رئيس التحرير
عصام كامل

أيام عشناها (5)

18 حجم الخط

يوم 25 يناير 2011، كانت الأمور خادعة.. النار تحت الرماد، لم يرها أحد.. مر اليوم بهدوء.. كان يوم ثلاثاء.. أخذ قادة الداخلية يتفقدون الشوارع، في هدوء تام، دون أي توتر، ولا قلق. اعتقدوا أن إرهاصات الثورة مجرد أوهام، وأنه -كالعادة- لن يحدث شيء كبير.


وعلى حين غزة، اشتعلت الأوضاع، وأحرقت كل شيء، يوم 28 يناير، أي بعدها بثلاثة أيام فقط.
أصيب الجميع بالصدمة.. الثوار أنفسهم لم يصدقوا ما يحدث.. الأعداد كانت ضخمة جدا.. كنتُ وقتها مصابا بنزلة برد، فلم أتمكن من النزول للشوارع.. كل من أعرفهم شاركوا في الاحتجاجات، ولكن فجأة انقلبت الأمور، وباتت أحداثا خارجة عن السيطرة.
 

لم تصمد قوات الأمن طويلا.. كان المفترض أن الاحتجاجات سلمية، لكن شابها أمور غير طبيعية.. منها إطلاق الرصاص من "الطرف الثالث"، الذي لا يعرف أحدٌ كنهه حتى الآن!
 

نجحت الثورة وسقط النظام.. أسوأ ما في الموضوع كان الانفلات الأمني، وإطلاق المسجونين من أعضاء الإخوان، وغيرهم من الجماعات المشابهة.. وأشد ما آلمني مشاهد استشهاد ضباط الشرطة، والجناة بالتأكيد إرهابيون، وكانوا يصطادون في الماء العكر، ويمارسون الانتقام ويلصقون التهم بالشباب الثائرين.


في تلك الأيام تم فرض حظر التجول، وأذكر أنه كان في الأيام الأولى محددا باثنتي عشرة ساعة.. من السابعة مساء حتى السابعة صباحا.. حيث تتوقف كل وسائل المواصلات العامة، ولا يسمح للخاصة بالمرور من الحواجز والكمائن الأمنية.


العقبة الأكبر كانت في توقف مترو الأنفاق الذي كنا نعتمد عليه تماما في تنقلاتنا، لأنني لا أملك سيارة خاصة.. كنا نعمل في جريدة الأحرار، وكان عملنا ينتهي قبل السادسة مساء.. ونهرول إلى بيوتنا قبل حلول موعد الحظر، إلى أن بدأت نقابة الصحفيين تستخرج لأعضائها تصاريح للتحرك وقت الحظر إذا استدعت طبيعة العمل.


أذكر أنني كنت أسارع إلى الاتصال بالمنزل، لأستفسر عن احتياجاتهم، وكان الحصول على المواد الغذائية في منتهى الصعوبة قبيل توقيت حظر التجول.. وأكثر الصعوبة في العثور على خبز!!


كثيرا ما كنت أُضطر إلى شراء العيش الفينو بديلا للعيش البلدي، الذي كان يختفي في تلك الساعات.


ذات يوم كنت في منطقة العجوزة، وأنهيت مشواري في السابعة إلا الثلث.. ركبت تاكسي لأعبر كوبري أكتوبر باتجاه رمسيس، ومنها إلى عين شمس، حيث أسكن.


في نهاية كوبري أكتوبر، قبيل ميدان التحرير، فوجئتُ بغلق الطريق.. حاول السائق التحرك في شوارع وسط البلد للوصول إلى ميدان رمسيس، إلا أن الزحام اضطره للعودة مرة أخرى، واضطررنا للنزول ومغادرة التاكسي.


سرتُ مع عشرات غيري إلى ميدان رمسيس، وسمح الضباط لي بالمرور بعد التحقق من هويتي الصحفية.. كانت هناك ميكروباصات تصل إلى رمسيس ثم تعود بعد إنزال ركابها.. إلى أن تمكنتُ من ركوب ميكروباص، تخيل سائقه أنه سيتمكن من توصيل راكبيه.. وعند ميدان العباسية أُجبر على إنزالنا والعودة من حيثُ أتى.

كانت مغامرةً بمعنى الكلمة.. من تاكسي إلى ميكروباص يسير بنا بضعة أمتار ثم يضطر لإنزالنا.. والرجوع.. وفي حوالي الحادية عشرة مساء كنت قد وصلت إلى مكان قريب من عين شمس، وقطعت المسافة الباقية إلى المنزل سيرا على الأقدام.. كان يوما من أصعب أيام حياتي، ولا تزال ذكرياته تطوف بخاطري.. تاريخ مصر تغير تماما في ذلك اليوم، وما تلاه.

ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.

تابع موقع فيتو عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر قناة (واتساب) اضغط هــــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هــــــــنا

الجريدة الرسمية