أبي أحمد يكذب ورسائل حاسمة من السيسي وترامب، آخر مستجدات أزمة سد النهضة الإثيوبي
عادت إثيوبيا لتثير الجدل بمشروع سد النهضة، مع إعلان رئيس وزرائها أبي أحمد اكتمال بناء السد وافتتاحه خلال شهر سبتمبر المقبل، وتوجيهه دعوة للقيادة في مصر والسودان لحضور حفل الافتتاح بداعي توطيد الروابط الأخوية، متجاهلا التأثيرات السلبية الكبيرة التي يخلفها السد على الأمن المائي لدولتي المصب، والنهج المتعنت الذي اتبعته بلاده خلال مفاوضات امتدت لـ13 سنة، إلى جانب الهروب الإثيوبي المستمر من أي مفاوضات جادة تهدف لوضع اتفاق إطاري ملزم يضمن تشغيل السد بشكل لا يضر بالمصالح المائية لمصر والسودان.
وترصد فيتو آخر مستجدات أزمة سد النهضة الأثيوبي
زعم رئيس الوزراء الإثيوبي أن السد الذي شيدته بلاده على الحدود الإثيوبية السودانية، لم يؤثر على كميات المياه المخزنة أمام السد العالي في أسوان، متجاهلا تخزين السد أكثر من 50 مليار متر مكعب حتى هذه اللحظة وهي جميعها مخصومة من حصتي مصر والسودان، وهو ما أثر بالتأكيد على مخزون المياه في بحيرة ناصر.
دونالد ترامب رئيس الولايات المتحدة الأمريكية
ومن جانبه أكد رئيس الولايات المتحدة الأمريكية دونالد ترامب خلال لقائه مع الأمين العام لحلف شمال الأطلسي مارك روته أن الولايات المتحدة تعمل على حل مشكلة سد النهضة الإثيوبي قائلا: “نحن نعمل على حل هذه المشكلة، لكنها ستُحل، لقد بنوا واحدا من أكبر السدود في العالم، على بعد بسيط من مصر، كما تعلمون، وقد تبين أنها مشكلة كبيرة، لا أعلم، أعتقد أن الولايات المتحدة مولت السد، لا أعرف لماذا لم يحلوا المشكلة قبل بناء السد”.
السيسي: مصر تقدر حرص ترامب على التوصل إلى اتفاق عادل يحفظ مصالح الجميع حول السد الإثيوبي
ومن جانبه قال الرئيس عبد الفتاح السيسي: تثمّن مصر تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب التي تبرهن على جدية الولايات المتحدة تحت قيادته في بذل الجهود لتسوية النزاعات ووقف الحروب.
وأضاف الرئيس السيسي: “وتؤكد مصر ثقتها في قدرة الرئيس ترامب على حل المشاكل المعقدة وإرساء السلام والاستقرار والأمن في مختلف ربوع العالم، سواء كان ذلك في أوكرانيا، أو الأراضي الفلسطينية، أو أفريقيا”.
وتابع الرئيس السيسي: “وتقدر مصر حرص الرئيس ترامب على التوصل إلى اتفاق عادل يحفظ مصالح الجميع حول السد الإثيوبي، وتأكيده على ما يمثله النيل لمصر كمصدر للحياة. وتجدد مصر دعمها لرؤية الرئيس ترامب في إرساء السلام العادل والأمن والاستقرار لجميع دول المنطقة والعالم”.
عدم التوصل إلى اتفاق ملزم مع دولتي المصب
ومن جانبه أعلن الدكتور هاني سويلم وزير الموارد المائية والري، أن الجانب الإثيوبى دأب على الترويج لاكتمال بناء السد - غير الشرعي والمخالف للقانون الدولي- رغم عدم التوصل إلى اتفاق ملزم مع دولتي المصب، ورغم التحفظات الجوهرية التي أعربت عنها كل من مصر والسودان، وهو ما يعكس نهجًا إثيوبيًّا قائمًا على فكر يسعى إلى محاولات لفرض الهيمنة المائية بدلًا من تبني مبدأ الشراكة والتعاون، وهو الأمر الذي لن تسمح الدولة المصرية بحدوثه.
ووصف سويلم الدعوات المتكررة من الجانب الإثيوبي لاستئناف التفاوض بأنها لا تعدو كونها محاولات شكلية تستهدف تحسين الصورة الذهنية لإثيوبيا على الساحة الدولية، وإظهارها بمظهر الطرف الساعي للتفاوض، إلا أن الواقع العملي، ومسار التفاوض الممتد لأكثر من ثلاثة عشر عاما دون التوصل إلى اتفاق قانوني ملزم، يبرهن بوضوح على غياب الإرادة السياسية لدى الجانب الإثيوبي، وافتقار تلك الدعوات للمصداقية والجدية، في ظل غياب أي مؤشر على وجود نية حقيقية لتحويل الأقوال إلى التزامات واضحة وأفعال ملموسة على أرض الواقع، مؤكدا أن المواقف الإثيوبية التي تتسم بالمراوغة والتراجع وتفرض سياسة الأمر الواقع، تناقض ما تعلنه من رغبة في التفاوض، وهو ما يستوجب من المجتمع الدولي إدراك حقيقته.
سد النهضة
وأكد الدكتور محمد نصر علام وزير الري الأسبق لـ فيتو أن رئيس الوزراء الإثيوبي تجاهل ما أكده الرئيس الأمريكى دونالد ترامب حول تأثير سد النهضة على مصر في تغريدته قبل أسابيع عن أزمة السد ودوره فيها، وهو ما لا يدع مجالا للشك أن السد له تأثير على الموارد المائية المصرية التي تعتمد على نهر النيل كمورد رئيسي وشبه وحيد للمياه.
وأضاف علام أن أثيوبيا تجاهلت أيضا فقدان مليارات الأمتار المكعبة من المياه أمام سدها عن طريق البخر والرشح من السد، وكانت كلها من ضمن حصتي مصر والسودان من المياه.
علام أكد أن التصرفات الإثيوبية على مدار سنوات التفاوض التي زادت عن عشر سنوات لم تراع مبادئ الجيرة مع مصر والسودان والعلاقات الممتدة بين البلدان الثلاثة على مدار آلاف السنين، حيث رفضت إثيوبيا مد مصر بالدراسات الإنشائية التي تؤكد سلامة السد حتى اليوم، وتعمدت اتباع أسلوب التعنت والتسويف المستمر في إدارة المفاوضات حتى إنها ضربت عرض الحائط بالمحاولات الإقليمية والدولية التي شهدتها المفاوضات للوصول إلى اتفاق بشكل مرضٍ لجميع الأطراف مثل محاولات الاتحاد الأفريقي ومجلس الأمن والوساطة الأمريكية التي كادت أن تنتهي بتوقيع اتفاق إطاري ملزم بين الدول الثلاث قبل أن تنسحب أديس أبابا قبل التوقيع على الاتفاق بالأحرف الأولى، زيادة على ذلك فإن إثيوبيا لم تجر الدراسة البيئية المائية الاقتصادية المطلوبة، والمتفق عليها حسب إعلان المبادئ للتوصل إلى قواعد ملء وتشغيل السد.
الفشل الإثيوبي في إتمام بناء السد
الدكتور عباس شراقي أستاذ الجيولوجيا والموارد المائية بجامعة القاهرة تحدث عن الفشل الإثيوبي في إتمام بناء السد وفقا للمهمة المعلن عن تشييده من أجلها وهو توليد الكهرباء بقدرات تسمح لإثيوبيا بتحقيق معدلات نمو مرتفعة.
وأكد شراقي أن سد النهضة قد اكتمل بالفعل كبناء خرساني، وتم حتى الآن تركيب نحو 6 توربينات من أصل 13 توربينًا يتضمنها التصميم الهندسي للسد، ولفت إلى أنه تم تركيب توربينين في فبراير وأغسطس 2022، وتوربينين في أغسطس 2024، وتجربة توربينين آخرين في 17 فبراير الماضى.
وأشار إلى أن الصور الفضائية كشفت عن خروج مياه من أحواض التهدئة للمياه المنصرفة من التوربينات على الجانبين، وبذلك يكون إجمالي عدد التوربينات التي تم تركيبها 6 توربينات من إجمالي 13 توربينا بنسبة أقل من 50%. وهو ما يعني عدم تحقيق إثيوبيا للهدف الرئيسي من وراء بناء السد.
وأكد أن مصر لم تتخذ أي مواقف تعطل افتتاح السد كما يتم ترويجه من الجانب الإثيوبي، حيث دخلت مصر في مفاوضات امتدت لأكثر من 10 سنوات للوصول إلى اتفاق إطاري ملزم حول تشغيل السد وإدارة المنصرف من فتحات السد خلال سنوات الجفاف والجفاف الممتد وهو حق مصر والسودان حيث تمتلك الدولتان حقوقا تاريخية في مياه النيل مثبتة وفقا لاتفاقات ومواثيق معترف بها دوليا ولا يمكن تجاهلها.
السد قنبلة مائية
وتابع شراقى: “التصريح بأن السد الإثيوبى ليس مؤثرا على حصص دولتي المصب غير صحيح بالمرة، خاصة وأن إثيوبيا زادت من سعة السد من 11.1 مليار م3 وهي السعة الأصلية التي تضمنتها الدراسة الأمريكية التي وضعها مكتب الاستصلاح الأمريكى عام 1964، لتصبح 64 مليار م3 قبل أن تزيد مرة أخرى إلى 74 مليار م3، وسط معطيات لا يمكن استبعادها من أن البيئة التي تضم السد مليئة بالمشاكل الجيولوجية مثل الفوالق والزلازل، إلى جانب تعرضها لفيضانات سنوية، مما يجعل السد بمثابة قنبلة مائية قد تنفجر في أي لحظة، كما أن حجز 60 مليار م3 دون توافق على مدار 5 سنوات من الإيراد المائي المصري يشكل ضررا جسيما مما حمل مصر أكثر من 500 مليار جنيه لاتخاذ تدابير لمنع وصول ضرر سد النهضة إلى المواطن، منها إنشاء محطات عملاقة لمعالجة مياه الصرف الزراعى واستخدامها مرة أخرى فى الري، وخفض مساحات الأرز خلال السنوات المقبلة وهو من أهم المحاصيل الاستراتيجية في النظام الغذائي المصري، إلى جانب إطلاق مشروع تبطين الترع والمصارف وغيرها من المشروعات المائية الكبيرة التى تكلفت مبالغ طائلة”.
مجمع النهرين فى الخرطوم
واعتبر شراقي أن الدعوة الإثيوبية لمصر والسودان لحضور الافتتاح تحمل معنى استفزازيا، معللا “كيف لأطراف معترضة على كل خطوة اتخذتها إثيوبيا منفردة أن تحضر وتحتفل بتنفيذ ما اعترضت عليه سابقا، والموقف كان يختلف لو توصلنا إلى اتفاق لكنا أول دولة تحضر وتبارك السد، متوقعا أن تحدث فيضانات على جانبي النيل الأزرق والنيل الأبيض عند مجمع النهرين في الخرطوم في نهاية شهر أغسطس من العام الجاري كما كان يحدث قبل بناء سد النهضة واحتجازه للمياه”.
فيما حذر الدكتور خالد أبو زيد المدير الإقليمي للموارد المائية بمنظمة «سيداري» من أن سد النهضة لم يلق بآثار واضحة على تدفق مياه النيل إلى مصر حتى الآن بسبب تجاوز الأمطار على حوض النيل الأزرق وحوض النيل الأبيض الحدود المعتادة، حيث منعت الوفرة المائية في تصرفات النهر خلال السنوات الماضية من الآثار السلبية للسد، مشيرًا إلى أنه من الصعب التنبؤ بحالة الأمطار وتدفق المياه خلال السنوات المقبلة خاصة وأن حوض النيل يشهد طوال تاريخه فترات وفرة وأخرى تشهد جفافا قصيرا أو ممتدا، وهو ما سيشكل التحدي الحقيقي أمام دول المصب في حال حدوثه، ويدعو إلى ضرورة التوصل إلى اتفاق ملزم ونهائي مع إثيوبيا فيما يتعلق بحالات الجفاف والجفاف الممتد.
ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.
تابع موقع فيتو عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر قناة (واتساب) اضغط هــــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هــــــــنا
