زويل والطيور المهاجرة!
ثمة مقولة تتردد في أروقة السوشيال ميديا بأن الغرب يعمل على دعم الفاشل حتى ينجح بينما حزب أعداء النجاح عندنا يظلون وراء الناجح حتى يفشل.. وسواء اتفقنا أو اختلفنا مع تلك المقولة، فلن يتحقق النجاح بأن نتعثر ببعضنا ونفرح بسقوط غيرنا..
فالنجاح الحقيقي معركة صامتة مع الذات، تبدأ من إتقان العمل وتنتهي باحترام العالم لك رغمًا عنه.. انظروا مثلًا إلى ألمانيا، فقد خرجت من حربٍ محطمة، بلا موارد تقريبًا، لكنها حين قررت أن تتقن وأن تكدّ وتصنع وتفكر صارت سيدة أوروبا، ليس لأن أحدًا منحها مكانًا، بل لأنها فرضت مكانتها بعرقها وعلمها وإنتاجها.
العالم الآن لا يرى إلا ما تصنعه يداك وما يبدعه عقلك، أما الضجيج والشعارات فلم تعد تساوي أكثر من فقاعات هواء. لدينا من العلماء ما يكفي ليجعلنا أمة مختلفة، ولكننا أضعناهم في متاهات البيروقراطية والعناد والتقزيم، فها هم في الخارج يصنعون المعجزات ويمضون أسماءهم على جوائز نوبل، ويكتبون تاريخًا لا يُمحى، بينما نحن نكتفي بالتصفيق لهم في نشرات الأخبار وكأنهم كوكب آخر لا شأن لنا به.
لم نستفد منهم إلا بالصور التذكارية، لم نصنع لهم بيئة تحترم علمهم ولا مؤسسات تستوعب طاقاتهم، هل لأننا لا نؤمن بالعلم أم لأن البعض يخشى كل عقل حر ويطمئن أكثر للولاء وأهل الثقة أكثر مما يطمئن لأهل الخبرة والكفاءة. ثم نتساءل في براءة: لماذا ما زلنا نعيش في طوابير الخبز ونستورد الدواء ونلهث وراء سلاح الآخرين؟ لأننا ببساطة لم نقرر بعد أن نكون أمة تقرأ، أو تنتج أو تصنع، الأمة الحقيقية تُزرع في معمل، تُصنع في مصنع، وتُبنى في جامعة، لا في استوديوهات الكلام ولا في لجان المؤتمرات.
نحن أمة اختارت أن تستورد كل شيء حتى أدق احتياجاتها وأخطرها، وتركت أهم مقومات الوجود في يد الغير: الغذاء والدواء والسلاح والتكنولوجيا.
العالم يعرفنا جيدًا، يعرف أين تنتهي قدرتنا، ونحن أيضًا نعرف. ولهذا لن يتغير شيء ما دمنا ننتظر الاحترام بالمجاملات.
الاحترام لا يُمنح إلا للقوي، والقوة ليست صخبًا ولا عنتريات، القوة أن تكون قادرًا على الاكتفاء بذاتك. متى ندرك أن العقول المهاجرة ليست للزينة، وأنها إن لم تجد وطنًا يحتضنها ستبني أوطانًا لغيرنا؟ومتى نكف عن تعليق إخفاقنا على شماعات المؤامرة ونبدأ في المؤامرة لصالح أنفسنا بالعلم والعمل؟ متى تتغير ثقافتنا لنؤمن بأن النجاح لا يُبنى على إسقاط الآخرين، بل على الإتقان والإنتاج.
لدينا نماذج مضيئة مثل أحمد زويل ومجدي يعقوب وغيرهما من علماء مصريين حفروا أسماءهم في جامعات العالم ومراكز أبحاثه. لكن السؤال المؤلم: هل استفادت مصر فعليًا من طيورها المهاجرة؟
الإجابة الواقعية: الاستفادة جاءت محدودة جدًا؛ فلم يتحول هؤلاء العلماء إلى قوة دفع لنهضة علمية شاملة تحتاج أولًا إلى بنية تحتية حقيقية لاستيعاب العقول المبدعة.
إذا أردنا تغيير هذه المعادلة، فلا بد من استراتيجية جادة تقوم على إنشاء مراكز بحثية تطبيقية مرتبطة بالصناعة والزراعة والدواء والسلاح، وتوفير بيئة تحترم الكفاءات لا تقتلها بالبيروقراطية، واستدعاء العقول المصرية المهاجرة ببرامج واضحة، تضمن لهم العمل والحرية والتمويل والدعم المؤسسي.
لن يحترمنا العالم إلا إذا امتلكنا المعرفة والإنتاج. والعالم يعرف "آخرنا" جيدًا، فلا نملك ترف الادعاء. الاحترام يُنتزع بالإتقان، والنهضة لن تأتي إلا حين ندرك أن قوتنا في عقولنا وسواعدنا، لا في خطاباتنا وشعاراتنا!
ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.
تابع موقع فيتو عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر قناة (واتساب) اضغط هــــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هــــــــنا
