«الوفد».. كان صرحًا من خيال فهوى!.. رئيس الحزب يصدم الرأى العام بـ”الحقائق العارية” وينزع عنه هويته السياسية والتاريخية.. «مفيش فايدة»!.. تراجع تأثير الحزب كثيرا فى زمن يمامة
فى لحظة من لحظات التردى السياسى، يطل عبد السند يمامة، نقيب المحامين الأسبق، ورئيس حزب الوفد الحالي، ليقدم تصوراته لتعديل الدستور، داعيا إلى ما وصفه بترتيب سلطات الحكم على نحو “يتماشى مع المزاج المصرى”، عبر منح السلطة التنفيذية الأولوية على السلطة التشريعية.
تصريحات «يمامة» أثارت جدلا واسعا، لأنها صدرت عن رئيس أعرق حزب فى تاريخ الحياة السياسية المصرية.
الوفد، الذى ولد من رحم ثورة 1919، ظل لعقود طويلة رمزا للمقاومة والنضال الديمقراطي، وخاض معاركه الكبرى ضد الاستعمار البريطاني، ووقف ندا لاستبداد الملوك، غير أن هذه المكانة التاريخية لم تشفع له فى العقود الأخيرة، حيث انحدر من قيادة المشهد السياسى إلى موقع هامشى لا يلتفت إليه إلا فى موسم الانتخابات، حين يمنح بعض الفتات فى قوائم التحالفات.
عبد السند يمامة، الذى وصل إلى رئاسة الوفد، جاء إلى المنصب محملا بوعود الإصلاح، لكنه انشغل فى الواقع بإعادة إنتاج الانقسام داخل الحزب، منذ توليه المنصب، انكمش الدور السياسى للوفد، وغاب عن أغلب القضايا المفصلية التى شهدتها البلاد، وتحولت مواقفه إلى تصريحات إعلامية باهتة، لا تصنع جدلا ولا تثير نقاشا، حتى جاءت تصريحاته الأخيرة لتشكل لحظة كاشفة، وتعكس المنحدر الذى سقط إليه حزب المعارضة الذى كان!
فى حوار متلفز.. طالب يمامة بتعديل الدستور تعديلا جذريا، قائلا إن ذلك يتوافق مع الطبيعة الاجتماعية والثقافية للشعب المصري، ووصف ذلك بأنه “الحل الواقعي”، داعيا إلى تجاوز النموذج البرلمانى الذى لم ينجح فى مصر على حد تعبيره.
وفى أحد أكثر تصريحاته إثارة للدهشة، قال إن “الوفد مذكور فى القرآن الكريم”، فى محاولة لتبرير شرعية الحزب التاريخية بطريقة بدت للكثيرين سطحية وساذجة، وأثارت موجة من السخرية على مواقع التواصل الاجتماعي.
لم يكن محتوى التصريح هو المشكلة فحسب، بل دلالته، فقد كشف عن أزمة فى فهم اللحظة السياسية، وأزمة أعمق فى وعى الرجل بقيمة ما يمثله الحزب من تراث.
تحت قيادة يمامة، غاب الوفد عن المبادرات الوطنية الحقيقية، وانغلق على ذاته، وتآكل نفوذه فى الشارع، لم يعد الحزب الذى كان يقف على رأس تحالفات معارضة، ولا ذاك الذى تخرج من عباءته أعمدة الفكر والصحافة والأدب والسياسة، بل بات مجرد اسم ثقيل فى ميزان التاريخ، لكنه خفيف فى ميزان التأثير.
صحيح أن عبد السند يمامة يحمل سيرة مهنية محترمة فى المحاماة، وصحيح أنه يمتلك قدرات خطابية، لكن الأكيد أنه أخفق فى استثمار رصيده القانونى فى صياغة مشروع سياسى يليق بالوفد، فبدلا من إعادة الحزب إلى جذوره الليبرالية، اختار أن يتخلى عن هويته، حتى فى أكثر ملفاته حساسية، وهو الدستور.
ويبدو أن يمامة، الذى يحمل اسما موحيا بالوداعة، قد اختار نهجا لا يتسق مع هذا الاسم، فبدلا من التحليق فوق خريطة التوازنات السياسية بمواقف متزنة، بات يتقاطع مع ما يناقض روح الوفد التاريخية، والأخطر من ذلك، أنه يفقد الحزب البقية الباقية من شعبيته، ويقوده إلى دائرة النسيان.
الانتخابات البرلمانية الأخيرة كانت شاهدا على هذا الانحدار، إذ لم يخص الوفد سوى بعدد محدود من المقاعد فى تحالفات محسومة النتائج، لم يخض معركة حقيقية، ولم يسجل موقفا مستقلا، واكتفى بالمشاركة الشكلية فى مشهد باتت ملامحه تفتقر إلى أى طابع ديمقراطى حقيقى.
ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.
تابع موقع فيتو عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر قناة (واتساب) اضغط هــــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هــــــــنا
