رئيس التحرير
عصام كامل

أرقام صادمة في اليوم العالمي للشباب في غزة.. 75% من شهداء فلسطين دون الثلاثين.. 16 ألف شهيد من الطلبة و768 معتقلا.. 164 ألف شاب وشابة محرومون من الدراسة.. 85% من الشباب بلا عمل

الشباب الفلسطيني
الشباب الفلسطيني في مرمى العدوان، فيتو
18 حجم الخط

فيما يحتفل العالم اليوم الثلاثاء، 12 أغسطس 2025، باليوم العالمي للشباب، الذي أقرته الجمعية العامة للأمم المتحدة بموجب القرار رقم (54/120) عام 1999، يعيش الشباب الفلسطيني، ولا سيما في قطاع غزة، واحدة من أكثر المراحل قسوة في تاريخهم المعاصر.

 

تراجع عدد السكان في غزة

وبسبب العدوان الإسرائيلي المستمر منذ 7 أكتوبر 2023، شهد قطاع غزة تراجعًا غير مسبوق في عدد السكان، نتيجة ارتفاع أعداد الشهداء والمفقودين، ومغادرة الآلاف من السكان خارج القطاع، إلى جانب الانخفاض الحاد في معدلات المواليد.

 

 

ووفق التقديرات السكانية الحديثة، انخفض عدد سكان القطاع إلى نحو 2,129,724 نسمة خلال عام 2024، بتراجع نسبته 6% مقارنة بالتقديرات السكانية لمنتصف عام 2024، وانخفض إلى 2,114,301 نسمة منتصف عام 2025، بانخفاض نسبته 10% مقارنة بالتقديرات المعدة سابقًا قبل العدوان الإسرائيلي لمنتصف عام 2025.

 

تحولات ديموغرافية خطيرة في بنية المجتمع

وتكشف البيانات الحديثة، أيضًا، عن انخفاض في عدد الشباب (الفئة العمرية 18–29 عامًا) بنسبة تُقدّر بـ10% عن التقديرات السكانية لعام 2025، وذلك نتيجة للاستهداف المباشر والممنهج لهذه الفئة من قبل قوات الاحتلال، ما ينذر بتحولات ديموغرافية خطيرة في بنية المجتمع الفلسطيني.

وتكشف الإحصائيات أنه منذ 7 أكتوبر 2023، استشهد أكثر من 61 ألف فلسطيني، ما يعادل 2.7% من إجمالي سكان القطاع عشية العدوان على القطاع عام 2023، فبلغت نسبة فئة الشباب من إجمالي الشهداء نحو 24% (26% من الذكور، و22% من الإناث).

 

100 ألف فلسطيني غادروا غزة

أيضا، غادر القطاع نحو 100 ألف فلسطيني منذ بداية العدوان الإسرائيلي الغاشم والمتواصل منذ السابع من أكتوبر 2023 هربًا من الموت والدمار، في وقتٍ لا يزال يعيش فيه 2.1 مليون إنسان تحت وطأة مجاعة كارثية، تُعد الأسوأ في تاريخ المنطقة. 

وتثبت البيانات أن 133 فلسطينيًّا قضوا بسبب الجوع، من بينهم 87 طفلًا، في ظل انعدام الغذاء والمياه وانهيار القطاع الصحي بالكامل. 

في موازاة ذلك، ارتفع عدد الجرحى إلى أكثر من 145 ألف جريح، 70% منهم من النساء والأطفال، إضافة إلى حوالي 11 ألف مفقود لا يزال مصيرهم مجهولًا.

أما في الضفة الغربية، فلم يكن المشهد أقل ألمًا؛ فقد بلغ عدد الشهداء منذ السابع من أكتوبر 2023: 1,030 شهيدًا، 75% منهم دون سن الـ30 عامًا، ما يؤكد أن الشباب الفلسطيني يُستهدف بشكل مباشر في الجغرافيا الفلسطينية كافة، ضمن سياسات تدمير ممنهجة للبنية السكانية المستقبلية.

 

مستقبل التركيبة السكانية في غزة

تسبب العدوان الإسرائيلي المستمر في تحولات ديموغرافية خطيرة في قطاع غزة، أبرزها التأثير المباشر على التركيب العمري للسكان، وبخاصة الفئات الشابة، بفعل الانخفاض الكبير في معدلات الإنجاب والولادات.

ولا تنفصل هذه التحولات عن عوامل متداخلة، منها تراجع حالات الزواج الجديدة إلى مستويات متدنية للغاية، وتردد الأزواج في الإنجاب نظرًا للأوضاع الكارثية، وخوفًا على صحة الأمهات والأطفال في ظل الانهيار الكامل للنظام الصحي والخدمات الأساسية.

كذلك، من المتوقع أن يتشوه شكل الهرم السكاني في القطاع نتيجة الاستهداف الإسرائيلي الممنهج للأطفال والشباب، ما سيؤثر على قاعدته العمرية بشكل مباشر.

ومن المنتظر أن يمتد هذا التأثير لسنوات قادمة، بفعل تناقص عدد المواليد المرتقبين نتيجة استشهاد أو تهجير فئة الشباب القادرة على الإنجاب.

 

الطلبة الفلسطينيون في قلب العدوان

في أعقاب اندلاع العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة وحتى 8 يوليو 2025، استشهد أكثر من 17 ألف طالب وطالبة من المدارس والجامعات، في واحدة من أكبر الكوارث التعليمية في التاريخ الفلسطيني الحديث.

وقد وصل عدد الشهداء من طلبة المدارس في فلسطين إلى 16,124 شهيدًا وشهيدة، منهم 16,019 في قطاع غزة، و105 في الضفة الغربية. 

 كما بلغ عدد الجرحى من الطلبة الملتحقين في المدارس في فلسطين 24,614 جريحًا وجريحة، بواقع 23,913 في قطاع غزة، و701 في الضفة الغربية.

وفي مؤسسات التعليم العالي، استشهد 1,191 طالبًا وطالبة، من بينهم 1,156 في قطاع غزة، و35 في الضفة الغربية، فيما جرح 2,577 طالبًا وطالبة، بينهم 2,351 في قطاع غزة، و226 في الضفة الغربية.

أيضا، تم اعتقال 367 طالبًا من المدارس، و401 طالبًا وطالبة من الجامعات، جميعهم من الضفة الغربية، ما يعكس حجم القمع الذي يطال الطلبة في مختلف المراحل التعليمية.

 

تدمير المنظومة التعليمية الفلسطينية

هذه الأرقام تثبت أن المنظومة التعليمية الفلسطينية باتت في قلب الاستهداف العسكري الإسرائيلي، في محاولة لتدمير مستقبل الأجيال القادمة، وحرمانهم من أبسط حقوقهم في التعليم والأمان.

ومن الجدير بالذكر أن عدد الشباب الفلسطيني (18–29 عامًا) بلغ نحو 1.2 مليون شاب وشابة، أي ما نسبته 22% من إجمالي سكان فلسطين، بواقع 22% في الضفة الغربية و21% في قطاع غزة.

وحتى اليوم، استشهد أكثر من 61,430 فلسطينيًا، منهم عشرات الآلاف من الشباب، فيما بلغت نسبة الشهداء دون سن الثلاثين نحو 75% من إجمالي الشهداء.

 

حرمان 164 ألف طالب وتلميذ من التعليم

حرم العدوان الإسرائيلي أكثر من 88 ألف طالب وطالبة جامعيين من الوصول إلى مقاعدهم الدراسية، كما منع 76 ألف طالبًا وطالبة من تقديم امتحانات الثانوية العامة علي مدار عامين حرب الإبادة.

وقد وصلت معدلات البطالة بين الشباب في غزة إلى أكثر من 85%، بينما يعيش أكثر من 95% منهم تحت خط الفقر.

وأُجبر مئات الآلاف من الشباب على النزوح الداخلي القسري، يعيشون في ظروف كارثية تفتقر لأدنى مقومات الحياة، ما فاقم من أزمات الإنسانية للعائلات الشابة وترك تداعيات علي الصحة النفسية وترك الشباب يصارعون من أجل البقاء وحماية أنفسهم من مخاطر المجاعة والابادة والفقر الفوصي والانهيار الاجتماعي.

 

التدمير المنهجي للبنية التحتية

وتسبب استمرار القصف والنزوح والحصار المشدد، إلى جانب التدمير المنهجي للبنية التحتية التعليمية والاقتصادية والصحية، والأمنية، في شل طاقات الشباب وتحويلهم من قوة إنتاج وبناء إلى ضحايا وأسرى للظروف القسرية، فقد أفقد العدوان شريحة واسعة منهم الأمان الاقتصادي والنفسي، ودفعهم إلى مواجهة مستقبل مجهول، ما أدى إلى زيادة معدلات الإحباط واليأس وجعل من حق الشباب في الحياة والتمتع بباقي الحقوق أمرًا بعيد المنال.

وأدى استهداف المرافق والمؤسسات العامة والأهلي الرياضية والثقافية ومراكز التدريب، إلى حرمان آلاف الشباب من مساحاتهم الآمنة للتعلم والتطور، وقطع الطريق أمام فرصهم في ممارسة دورهم الطبيعي في بناء المجتمع والمشاركة السياسية.

من جانبها، دعت الهيئة الدولية لدعم حقوق الشعب الفلسطيني “حشد” ما يلي:

 

تفعيل آليات المساءلة الدولية

الضغط على دولة الاحتلال لوقف كافة أشكال العدوان ورفع الحصار غير القانوني عن قطاع غزة، بما يضمن حماية حياة الشباب الفلسطيني وحقوقهم الأساسية.

تفعيل آليات المساءلة الدولية لمحاسبة المسؤولين عن الانتهاكات والجرائم المرتكبة بحق الشباب الفلسطيني، وتقديمهم للمحاكم الدولية.

العمل على توفير الحماية الدولية للشباب الفلسطيني وفقا لنص قرار مجلس الأمن القاضي بحماية النزاعات المسلحة.

توفير الحماية الكاملة للشباب الفلسطيني من الاستهداف المباشر وغير المباشر، وضمان الضغط من اجل التزام الاحتلال بالقانون الدولي الإنساني واتفاقيات جنيف وباقي معايير حقوق الإنسان.

دعم مبادرات تمكين الشباب للمشاركة في تعزيز الاستجابة الإنسانية في غزة صياغة مستقبل فلسطين، وإشراكهم في عمليات صنع القرار وإعادة بناء النظام السياسي الفلسطيني وإعادة الإعمار.

استهداف إسرائيلي ممنهج للشباب

الدكتور عبد الرازق أبو جزر، الدبلوماسي والإعلامي الفلسطيني، يقول: في مناسبة اليوم العالمي للشباب تظهر الإحصائيات مدى تصدر تصدر أهمية الشباب الفلسطيني لمقدمة المجتمع الفلسطيني، وأهمية تعزيز دورهم فى عملية البناء المجتمعي فى كل المجالات، كما تظهر الأرقام حجم ما يتعرض له الشباب من استهداف إسرائيلي ممنهج، سواء فى العدوان الإسرائيلي المستمر منذ عامين على قطاع غزة من خلال مؤشر الخسائر فى فئة الشباب أو من خلال خلال النقص فى تلبية احتياجاتهم الاقتصادية الضرورية منها والكمالية.

د. عبد الرازق أبو جزر، فيتو
د. عبد الرازق أبو جزر، فيتو

ويوضح: إزاء الاعتداءات غير المسبوقة سوف يظل الشباب الفلسطيني جزءًا أساسيًّا وهامًّا فى حركة المجتمع والنضال الوطنى الفلسطيني رغما عن التحديات الكبيرة التى تواجههم.

خطة ممنهجة لتصفية القضية الفلسطينية

السفير صلاح حليمة، مساعد وزير الخارجية الأسبق، ونائب رئيس المجلس المصري للشئون الخارجية، يرى أن الاغتيالات هى جزء لا يتجزأ من خطة ممنهجة لتصفية القضية الفلسطينية، مؤكدًا أن الجرائم الإسرائيلية تخالف كافة القوانين والاتفاقات والمواثيق الدولية، وتجعل من إسرائيل دولة مارقة بامتياز، مدانة من منظومة الأمم المتحدة ومن منظومة العدالة الدولية، كما أن ممارساتها فى الاراضى المحتلة، سواء فى الضفة على مدى ٧٦ عاما من "أبارتايد" وفصل عنصري وبناء مستوطنات ونزع أراضٍ  وانتهاكات للأماكن المقدسة، وكذا ما تمارسه فى قطاع غزة من قتل وتدمير وتجويع وإبادة وتهجير قسري.. باختصار فإن إسرائيل وأجهزتها، ومؤسساتها تمارس إرهاب الدولة.

ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.

تابع موقع فيتو عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر قناة (واتساب) اضغط هــــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هــــــــنا

الجريدة الرسمية