رئيس التحرير
عصام كامل

السنة والشيعة.. بين الطيب وشلتوت وخطيب كارفور (2)

18 حجم الخط

على كل الأصعدة، كان من مصلحة العرب أن تنتصر إيران في المواجهة الحاسمة مع قتلة إخواننا الأبرياء، العُزَّل.. من ثّمَّ، علينا البناء على فتوى الشيخ محمود شلتوت، شيخ الأزهر الأسبق، باعتماد التعبد بالمذهب الشيعي، مع بعض الضوابط.


فقد كان شلتوت مؤمنًا بما أسمّاه دعوة التوحيد والوحدة بين المذاهب الإسلامية، لا سيما المذهبين السنّي والشيعي الاثنا عشري، وكرّس شطرًا كبيرًا من حياته من أجل تحقيق هذا الهدف، قبل وبعد توليه منصب شيخ الأزهر، وسخّر منصبه الأخير لهذه الغاية حتى لبى نداء ربه.


لجأ الشيخ شلتوت للتقريب بين السنّة والشيعة إلى عدة وسائل، منها وضعه مصّنفًا يتضمن الأحاديث النبوية التي اتفق السنّة والشيعة على صحتها.. وواصل جهوده في التقريب بين المذهبين، وكللها سنة 1959 بإدخاله فقه المذهب الشيعي ضمن المذاهب التي يقوم الجامع الأزهر بتدريسها، وهو ما ساهم في إدخال المذهب الشيعي ضمن مذاهب مجمع البحوث الإسلامية في الأزهر، وأقرّ ذلك في قانون تطوير الأزهر سنة 1961.


ولاقت فتواه الشهيرة، ردود أفعال مدوية ما زالت أصداؤها باقية حتى اليوم في أروقة الأزهر، وتعدّته إلى مختلف المؤسسات الدينية السنّية.. نستعين، في هذا الشأن، بما ذكره الباحث السوري حسن سلهب في كتابه “الشيخ محمود شلتوت.. قراءة في تجربة الإصلاح والوحدة الإسلامية”.. 

من أن لقاءات شلتوت العديدة والتواصل الدائم مع أعلام الشيعة في تلك الفترة، أشاع مناخًا وديًا انعكست آثاره على فكر الشيخ وإنتاجه وقراراته العامة في الجامع الأزهر.


ومن أبرز أعلام الشيعة الذين التقى بهم شلتوت، آية الله حسين البروجردي (1875-1961) من إيران، وآية الله محمد حسين آل كاشف الغطاء (1877-1954) من العراق، وآية الله السيد عبد الحسين شرف الدين (1872-1957) والشيخ محمد جواد مغنية (1904-1979) من لبنان.. 

فضلا عن صحبته الدائمة لرجل الدين الشيعي الإيراني محمد تقي القمي (1908-1990)، العنصر المحرّك لجماعة التقريب في القاهرة، وغير هؤلاء من أعلام الشيعة في العالمين العربي والإسلامي.


جاءت فتوى الشيخ شلتوت في معرض إجابة على سؤال موجه له من أحد الأشخاص، يطلب فيه رأيه بشأن اشتراط صحة العبادات والمعاملات بتقليد أحد المذاهب السنّية الأربعة، دون غيرها من مذاهب الشيعة.
كانت إجابة الشيخ على السائل بأن الإسلام لا يلزم أحدًا باتباع أي مذهب خاص، وأن لكل مسلم الحق في أن يبدأ بتقليد أي من المذاهب المعروفة، شرط صحة النقل فيها، وتدوين الأحكام في كتب خاصة، واضحة ومعروفة. وبالإمكان أيضًا الانتقال بين هذه المذاهب بعد البدء بالتقليد، من دون أي حرج في ذلك.


ويوضح حسن سلهب أن الأحداث السياسية في زمن فتوى الشيخ شلتوت كانت مؤاتية، مشيرًا إلى تجربة انطلاقة الجمهورية العربية المتحدة (اتحاد مصر وسوريا) عام 1958، وهو نفس العام الذي تولى فيه شلتوت مشيخة الأزهر، لكن سلهب لا يجازف بحصر دوافع الفتوى في الأبعاد السياسية.

وفي نهاية فتواه، قام شلتوت بتذييل وثيقتها بإحالة إلى رجل الدين الشيعي محمد تقي القمي يطلب منه فيها الاحتفاظ بها في سجلات دار التقريب بين المذاهب الإسلامية التي أسهما معا في تأسيسها. 
ويعلق سلهب على ذلك قائلًا كأنه أراد الإشارة إلى أن فتواه هي واحدة من إنجازات الدار.

 

نص الفتوى: 

بسم الله الرحمن الرحيم... نص الفتوى التي أصدرها السيد صاحب الفضيلة الأستاذ الأكبر الشيخ محمود شلتوت شيخ الجامع الأزهر في شأن جواز التعبد بمذهب الشيعة الإمامية... 
قيل لفضيلته إن بعض الناس يرى أنه يجب على المسلم لكي تقع عباداته ومعاملاته على وجه صحيح: أن يقلد أحد المذاهب الأربعة المعروفة، وليس من بينها مذهب الشيعة الإمامية، ولا الشيعة الزيدية، فهل توافقون فضيلتكم على هذا الرأي على إطلاقه، فتمنعون تقليد مذهب الشيعة الإمامية الاثنا عشرية مثلًا؟

فأجاب فضيلته:

1ـ إن الإسلام لا يوجب على أحد من أتباعه اتّباع مذهب معيّن، بل نقول: إن لكل مسلم الحق في أن يقلد بادئ ذي بدء أي مذهب من المذاهب المنقولة نقلا صحيحًا، والمدونة أحكامها في كتبها الخاصة، ولمَن قلد مذهبًا من هذه المذاهب أن ينتقل إلى غيره، أي مذهب كان، ولا حرج عليه في شيء من ذلك.

2ـ إن مذهب الجعفرية المعروف بمذهب الشيعة الإمامية الاثنا عشرية مذهب يجوز التعبد به شرعًا كسائر مذاهب أهل السنّة.

فينبغي للمسلمين أن يعرفوا ذلك، وأن يتخلصوا من العصبية بغير الحق لمذاهب معينة، فما كان دين الله وما كانت شريعته بتابعة لمذهب، أو مقصورة على مذهب، فالكل مجتهدون مقبولون عند الله تعالى يجوز لمَن ليس أهلًا للنظر والاجتهاد تقليدهم، والعمل بما يقررونه في فقههم، ولا فرق في ذلك بين العبادات والمعاملات.

ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.

تابع موقع فيتو عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر قناة (واتساب) اضغط هــــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هــــــــنا

الجريدة الرسمية