حكاية "الريس سيدة" ابنة الإسماعيلية، عاشقة غزل شباك الصيد.. ورثت "الصنعة" عن جدتها (فيديو وصور)

وسط إحدى قرى محافظة الإسماعيلية، وعلى بعد عدة كيلو مترات من قرية الصيادين، نشأت "سيدة" التي ولدت في أواخر الخمسينيات، ولم تنعم بحقها في التعليم؛ نظرا للظروف المحيطة آنذاك، حيث تزامنت مع ظروف الحرب والعدوان القاسية.  

نشأة وسط مجتمع البمبوطية 

نشأت "سيدة" وسط مجتمع الصيادين "البمبوطية" في محافظة الإسماعيلية، وهم السكان الأصليون في المحافظة إلا أن آثار العدوان والحرب دفعتهم إلى النزوح إلى المحافظات البعيدة عن الجبهة في خضم الحرب، في تلك الفترة كانت "سيدة" تراقب جدتها، وهي تغزل خيوط شباك الصيد بالمغزل والمخياط، وهذا ما دفعها لتعلم تلك المهنة التى ورثتها عن جدتها والدة أمها، حيث كانت تتسلل خفية لتلتقط أدوات الغزل لتعلم نفسها بنفسها مقلدة جدتها.  

عشق تجاوز الإدمان 

وتسرد الجدة "سيدة" لـ"فيتو" قصة عشقها لصناعة الغزل، والتي أصبحت بالنسبة لها كالإدمان فتقول: منذ صغرى وأنا أحرص على تعلم نسج خيوط الغزل، حيث لم أنل قسطا من التعليم بسبب الظروف التي نشأتُ بها واضطراب الحياة وقت الحرب، ولكن بعد انتهاء الحرب عدنا وأسرتي من الغربية إلى الإسماعيلية مرة أخرى، حيث عشت في قرية البهتيمى وسط مجتمع الصيادين قبل أن أتزوج وانتقل إلى قرية “الحلوس”.   

شهرة واسعة بين الصيادين 

وتضيف أنها تزوجت وأنجبت عددا من الأبناء، قامت بتربيتهم وتزويجهم من ممارستها لتلك المهنة، بعد أن انفصلت عن زوجها، وكان يقع على عاتقها عبئا كبيرا، وهو رعايتها لأبنائها ومزاولتها لصناعة شباك الصيد التي اشتهرت بها بين أبناء قريتها لدرجة أن الصيادين أطلقوا عليها لقب "الريس سيدة"، وذلك لتمكنها من نسج الشباك وربطها بعناية فائقة.  

رحلة يومية من الفجر حتى العشاء 

وتضيف سيدة ابنة الإسماعيلية: أستيقظ مع خيوط الصباح الأولى وأبدأ يومي بالصلاة ثم أتناول فطورى، وأبدأ في مد شِلال الشباك البلاستيكية من الجانبين، ثم أحضر المخياط وأظل أصل الشباك ببعضها حتى أذان العشاء، ورغم وجع ظهرى الشديد وذراعي ورقبتى إلا أن عشقي للشباك يتغلب على آلام جسدي. 

وتكمل: أن الغزل يتنوع بحسب مواسم الصيد، فهناك غزل لصيد الكابوريا والجمبري وآخر لصيد السيجانة والبورى وغيرها من أنواع الأسماك، والتي تتطلب منها مجهودا أطول، وتستغرق الشبكة الواحدة من يومين إلى ثلاثة أيام في غزلها، وذلك حسب طول وعرض الشباك، بالإضافة إلى تكلفة المواد المستخدمة والتي ارتفعت عن الماضي حيث تبلغ تكلفة شبكة الصيد الواحدة ما يقارب 7000 جنيه، وتحصل على مكسب 200 جنيه فقط تستعين بها في المعيشة.

إدمان لا يعالج في المصحات 

وتختتم “سيدة” بفخر: أنا لا يهمني الحصول على المكسب.. بس أهم حاجة أغزل الشبك.. أصل ده إدمان، ملوش علاج في المصحات.  

ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.