رئيس التحرير
عصام كامل

جماعة الصهاينة العرب

18 حجم الخط

مندهش من حجم النقد للأستاذ عماد أديب بعد حواره مع يائير لابيد زعيم المعارضة الإسرائيلية ورئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق، والتي أذاعتها قناة سكاي، صحيح أن الحوار كان فاشلا وسيئا بكل المعايير، وأساء إلى المرة الأولى فقد سبق لأديب زيارة الكيان وإجراء عشرات اللقاءات مع القادة الصهاينة، وظني أن المشكلة ليست الحوار مع سياسي إسرائيلي بل هدفه!

ثم إنه توجه القناة هي وقنوات عربية أخرى، وطوال الحرب من سنتين وهؤلاء مع الكيان وفي حرب الاثني عشر يوما مع إيران، كانت هذه القنوات تذيع وكأنها قنوات الكيان، والعيب أنه بدا وكأنه فقرة إعلانية مدفوعة، وكأن أديب سيق إلى اللقاء غصبًا، وطلب منه توجيه أسئلة كتبت له، وتلقى تحذيرًا بعدم تجاوزها.

فظهر كدعاية انتخابية للابيد، وتقديمه للرأي العام كبديل لنتنياهو، وفي المديح الذي كاله لابيد لوزير خارجية الإمارات، وكيف أنه تعلم الحكمة السياسية منه في كل مرة يلتقي فيها معه في أبو ظبي، يكشف سر استسلام أديب المحير بعد هذا العمر في الشغلانة، ولهذا كان أديب يتحرك في إطار دائرة ضيقة جدا من الأسئلة والأفكار الساذجة التي لم تكن ترقي إلى مستوى هذا الحوار.. 

فلم يحاول أن يفحم لابيد وأن يقطع الطريق عليه وهو يسترسل في أكاذيبه.. والأعجب أننا نتيح لقادة إسرائيل هذه المساحة الاعلامية العربية المهمة والكبيرة ليصولوا فيها ويجولوا، وهو ما لا يفعلونه أبدا في إسرائيل مع أي سياسي عربي ليمكنوه من أن يقول لهم في بلدهم ما يريد أن يقوله لهم..

ومن المعلوم الآن أن عماد أديب ليس وحده ولكنْ هنا كتّاب ومثقفون وأصوات تنبح على مواقع التواصل الاجتماعي، وتتسابق على شتم الفلسطينيين، وعن مقالات منمقة لغويًا وفكريًا، تقوم بتصوير الاستسلام عملًا تقدّميًا وحضاريًا للخروج من الأزمات الاقتصادية الاجتماعية، وهم من أدوات إهالة التراب على ما تبقى من القوى الناعمة المصرية، وكأن إعدادهم ورعايتهم تتم بعناية وروية بمساعدة جهات عربية وأجنبية تستخدمهم بوصفهم مصريين للأسف.

وكانت عملية طوفان الأقصى التي كسرت نظرية الأمن الإسرائيلية، هي من كشف هؤلاء المتصهينين العرب، والذين كانوا يعيشون بيننا بعضهم مطيع للكيان وداعم له في العلن، وكثير منهم داعم له في الخفاء، والذين لم يكونوا ليجرؤوا في السابق على الظهور بهذا الشكل العلني الفاضح والوقح.. 

لكنهم أخيرا لم يكتفوا بالظهور، بل أصبحوا يفتخرون بصهيونيّتهم، فتراهم وتسمعهم ينهشون في لحم الفلسطينيين، ويحمّلونهم مسؤولية ما يجري في قطاع غزّة، ويتحدّثون عن أحقية إسرائيل بالدفاع عن نفسها، ويدافعون عنها، ويقدّمون مبررات لجرائم الإبادة الجماعية التي ترتكبها ضد الفلسطينيين، ويتعاطفون مع الأسرى الإسرائيليين، ويترحّمون على قتلاهم، ويساوون بين القاتل والمقتول، وبين المحتل والمقاوم..

ويمكن القول؛ إن تيار الصهيونية العربية هو بمثابة الثمرة العطنة التي أنتجها مسار أوسلو الذي بدأ قبل ثلاثة عقود، وكان يهدف، بالأساس، إلى الاعتراف بإسرائيل، ونزع سلاح المقاومة الفلسطينية مقابل لا شيء: لا سلامَ ولا أرضَ ولا حقوق. 

وتبع ذلك مؤتمر كوبنهاجن الذي ضم أكثر من ستين شخصية إسرائيلية، ومثلهم من الجانبين المصري والعربي، وعقد يومي 29 و30 يناير عام 1997، في العاصمة الدانماركية، تحت رعاية الاتحاد الأوروبي والحكومة الدانماركية. وقد أثار المؤتمر لغطًا كبيرًا في الأوساط العربية، آنذاك، ورآه كثيرون نكوصًا وارتدادًا عن الرفض الشعبي للتطبيع مع إسرائيل.

ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.

تابع موقع فيتو عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر قناة (واتساب) اضغط هــــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هــــــــنا

الجريدة الرسمية