رئيس التحرير
عصام كامل

7 -7 الساعة 7

18 حجم الخط

عندما كنت أستعد للظهور على الهواء السابعة مساء الإثنين الماضي أخبرني فريق الإعداد أن كل المصادر التي ستكون معنا على الهواء أغلقت تليفوناتها، سألت كل المصادر قالوا نعم، وبعد قليل جاء خبر من سطرين عن حريق في مبنى سنترال رمسيس، لم نعتقد أن هذا الحريق يمكن أن يكون سببا في إغلاق جميع المصادر تليفوناتها على الأربع شبكات محمول، وانتظرنا حتى السادسة وخمسون دقيقة، وبات الأمر واضحا أن الحريق أثر على كل الاتصالات وعلى الإنترنت.. 

 

خاصة بعدما فشل كل فريق الإعداد في الاتصال بأسرهم، وبينما تمر الدقائق بسرعة نحو السابعة موعد بدء البرنامج كان هناك صمت رسمي تجاه ما يحدث، بينما اشتعل الفيس بوك بالصور والتعليقات، ذلك أن السنترال يقع في مثلث الصحافة المصرية أمام مبنى الأهرام ومبني أخبار اليوم ومبني الجمهورية، والدور الصحفية الثلاثة تضم نحو 80٪؜ من صحفي مصر..

 

وبما أن سنترال رمسيس يقع أيضًا في وسط البلد وبجوار محطة جمال عبد الناصر المركزية، فقد تكفل كل هؤلاء بنشر شهادات عيان على الحريق، وهنا كان القرار إذاعة حلقة قديمة وعدم المجازفة بالخروج على الهواء، وترديد ما يبثه الفيس بوك، واستمر الخرس الرسمي في غياب تام لتغطية الحادث، ولأسباب فنية أخرى منها صعوبة التواصل وضعف شبكة الإنترنت.. 

 

وفي طريق عودتي من مدينة الإنتاج الإعلامي كانت إذاعات الfm تذيع برامجها بدون أدنى إشارة للحريق، وتذكرت عام 2012 عندما قدمت للمشير طنطاوي دراسة سريعة عن المهام التي يمكن أن تقوم بها هذه الإذاعات لنفي الشائعات التي كان تسيطر على الشارع، في حالة الفوضى التي كانت تشهدها تلك الأيام.. 

 

وبالمناسبة تختفي إشارات تلك الإذاعات بمجرد خروجك من القاهرة الكبرى، والغريب أنها تلتقط إشارات وترددات الدول المجاورة بوضوح، ورحم الله صفوت الشريف الذي كان يرى أن الإرسال المصري يجب أن يبسط سيادتك على جميع أرجاء مصر لأنه من الأمن القومي.. 

 

ما علينا.. نسيت أن أقول إنني كنت أعتزم بدء الحلقة بنفي خزعبلات المنجمين عن أحداث ستقع يوم 7 في شهر7 من خلال الأبواب الملكية وما شابه علي حد زعمهم، بل أن سيدة تدعي ليلي عبد اللطيف تنبأت بحدوث مشكلة كبيرة في الاتصالات بمصر، وحددت شبكة المحمول، وربما أمثالي يأخذون كلامها بسخرية ولكن هناك أجهزة تدقق ولا تمر عليها تلك التنبؤات بسهولة خاصة بعد ما جرى في لبنان وإيران علي يد إسرائيل من اغتيال وتصفية لكبار القادة باستخدام تقنيات الاتصال.. 

 

مرت أكثر من 16 ساعة وظلت الحكومة في حالة غياب إعلامي، فرئيس الوزراء ووزير الاتصالات كانا خارج البلاد في مهام رسمية، ولم يكن أمام الرأي العام الحائر إلا انتظار البرلمان وطلبات الإحاطة، ولكن رئيس البرلمان فاجئ الجميع ورفع الجلسات معلنا إنتهاء الفصل التشريعي استعدادًا للانتخابات المقبلة في نوفمبر المقبل..

 

وبالتالي لم يكن أمام الناس سوى الفيس بوك ومنصة x وهم يطرحون تساؤلات مشروعة وبديهية، مثل أين الخطة البديلة؟ وكيف يتم وضع كل البيض في سلة واحدة؟ وكيف يتم نقل كل الوزارات للعاصمة الإدارية ولا يتم نقل هذا السنترال الذي يمثل عقل مصر وشبكتها العصبية؟ وأين الخطط البديلة للبنوك الكبرى التي تعطلت وتعطل معها مصالح الناس وكادت حياتهم تتوقف؟

 
ولكن تظل الأزمة كاشفة، من أن كمية النفقات المرعبة والاقتراض غير المسبوق والتوسع الكبير في البنية الأساسية سواء كانت مواصلات وطرق أو اتصالات وإنترنت لم تكن بالجودة المطلوبة؟ أو التخطيط العلمي الجيد الذي يراعي المواصفات القياسية المتعارف عليها دوليا؟ ويفتح تساؤلات خطيرة عن مدى جاهزيتنا في إدارة الأزمات وسرعة الاستجابة؟! 

هذا الحريق قد يحدث فى عديد من الدول لكن لا يتعدى هذا الحدث أكثر من دقائق، لوجود البديل وهذا ما تفتقده مصر، أجدادنا كانوا ينصحون بألا نضع كل البيض في سلة واحدة. لكننا لم نضع البيض فقط.. بل وضعنا مصر كلها.

ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.

تابع موقع فيتو عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر قناة (واتساب) اضغط هــــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هــــــــنا

الجريدة الرسمية