حديث الأربعاء
عاشوراء وسردية الهوية المصرية
الاحتفال بيوم عاشوراء من كل عام هجري جديد، ويصومه أغلب المسلمين تأسيا بالنبي الكريم محمد -صلى الله عليه وسلم- إنه شيءٌ طيب ولا بأس فيه.. لكن ألا يجب علينا -كمصريين- النظر لذلك اليوم من جهة أخرى، فهو أيضا احتفال بذكرى غرق فرعون! فهل يجوز لنا أن نشمت في غرق فرعوننا كالآخرين، وندعو عليه بالجحيم على منابر كل جمعة، ونلعنه لعنا كبيرا، وهو الذي طرد الإسرائيليين من بلادنا!
وفي نفس الوقت نحن المصريين نحتفي كل يوم بتاريخنا الفرعوني وبأمجاد القدماء المصريين، وبحضارتهم العظيمة منذ فجر التاريخ وضُحاه ومغربه وعِشاه! ما هذا التناقض العجيب الغريب المُريب! ألسنا مصريين أحفاد أولئك الفراعنة! أم نحن أحفاد عرب قريش والجزيرة العربية؟!
عذرا يا مصر
أعلم سلفا وأنا أكتب هذا المقال أنه لن يحظى برضاء البعض وحتما سيمتعضون أيما امتعاض لمقدمة المقال، ولا أخفيكم سرا أنا أيضا لا أعرف لماذا كتبت هذا الكلام، لكن عزائي الوحيد هو أنني مستاء -لأقصى درجة- لما يحدث في زماننا هذا من هضم فج لحقوق مصر وتاريخها المجيد، والتقليل من شأنها المعاصر..
في الوقت الذي أعلم ويعلم الجميع؛ أن مصر عظيمة للغاية، لست لأني مصري، بل لأنها الحقيقة الثابتة والمؤصلة تأصيلا لا غبار عليه ولا جدال فيه، تأصيلا قرآنيا، وتاريخيا، وجغرافيا، وثقافيا، وحضاريا وفرعونيا، إلي آخر كل تلك المعايير والمقاييس المنصفة بدون شك..
فتحا كان أم غزوا
أعود لما بدأت به حديثي الشائك والمثير للجدل -ولو في محيط أصدقائي المقربين-؛ وأتساءل بحسن نية: هل كانت مصر قبل الفتح الإسلامي؛ مُصنَّفة على أنها دولة عربية! أم أنها أصبحت عربية لمجرد انتشار العقيدة الإسلامية عند أغلب المصريين حينذاك!، ولا يزال البعض يسمي الفتح غزوا وإسلام مصر احتلالا! ولا أتفق مع هذا الطرح على وجه الإطلاق.
فارس والأندلس وبنو عثمان
أما فيما يتعلق بمسألة التعريب الإسلامي للبلاد التي دخلها الإسلام؛ دعونا نتساءل: الإسلام بعد أن دخل بلاد فارس وبلاد شرق آسيا ودخل الاندلس وظل بها ثمانية قرون؛ هل أصبحت هذه البلاد عربية خالصة العروبة؟ بالطبع هذا لم يحدث على الإطلاق رغم إسلام هذه الشعوب..
ومن الاندلس وغرناطة إلي بني عثمان ومرج دابق؛ لنتساءل هل كان العثمانيون باحتلالهم للبلاد والعباد أربعة قرون بالتمام والكمال وتحت راية الخلافة الإسلامية العثمانية؛ فهل كانوا عربا، وهل صاروا بعد الإسلام عربا؟! بالطبع لا.
الفتح الأول والدولة العلوية
إذن لماذا استسلمت مصر والمصريون لكل هذه الاحتلالات والثقافات والحكومات المتتالية حتى كانت مجرد ولاية كباقي الولايات غير المتحدة أصلا! منذ سلطة الفتح الأول مرورا بسلطة الامويين ثم العباسيين، وعلى نعوش العباسيين تأتي الفاطمية والأيوبية والمملوكية ثم العثمانية وختاما بمحمد على الالباني صاحب مذبحة القلعة!
أحفاد محمد علي والانجليز
وتمضي الأيام وتمر السنون من 1805 حتى1882 ميلادية ليأتينا الانجليز من الغرب ليلحقوا بآخر ما تبقى من الكعكة المصرية! فهل كانت مصر ينقصها احتلال جديد من الغرب ألم يكفها من الشرق!. يأتي الاحتلال البريطاني ليكمل سلسلة الاحتلالات، يأتي ليُطبق على أنفاسنا هو وأسرة محمد على باشا، ليصبح احتلالا مزدوجا!
إذن لماذا رضيت الأسرة العلوية بهذا الشريك الجديد هل لأنه خواجه أبيض مثلهم وحليوه! يتحدثون الإنجليزية وأتوا بالحضارة الأوربية التقدمية لتتزاوج مع الباشوية والباب العالي ليجتمعوا كلهم على البساط المصري، ولا بأس فمصر الغنية بخيراتها في كل ربوعها وجغرافيتها، وعلى حساب المصريين الغلابة القابعين تحت سيطرة أحاسيس الفطرة والقناعة، ولا بأس فالمصريون شعب صبور وراضي وشكور لرب رحيم غفور، رضي بالعيش تحت رحمة كل المحتلين بما استيسر من قوت الحياة، لكن صبره فاق كل حدود الصبر، وللصبر حدود!
سؤال الخاتمة وثورة يوليو
وعندئذ يأتي السؤال ليفض الاشتباك الحاصل في هذا المقال ليضع له حدًا ونهاية: ألم تكن ثورة يوليو في 1952م هي أعظم ثورة في تاريخ مصر حين استرد المصريون بلدهم مصر، بعد كل هذه الكوابيس التي أطبقت على أنفاسها على مر العصور وأنهكت كل كياناتها وزلزلت أركانها ونهبت خيراتها؟!
وفيما أتصور أنه مهما كان لثورة يوليو من أخطاء ومن تجاوزات أو انحرافات؛ إلا أنها ستظل الثورة التي أعادت مصر لمصر وحررتها من براثن احتلالات بغيضة.. ورغم كل شيء ستبقى مصر بشعبها الأصيل في رباط ونعيم مقيم وأمان وسلام إلي يوم الدين.. أرجو ألا يتباكى البعض حسرة على زمن الملَكية والباشاوية الألبانية والعثمانية.
مصر في رباط مقيم
مصر لم تذب في أي كيان كما ذاب آخرون، مصر بهويتها وذاتيتها وخصوصيتها؛ لن تنكسر أبدا ولن تندثر حضارتها رغم مآلات الواقع الحالي للمجتمع المصري، وهو أرحم بكثير مما لحق بالمصريين في مراحل تاريخية سابقة.
ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.
تابع موقع فيتو عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر قناة (واتساب) اضغط هــــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هــــــــنا
