حديث الأربعاء
الحياة لجنة امتحان والإجابات الصحيحة بين يديك
ذات مرة اقترب مني أحدهم يسألني؛ لماذا تعاندنا الدنيا إلى هذا الحد، فلا تلبي رغباتنا ولا تتحقق أمنياتنا، حتى الابتسامة بخلت بها علينا في أحيانٍ كثيرة! قلت له: الخطأ في كل ما ذكرت ليس في حياتنا الدنيا، فالدنيا لا ذنب لها، فلا قدرة لها على إسعاد الناس أو شقائهم..
الله وحده هو مقدر كل شيء، ثم يأتي الإنسان الذي تصور أن السعادة مكتملة أركانها عند غيره، فيتوهم أن أشياء كثيرة تنقصه، وأن الله حرمه مما متَّع غيره به، وهذا ليس صحيحا على الإطلاق، فلا كمال في كل شيء إلا في دين الله ولا تمام إلا في نعمته علينا كما قال تعالى: "الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي"..
أما عن الإنسان والحياة فيقول "لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ فِي كَبَدٍ"، فلا أحد من الناس لديه حياة كاملة فالكل يكابد ولكن على حسب درجته وفئته وحالته، وذلك لحكمة من الله لنتكامل مع بعضنا البعض لتستمر منظومة وصيرورة الحياة إلى ما شاء الله.
ثم يهُبُ صاحبي غاضبا ليسألني: ولماذا طباع الناس وأخلاقهم تتغير فتتصارع وتتجافى حتى أقرب الناس لبعضهم؛ فتجد بعضهم يأكل حقوق بعض، ولا يتقون الله في علاقاتهم ومعاملاتهم!.
يا سيدي هذا شيء طبيعي جدا، فالحياة دار ابتلاء واختبار، فلم يخلق الله الناس على قلب واحد بل خلقهم مختلفين ومتباينين في كل شيء، حتى في درجات الايمان بالله، فليس منهم معصوم وليس منهم شيطان ذرية إبليس، وفي الآخرة الكل سيُحاسب عن نفسه وليس عن غيره: "وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَىٰ ۚ"، فالكمال لله وحده..
حتى الأنبياء والرسل كلهم معصومون لكن فقط في تبليغ الرسالة السماوية حين عصمهم الله من الناس، أما على مستوى أحكام وطبيعة البشرية فهم على نفس طبائع البشر وغرائزهم الدنيوية، إلا أن الله قد اصطفاهم لحمل رسالاته السماوية فغفر لهم. الله خلق الإنسان وخلق له نفسا تحوي كل أبعاد الخير والشر، فقال تعالى: "وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا (7) فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا"..
الدنيا بكل ما فيها ما هي إلا ورقة امتحان!، أنظر حين يقول الله تعالى: "وَنَبْلُوكُمْ بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً"! هذا يعني أننا في امتحان وتمحيص وتفحيص سواء في ساعات الخير والرخاء والسعة والفرح أو في ساعات الشر والشقاء والضيق والمحن والآلام والأزمات، انظر حين يسأل الله خلقَه عن حقيقة إيمانهم فيقول: "أَحَسِبَ النَّاسُ أَن يُتْرَكُوا أَن يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ". يعني أنت تقول أنا مؤمن بالله وأنت لم تُفتتن ولم تُمتحن!
بالطبع لابد أن تجتاز هذا الامتحان لتثبت إيمانك في قلبك ويبرهن على وجوده عملُك الصالح، وتقوى الله في الظاهر وفي الباطن، وفي السر وفي العلن. الله لم يخلقنا عبثا لنلهو في الحياة ونلعب، وأننا لا نعود في النهاية ليحاسبنا الله على كل أفعالنا وأقوالنا فقال تعالى: "أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثًا وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لَا تُرْجَعُونَ".
وهذا حالنا مع الله ومع الحياة. فالحياة ما هي غير ورقة امتحان بمقدار عمرك، ورقة امتحان معروفة كل اسئلتها وإجاباتها، "وَهَدَيْنَاهُ النَّجْدَيْنِ" أي معرفة الحلال والحرام، المُنكر والمعروف، الجائز والممنوع، ولدينا كتاب لم يُفرِط الله فيه من شيء، “الْكِتَابُ لَا رَيْبَ ۛ فِيهِ ۛ هُدًى لِّلْمُتَّقِينَ”، “هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَىٰ وَالْفُرْقَانِ”.
ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.
تابع موقع فيتو عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر قناة (واتساب) اضغط هــــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هــــــــنا
