ذكرى مولد الفاشي الأول، هكذا اخترع موسوليني وصفة الخراب وصدرها للعالم
في مثل هذا اليوم من عام 1883، وُلد موسوليني في بلدة صغيرة تدعى "دوفيانيا" بشمال إيطاليا، ولا يعرف أحد أنه سيحمل لاحقًا اسمًا سيلهب أوروبا، ويزرع بذور الاستبداد في قارة كانت تبحث عن ملامحها بعد الحرب والخراب.
من هو اندريا موسوليني ؟
بينيتو أميلياري أندريا موسوليني، ابن حدّاد اشتراكي كان يمجد الثورة، وأم معلمة كاثوليكية تدافع عن إيمانها كما يحمل الفلاح محراثه.
بدأ حياته المهنية كمدرس في قرى شمال إيطاليا، لكنه سرعان ما انجذب إلى الصحافة، واستخدم قلمه في التعبير عن قناعاته الثورية.
والتحق بالحزب الاشتراكي، وصعد سريعًا داخله حتى تولى تحرير جريدته الرسمية "Avanti!"، حيث عرف بخطاب ناري جمع بين النقد الحاد والنزعة الجماهيرية.
لكن اندلاع الحرب العالمية الأولى شكّل نقطة التحول الكبرى في مسيرته. خالف موقف حزبه المعارض للحرب، ودعا لدخول إيطاليا إلى المعركة بدعوى "استعادة الكبرياء القومي"، فتم فصله من الحزب.
أنشأ بعدها صحيفة جديدة أصبحت منصة فكرية لنشر ملامح الفاشية الأولى، كانت قومية متطرفة، تمجد للعنف، وعلى عداء واضح لليسار والديمقراطية الليبرالية.
في أعقاب الحرب، استغل موسوليني الفوضى الاقتصادية والاجتماعية، وبدأ في تكوين تنظيم "القمصان السوداء" وهي ميليشيا شبه عسكرية استخدمها لترويع المعارضين السياسيين، خاصة النقابيين والشيوعيين.
ومع تزايد الاشتباكات في الشارع، قدم نفسه كقائد حاسم قادر على إنقاذ إيطاليا من الانهيار.
في أكتوبر 1922، قاد مسيرة روما، وهي استعراض للقوة رتبه مع أنصاره للضغط على السلطة. ورغم أن الحدث لم يشهد اشتباكًا فعليًا، فإن رسالته كانت واضحة، إما السلطة، أو الفوضى.
هنا الملك الإيطالي فيكتور إيمانويل الثالث اختار أن يرضخ، وعيّن موسوليني رئيسًا للوزراء، فاتحًا له الباب لفرض نظام فاشي امتد لعقدين.
لم يكن صعود موسوليني محض صدفة، بل نتاج عمل منظّم على المخاوف الشعبية، وتغذية الغضب، وبناء صورة الزعيم المنقذ. لم يحمل سلاحًا ليدخل القصر، بل حمل خطابًا جديدًا، أعاد تعريف الوطنية، واستبدل السياسة بالعقيدة، والدولة بالحزب، والصوت الفردي بتعليمات القائد.
وصار الدوتشي، القائد الذي لا يناقش، الذي يرى نفسه تجسيدًا للأمة.
ملامح عهد موسيليني
في عهده تم تجريف المعارضة ودفنت الحريات باسم المجد الإيطالي، وتحالف مع هتلر، وشارك في مذابح أثيوبيا وليبيا، وترك خلفه آلاف القبور وملايين الذكريات الحزينة.
وعندما انهارت الفاشية، لم يسقط في ميدان عام مثل بعض الطغاة، بل هرب متنكرًا بزي ألماني كن صبية من المقاومة الإيطالية أوقفوه، وأعدموه، وعلّقوا جسده بالمقلوب في محطة بنزين في ميلانو.
انقسام ايطاليا حول موسوليني
اليوم، ورغم مرور 80 عامًا على موته، لا تزال إيطاليا تنقسم حوله. في بعض الأحياء، تجد صورته تباع خلسة، وبعض الأحزاب اليمينية تلمّح إليه دون أن تذكر اسمه.
في حين يعتبره المؤرخون "المعلم الأول للاستبداد الحديث، باعتباره الرجل الذي علّم هتلر كيف تخنق دولة من الداخل، وكيف يتحول الشعب إلى ظِل لحاكم.
ذكرى موسوليني ليست احتفالًا، بل جرس إنذار. لأنه قبل أن يصبح دكتاتورًا، كان شابًّا يكتب بحرارة عن العدالة الاجتماعية، ثم انقلب على كل ما آمن به.
والكارثة لم تكن فقط في شخصه، بل في آلاف من صدّقوه، وركضوا خلف الوهم.
ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.
تابع موقع فيتو عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر قناة (واتساب) اضغط هــــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هــــــــنا
