تجويع الفلسطينيين جريمة حرب.. ربع سكان غزة يعانون من جوع كارثي.. مطلوب تحرك عربي عاجل لإنقاذ الشعب الفلسطيني.. اتفاقية جنيف الرابعة تُلزم الاحتلال بتوفير إمدادات الغذاء والمستلزمات الطبية للسكان
لم تعد المعارك تقتصر على استخدام السلاح والرصاص فقط، بل باتت الموارد الأساسية مثل الطعام والماء والدواء أدوات للقتل البطيء.
حاليا، يُستخدم التجويع كسلاح حرب لا يقل فتكًا عن الأعمال العسكرية، لكنه، في بعض الأحيان، أشد قسوة، إذ يستهدف الحياة اليومية للمدنيين، محوّلًا الحاجة الأساسية للبقاء إلى "وسيلة ضغط" و"إخضاع".

مع استمرار الحصار والقصف الاسرائيلى لقطاع غزة ومنع دخول المساعدات الإنسانية، تُحرم آلاف العائلات من الوصول إلى الغذاء والماء والدواء، بينما تسجَّل يوميًّا وفيات جراء التجويع وسوء التغذية، خصوصًا بين الأطفال. وأوضحت منظمة العمل ضد الجوع، أن هناك 300 ألف طفل دون الخامسة و150 ألف امرأة حامل ومرضع بحاجة ماسة إلى مكملات علاجية.
وتصف منظمات أممية مواقع توزيع المساعدات بأنها "مصائد موت سادية"، وسط اتهامات لإسرائيل باستخدام التجويع كسلاح حرب.
تقارير الأمم المتحدة
ولعل أحدث تقارير الأمم المتحدة تشير إلى أن الوضع الغذائي في قطاع غزة بلغ المرحلة الخامسة (كارثية) وفق تصنيف "آي بي سي" (IPC) العالمي لانعدام الأمن الغذائي، وهي أعلى درجات التصنيف، وتُشير إلى خطر المجاعة.
ووفقًا للتقييم الصادر في مايو 2025، فإن نحو 470 ألف شخص – أي ما يعادل ربع سكان القطاع – يعانون من جوع كارثي، بينما يعيش باقي السكان بين مرحلتَيْ الأزمة والطوارئ الغذائية.
وفي ظل هذا الواقع القاتم، يواجه سكان غزة معركة مزدوجة: النجاة من القصف، والبحث عن لقمة عيش مفقودة.
كما تؤكد تقارير مجلس الأمن الدولي، ومنظمة هيومن رايتس ووتش، وبرنامج الأغذية العالمي، أن الحصار والتجويع أصبحا استراتيجيات عسكرية "ممنهجة"، تُستخدم لإخضاع المجتمعات عبر تدمير منظومة حياتها اليومية، وليس مجرد آثار جانبية للحرب.

وقال اللواء عادل العمدة، مستشار أكاديمية ناصر العسكرية والخبير الاستراتيجي: إن دعوة فلسطين إلى تحرك عربي عاجل لوقف استخدام الجوع كسلاح ضد الشعب الفلسطيني، وحماية العائلات من الانهيار، تشكّل أولوية وطنية ملحة في ظل الظروف الإنسانية الكارثية.
وأضاف أن استخدام إسرائيل آلية تجويع الشعب الفلسطيني وقتل أطفاله جوعا يهدف إلى دفعهم لهجرة أراضيهم خاصة بعد الاستنكار الدولي للجرائم الإسرائيلية ضد الشعب الفلسطينى.
مخطط إسرائيل تجاه الشعب الفلسطينى
وأكد فى تصريح لـ"فيتو" أن إسرائيل بدأت تبحث عن آلية أخرى لاستكمال مخططها تجاه الشعب الفلسطيني فكان التجويع وإعاقة وصول المساعدات الإنسانية وحصد أرواح الفلسطينيين الذين ينتظرون المساعدات، وهذا أسلوب خبيث تلجأ إليه العناصر التى تتمتع بعدم الإنسانية، وهذا أمر طبيعى ويغلف السلوك العام للإسرائيليين ضد الشعب الفلسطينى.
مخالفات إسرائيل القانونية والأخلاقية
وواصل حديثه قائلا: إسرائيل تلجأ إلى كل ما يخالف القانون الدولي والأعراف والمواثيق التى أقرتها اتفاقية جنيف والتى تخالف أيضا الشرائع السماوية وسط صمت المجتمع الدولي الذي لا يتخذ موقفا ضد الجرائم الإسرائيلية بل نجد الرئيس الأمريكي ترامب يطالب بعدم محاكمة نتنياهو.

وقال الدكتور أيمن سلامة، أستاذ القانون الدولي: إنّ استخدام التجويع كسلاح حرب من جانب اسرائيل ضد الشعب الفلسطينى فى قطاع غزة هو أمر محظور بشكل قاطع بموجب القانون الدولي الإنساني. هذا الحظر ليس مجرد وصمة أخلاقية، بل هو جريمة حرب.
حظر التجويع كأسلوب حرب:
وأكد فى تصريح لـ “فيتو”، أن البروتوكول الإضافي الأول لاتفاقيات جنيف لعام 1977 (المادة 54) والبروتوكول الإضافي الثاني (المادة 14):
يحظران بشكل صريح "تجويع المدنيين كأسلوب من أساليب القتال". كما يحظران "مهاجمة أو تدمير أو نقل أو تعطيل الأعيان التي لا غنى عنها لبقاء السكان المدنيين على قيد الحياة، مثل المواد الغذائية والمناطق الزراعية لإنتاج الأغذية والمحاصيل والمواشي ومنشآت مياه الشرب وشبكاتها وأشغال الري".
ويعتبر هذا الحظر قاعدة من قواعد القانون الدولي العرفي، مما يعني أنه ملزم لجميع الدول، سواء كانت طرفًا في هذه البروتوكولات أم لا.
اتفاقية جنيف الرابعة
وواصل حديثه، قائلا: اتفاقية جنيف الرابعة (المادة 55): تُلزم القوة المحتلة بتوفير إمدادات الغذاء والمستلزمات الطبية للسكان في الأراضي المحتلة، وإذا كانت موارد الأرض المحتلة غير كافية، فعليها أن تستورد ما يلزم من مواد غذائية ومستلزمات طبية وغيرها من المواد.
المادة 59 من اتفاقية جنيف الرابعة: تؤكد على ضرورة السماح بمرور شحنات الإغاثة الإنسانية بدون عوائق.
عرقلة إدخال المساعدات الإنسانية
وتابع: عرقلة إدخال المساعدات الإنسانية التي لا غنى عنها لبقاء المدنيين على قيد الحياة، أو منعها بشكل تعسفي، يمكن أن يرقى إلى مستوى جريمة حرب، وتشير تقارير الأمم المتحدة إلى أن نسبة كبيرة من التحركات المخطط لها للمساعدات الإنسانية في غزة يتم رفضها أو تواجه عوائق.
وأضاف الدكتور أيمن سلامة: إنّ المطالبات المتكررة من قبل منظمات مثل الأونروا والعديد من وكالات الأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية الأخرى، وإصدار قرارات من مجلس الأمن الدولي (مثل القرار 2417 الذي يدين تجويع المدنيين كأسلوب حرب)، تشير إلى أن المجتمع الدولي على علم بالوضع. ومع ذلك، فإن فعالية هذه الاستجابة تظل موضع تساؤل.
ويجب على المجتمع الدولي تفعيل آليات المحاسبة القانونية لضمان عدم إفلات مرتكبي جريمة التجويع من العقاب. المحكمة الجنائية الدولية قد تكون لها ولاية قضائية في هذا الشأن، وقد تكون هناك تحقيقات قائمة أو قيد النظر.
ومن المتوقع من الدول الأعضاء في الأمم المتحدة، لا سيما الدول الكبرى، ممارسة ضغوط دبلوماسية وسياسية قوية لضمان الامتثال للقانون الدولي ورفع الحصار والسماح بدخول المساعدات الإنسانية دون قيود.
ويجب على المجتمع الدولي أن يواصل ويصعد دعمه للمنظمات الإنسانية مثل الأونروا، التي تعمل في ظروف صعبة للغاية لتقديم المساعدة الضرورية.

وأكد الدكتور محمد محمود مهران أستاذ القانون الدولي العام وعضو الجمعيتين الأمريكية والأوروبية للقانون الدولي، أن إعلان وكالة الأونروا عن تجويع إسرائيل للمدنيين في غزة، بمن فيهم المئات من الأطفال، يمثل اعترافًا دوليًا رسميًا بارتكاب إسرائيل جريمة إبادة جماعية، مطالبًا المجتمع الدولي بوقف صمته المخزي واتخاذ إجراءات عاجلة لوقف هذه الجرائم المنظمة.
التجويع أخطر سلاح ضد الفلسطينيين
وقال الدكتور مهران في تصريح لـ «فيتو»: إن استخدام التجويع كسلاح ضد الفلسطينيين يشكل انتهاكًا صارخًا للمادة 54 من البروتوكول الإضافي الأول لاتفاقيات جنيف، التي تحظر بشكل قاطع استخدام التجويع كأسلوب من أساليب الحرب ضد المدنيين، مؤكدًا أن هذا السلوك يندرج ضمن جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية المنصوص عليها في نظام روما الأساسي للمحكمة الجنائية الدولية.
وأوضح خبير القانون الدولي أن تجويع المئات من الاطفال الفلسطينيين يعتبر جريمة إبادة جماعية وفقًا للمادة الثانية من اتفاقية منع جريمة الإبادة الجماعية، التي تنص على أن الإبادة تشمل فرض ظروف معيشية يراد بها تدمير الجماعة كليًا أو جزئيًا، مشيرًا إلى أن استهداف الأطفال بالتجويع المتعمد يهدف إلى القضاء على الجيل القادم من الفلسطينيين.
وشدد على أن القانون الدولي الإنساني يلزم القوة القائمة بالاحتلال بضمان التموين الكافي للسكان المدنيين وفقًا للمادة 55 من اتفاقية جنيف الرابعة، والسماح بمرور المساعدات الإنسانية وفقًا للمادة 23 من نفس الاتفاقية، لكنه أكد ان إسرائيل تنتهك هذه الالتزامات بشكل منهجي ومتعمد لتحقيق أهداف إجرامية.
الموقف المخزي للمجتمع الدولي من القضية الفلسطينية
وانتقد أستاذ القانون الدولي الموقف المخزي للمجتمع الدولي، مؤكدًا أن الصمت على هذه الجرائم يجعل المجتمع الدولي شريكًا فيها من خلال التواطؤ السلبي، مشيرا إلى أن المادة الأولى من اتفاقية منع جريمة الإبادة الجماعية تلزم جميع الدول بمنع هذه الجريمة وقمعها، وليس مجرد التنديد بها.
ولفت إلى أن مبدأ المسؤولية عن الحماية، الذي تبنته الأمم المتحدة، يلزم المجتمع الدولي بالتدخل لحماية السكان المدنيين عندما تفشل الدولة في حمايتهم أو عندما تكون هي من ترتكب الجرائم ضدهم.
حقوق اللاجئين الفلسطينيين
وأكد الدكتور مهران على ضرورة عودة الأونروا للمشهد كونها المؤسسة الدولية الشرعية المخولة برعاية اللاجئين الفلسطينيين، مطالبًا بسحب ما يسمى بمؤسسة غزة الإنسانية التي وصفها بـ اللاإنسانية، والتي كشفت كل المؤشرات عن تورطها في توزيع مواد مخدرة مع المساعدات بهدف إيذاء الفلسطينيين.
وأوضح أن الأونروا تتمتع بشرعية دولية مستمدة من قرارات الأمم المتحدة، بينما المؤسسات البديلة تهدف إلى تطبيع الاحتلال وتمكين إسرائيل من المزيد من الجرائم تحت ستار العمل الإنساني، مؤكدًا أن محاولة تصفية الأونروا تهدف إلى إنهاء قضية اللاجئين الفلسطينيين وحقهم في العودة.
دعوى جنوب أفريقيا أمام محكمة العدل الدولية
ودعا مهران إلى اتخاذ إجراءات قانونية فورية تشمل الانضمام الي دعوى جنوب أفريقيا المقامة أمام محكمة العدل الدولية بشأن منع الإبادة الجماعية، وإصدار مذكرات اعتقال دولية ضد المسؤولين الإسرائيليين، وفرض عقوبات اقتصادية وسياسية شاملة على إسرائيل.
كما طالب بتفعيل مبدأ الولاية القضائية العالمية لمحاسبة مرتكبي هذه الجرائم، مؤكدا أن استخدام التجويع ضد الفلسطينيين يمثل عارًا على الضمير الإنساني، وأن المجتمع الدولي سيحاسبه التاريخ على صمته المخزي إزاء هذه الجرائم المنظمة. مشددا على أن العدالة الدولية ستطال جميع المتورطين في هذه الجرائم مهما طال الزمن.
ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.
تابع موقع فيتو عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر قناة (واتساب) اضغط هــــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هــــــــنا
