المنتصرون في حرب الـ12 يوما
في عالمٍ تختلط فيه الروايات، يظل معيار النصر الحقيقي أن تبقى واقفًا بعد أن أرادك عدوك تحت الركام، وأن توصل رسالتك رغم صمت العالم، وأن تجبر خصمك على مراجعة حساباته، فالنصر ليس بعدد الصواريخ، بل بإرادة من لا يرضى أن يُباد بصمت، ومن المهم عند قراءة الأحداث أن نتعامل مع المواقف السياسية للدول بعقل لا بعاطفة، وبفهم للواقع لا بأحلام الخلافة أو أوهام الحليف المخلص.
ففي السياسة.. التحالفات مؤقتة، والمصالح دائمة! ولابد من فهم السياسة كما هي، لا كما نتمنى.. ولا تعادِ أحدًا بلا سبب، لكن لا تصدّق كل ما يُقال، وأن تبق دائمًا مع الحق.. لا مع الراية!
وفيما جري خلال حرب الـ12 يوما لكل طرف الآن روايته الخاصة التي يدعي فيها تحقيق الانتصار، في حين يتجنب الانزلاق في صراع أكبر مع ما يترتب عليه من عواقب على المنطقة، وكل طرف يبيع رواية الانتصار، حيث عمدت كل من واشنطن وطهران وتل أبيب إلى تسويق سردية النصر لجمهوره الداخلي..
فالإيرانيون اعتبروا أنهم أوصلوا صواريخهم إلى قلب تل أبيب، والإسرائيليون تحدّثوا عن شل المشروع النووي الإيراني، أما الأمريكيون فقد أعلنوا أن واشنطن أرسلت رسالة ردع صامتة.. وبإمكان الولايات المتحدة أن تقول إنها أضعفت برنامج إيران النووي، وأن تؤكد إسرائيل أنها أنهكت إيران..
في حين تستطيع إيران بدورها أن تقول إنها صمدت وتصدت لقوى عسكرية أقوى بكثير. وهناك من يرى ذلك لعدة أسباب منها أنه لم يتم القضاء على البرنامج النووي الإيراني، ولم يتم القضاء على الصواريخ الباليستية. ولم يتم إسقاط النظام. بل سقط عملاء الموساد بالداخل الإيراني. وأن إيران أنهت فقاعة اسرائيل القوية ودمرت مدنها، وكذلك ظهرت للعالم ترسانتها العسكرية وقوة تصويباتها غير الخاطئة في ضرب الأهداف.. والأهم هو تكاتف شعبها مع قادتها وحكومتها بقوة.
وإعترف المسئولون الغربيون أنه رغم الضربات الأمريكية على المنشآت النووية الإيرانية، فإنهم غير متأكدين مما حدث لمخزون اليورانيوم الإيراني، لتتبقى بعض الأسئلة حول ما إذا كانت إيران تمتلك القدرة على مواصلة تخصيب اليورانيوم، وفرص استخدام أشكال أكثر سرية في ذلك، أم ستحاول الآن التفاوض لرفع العقوبات القاسية المفروضة عليها؟!
ولكن الخسارة المؤكدة أن إيران لم تطلب وقف إطلاق يشمل غزة، كذلك هذا أمر لم يفهم وفيه غموض رغم أن الوقت كان مناسبا في إملاء شروط وقف إطلاق النار بين إيران وإسرائيل، كان على إيران طرحه على الأقل حتى وإن رفض من طرف إسرائيل..
كما أنه لن يرفض منطقيا وإسرائيل ستكون مجبرة ويزداد الضغط الشعبي الاسرائيلي على نتنياهو وفي الوقت ذاته، كشفت الحرب هشاشة الدفاع الإسرائيلي، كالقدرة المحدودة على صد الصواريخ الباليستية، والضعف في البنية التحتية للجبهة الداخلية، التي عانت نقص الملاجئ والحماية المدنية، إضافة للتحديات الأمنية التي فرضها إغلاق المجال الجوي، وتقطع سبل عشرات آلاف الإسرائيليين بالخارج.
وزاد تعقيدَ المشهد، أنّ وقف إطلاق النار لم يستند إلى اتفاق سياسي ملزم، ما يجعل استئناف إيران نشاطها النووي والصاروخي محتملا، سواء عبر تطوير ذاتي أو من خلال التعاون مع دول أخرى كروسيا والصين..
وهو ما يعني أن إسرائيل تواجه تحديا مستمرا للحفاظ على تفوقها وقدرتها على الردع، وسط احتمالية تصعيد مستقبلي.. التحدي يكمن في تحويل النجاحات العسكرية إلى إنجازات سياسية مستدامة، لتجنب تحولها إلى لحظة عابرة في صراع طويل.
ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.
تابع موقع فيتو عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر قناة (واتساب) اضغط هــــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هــــــــنا
