مهاراته.
مارأيك في دور المرأة بالمناصب القيادية بالجامعات؟
دور المرأة في المناصب القيادية بالجامعات جيد جدا، ونحن في جامعة القاهرة لدينا حوالي 14 عميد ونائب رئيس جامعة من النساء، والمرأة متمكنة وقادرة على ممارسة العمل وتتمتع برؤية وقوة شخصية، والكلية لدينا مستقرة أكاديميا وماليا.
ماهو الحلم الذي تحلمينه لكلية الإعلام جامعة القاهرة؟
أحلم أن تتحول الكلية إلى الرقمنة بشكل كامل، وهو ما شاهدته عام 95 في كندا حينما كنت أدرس للحصول على الدكتوراة، وقتها رأيت نظاما كاملا يدار عن طريق الآلات وأنا أحب هذا النظام لأن به نزاهة وشفافية، وهذا كان حلمي لتطوير كلية الإعلام وقد بدأت فيه بالفعل وسأستمر في تطبيقه.
أحلم أيضا أن يصبح أساتذة كلية الإعلام جامعة القاهرة أصحاب مناصب في الدولة، ولا أعرف حقيقة السبب وراء عدم حصول أحد أساتذة الكلية على منصب وزير في الدولة، فدائما يأتي الوزراء من تخصصات مختلفة بالجامعة لكن ليسوا من كلية الإعلام، بالرغم من أننا لدينا مهارات اتصال عالية جدا، ولدينا رؤية لخدمة المجتمع والوطن.
وأتمنى أيضا أن يكون هناك نشر دولي كثير وجوائز وسفر لمؤتمرات دولية لأن عضو هيئة التدريس إذا استمر في مكانه لن يتطور، لذلك أنشأنا وحدة الدراسات المستقبلية في الكلية، ووحدة العلاقات الدولية، كما احلم أيضا بمحو أمية العمال بالكلية وقد بدأت في هذا بالفعل، وأن يكون لدى الموظفين بها مهارات مختلفة، وأن يكون لدى الأساتذة رؤى للتطوير وأن يكون هناك إبداع في التدريس وخروج عن المألوف واستجابة لرغبات الطلاب.
إذا طلب منك توجيه رسالة للمجتمع الإعلامي في مصر، ماذا ستكون؟
رسالتي للمجتمع الإعلامي هي أنني أقول لكل إعلامي " أرجوك متكسفناش أثناء ممارستك للمهنة"، لأننا ندرس في الكلية أن القائم بالاتصال لابد وأن يكون متزن وموضوعي ولا يؤثرعلى الناس ويحاول اقناعهم بآرائه الشخصية، ونتمنى أن الطالب عندما يتخرج من الكلية وينضم لسوق العمل لايجد تناقضا بين ما تعلمه داخل الكلية وبين ما سيراه في المؤسسات الإعلامية، لذلك أرجو من القائمين بالاتصال في المؤسسات الإعلامية أن يلتزموا بمفهوم الحوكمة المجتمعية، وأن يعلموا أن عليهم دور مسئول في إطار الحرية الممنوحة لهم.
ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.
تابع موقع فيتو عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر قناة (واتساب) اضغط هــــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هــــــــنا



