رئيس التحرير
عصام كامل

لا تزال الديمقراطية هي الملاذ للمنطقة

18 حجم الخط

كل ما يجري في سوريا والعراق ولبنان والسودان وليبيا وما سيجري في بقية بلدان المنطقة هو لغياب الديمقراطية، وغياب دولة المواطنة واستقرار الديكتاتورية بكل أشكالها، فتم تهميش الأقليات وظهرت المليشيات كضمانة للحماية من عسف الأغلبية، بل إن كل ما يجري هو مجرد عرض لغياب الديمقراطية والحكم الرشيد واختطاف الدولة من فئة واحدة تحت شعارات وهمية تبرر لها الاستئثار بالحكم.

 
ويشكل موضوع الأقليات مأزقا مزعجا لأنظمة الحكم في دول العالم الثالث ومن ضمنه العالم العربي، وهو موضوع تستغله الحكومات الغربية لابتزاز هذه الدول تحت غطاء الدفاع عن حقوق الإنسان، ورغم أنه يتم إعادة إنتاج الحروب الطائفية فلا أحد يريد تعلم الدرس.. 

وخلاصته أن الديمقراطية هي أفضل منتج بشري حتي الآن لاستيعاب جميع الفئات في دولة المواطنة، وأن الدولة هي المنقذ من «حرب الكل على الكل»، وما علّمنا التاريخ هو أن المستقبل قلّما يتمخّض عما نأمل، أو عما نخشى، والعادة أنه يتمخّض عما يفاجئنا ولم نتوقعه لحظة.

 

لكن الثابت أنه لا شيءَ مقدرًا أو مكتوبًا، فانتصار الديمقراطية -ونهاية التاريخ حسب فوكو ياما- ليس أكثر حتمية من انتصار الشيوعية، كما كانت قناعة الماركسيين في القرن العشرين. وفي نفس الوقت لا شيء يمنع من هذا الانتصار.


لا يحدث هذا بإلغاء سبب الحرب الأهلية الصامتة، حيث لا قدرة لأحد بين عشية وضحاها على توزيع عادل للثروة والسلطة والاعتبار، وإنما بقدرة الديمقراطية على نقل الصراع من العنف الجسدي إلى العنف الرمزي، وربما يكون هذا هو الإجابة علي سؤال: لماذا الإصرار على الديمقراطية، وهي اليوم كاليتيم على مأدبة اللئام؟ 

 

لذا كانت مصر ببنيتها الدستورية والقانونية بعد عام 1922 هي التي واجهت مشكلات ظهور تنظيمات مسلحة خارج سلطة الدولة أو ضدها. وثقافة الدولة أو التراوح الخطِر بين الخوف من الدولة والخوف عليها بعد عام 2011 هي التي دفعت ما صار يُعرف بالدولة العميقة.. 

التي صار الجيش الوطني بمصر يرمز إليها بعد عام 1952، للتدخل عام 2013 لاستعادة قوام السلطة الواحدة. علما بأن أغلب الأقليات العرقية والدينية في دول العالم الثالث ينظر إليها باعتبارها تهديدا لقوة ووحدة الدولة.


وفي وقتنا الحالي أصبحت مسألة الأقليات علامة على التحضر من عدمه. فالدول المتحضرة تبحث عن نقاط التوافق حتى تنميها وتحولها إلى طاقة إيجابية فاعلة إضافية، أما الدول المتخلفة فتبرز فيها مواطن الشقاق والاختلاف التي تجد دائما من يثيرها ويغذيها محاولا الاستفادة منها لخدمة مصالحه كما هو حال معظم القوى الكبرى. 

 

وجود الأقليات في أي مجتمع يتحول إلى مشكلة حينما يفشل هذا المجتمع (لعوامل سياسية وثقافية وموروثات اجتماعية) في تكريس قيم التسامح واحترام الآخر وقبوله كما هو، وصيانة حقوق الانسان بشكل عام. 

 

وقد نجحت الديمقراطية بشكل ما في أمريكا وهي من أكثر الدول اكتظاظًا بالسكان، وبالتالي تتباين خصائصهم من حيث الخلفيات الدينية والثقافية والديمغرافية والجغرافية والعنصرية والإثنية والاجتماعية والاقتصادية. أنتج هذا التنوع نطاقًا واسعًا من المصالح والتفضيلات السياسية المختلفة..

فقد يكون لدى السود أو البيض أو اللاتينيين وجهات نظر مختلفة حول الحقوق والقضايا السياسية والاقتصادية والاجتماعية، ولنا في الاتحاد الأوروبي خير مثل على ذلك..

فالديمقراطية آليةٌ بشريةٌ تطوَّرت في السياق الحضاري الغربي، ثم تحوّلت مع الهيمنة الغربية من آلية بشريةٍ إلى ما يشبه اللاهوتية المقدسة، فلا يتم الجدل حولها إلا قليلًا، وكأنها نهاية إقدام العقول وهكذا تظل الديمقراطية بكل عيوبها هي الملاذ الآمن لتلك المنطقة.

ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.

تابع موقع فيتو عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر قناة (واتساب) اضغط هــــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هــــــــنا

الجريدة الرسمية