فنان تشكيلي يعلق على واقعة مها الصغير: سرقة فنية واضحة
ظل تصاعد ظاهرة "الادعاء الفني" التي شهدتها الساحة مؤخرًا مع السرقات المتعددة والواضحة لأعمال فنية من خارج مصر التي آثارت ضجة إعلامية كبير تحدث الدكتور علي سعيد، الفنان التشكيلي ومدير مجمع الفنون بقصر عائشة فهمي بالزمالك، عن أبعاد هذه القضية، خاصة بعد الواقعة التي أثارت جدلًا واسعًا بطلتها الفنانة التشكيلية المزعومة مها الصغير عرضت أعمالًا منسوبة لغيرها بأحد البرامج التلفزيونية الشهيرة.
وأشار الدكتور سعيد إلى أن ما حدث مؤخرًا من عرض أعمال مسروقة، بل وحتى دون عناء إزالة تواقيع الفنانين الأصليين أو التغيير فيها من الإعلامية مها الصغير، لا يمثل مجرد اقتباس أو تقليد، بل هو سرقة فنية واضحة، وأوضح أن الخطورة تكمن في أن هذه المدعية لا تُصنف كفنانة من الأساس، فدراستها وخلفيتها الفنية مجهولة، مما يثير تساؤلات حول كيفية تصديها لعرض أعمال فنية بهذا الشكل.

علي سعيد: سبب انتشار ظاهرة السرقة يعود غياب الثقافة الفنية
لفت الدكتور سعيد إلى أن المشكلة الأكبر تكمن في غياب الثقافة الفنية الكافية لدى الجمهور، مما يجعل البعض يقع فريسة سهلة لمثل هذه الادعاءات، فمجرد البحث عن صور في "بينتيريست" أو "جوجل" وعرضها كأعمال شخصية في برامج تلفزيونية مرموقة، يعكس جهلًا كبيرًا بطبيعة المجال الفني وتطوره.

وأكد أن العالم أصبح قرية صغيرة، ومع التقدم التكنولوجي، أصبح من السهل جدًا الكشف عن أي مدع للفن. فالبحث بالصور أو الأسماء أو حتى الألوان يمكن أن يكشف التاريخ الفني لأي شخص، على عكس الماضي حيث كان الكشف عن مثل هذه الحالات يتطلب سفرًا واطلاعًا مباشرًا على الأعمال في المتاحف والمعارض.
الفرق بين التأثر والتقليد والسرقة
وشدد الدكتور علي سعيد على أهمية التفريق بين التأثر، الاقتباس، والتقليد، والسرقة. فالتأثر هو أمر طبيعي ومباح في الفن التشكيلي، حيث يعتبر الفن "فعلًا تراكميًا" يعتمد على خبرات الفنانين السابقين والحضارات المختلفة. يمكن للفنان الناشئ أن يتأثر بأستاذه أو بأسلوب فني معين، وهذا جزء من عملية التعلم والتطور.
ولكنه أوضح أن هناك فرقًا كبيرًا بين هذا التأثر والتقليد الأعمى أو الاقتباس غير المبرر، فضلًا عن السرقة الصريحة. فالعين الخبيرة والمتخصصة تستطيع بسهولة التمييز بين هذه المفاهيم. وأشار إلى أن الفنان الحقيقي صاحب التجربة لا يمكنه أن يقتبس أو يقلد، لأنه مشغول بتجربته الشخصية الفريدة.
الفن يفلتر نفسه بنفسه
وعلى الرغم من خطورة هذه الظواهر، أعرب الدكتور سعيد عن ثقته في أن الفن يفلتر نفسه بنفسه. فالمقلد أو المدعي لا يستمر طويلًا في الساحة الفنية، وعمره الفني قصير جدًا، وشبه ذلك بظاهرة تقليد صوت فنان مشهور أو شكل ممثل معروف، فسرعان ما تندثر هذه الظواهر لأنها لا تحمل أصالة أو إبداعًا حقيقيًا.
وأكد أن الفضيحة الأخيرة التي كشفت السرقة الفنية لمها الصغير وقبلها غادة والي، حتى وإن لم تكن قد اكتُشفت، لم تكن لتجعلها تستمر كفنانة حقيقية، لأنها ستظل تابعة لأعمال الآخرين. واعتبر أن الفضيحة ستكون عامل ردع لمثل هذه الممارسات في المستقبل، خاصة مع وعي اللجان المتخصصة في المعارض بقدرة أكبر على اكتشاف الأعمال المقلدة أو المسروقة.
الحاجة لبرامج متخصصة ورفع الوعي
وفي ختام حديثه، دعا الدكتور علي سعيد إلى ضرورة زيادة الوعي بالفن التشكيلي في المجتمع، مؤكدًا أن هذا الفن "مظلوم" في ثقافتنا، وأشار إلى أن الفن التشكيلي لا يختلف عن أي مجال إبداعي آخر يتطلب التخصص والموهبة، فلا يمكن لأي شخص لا يجيد الغناء أن يصعد المسرح، ولا لأي شخص لا يجيد الرقص أن يؤدي على خشبة المسرح.
وانتقد غياب البرامج التلفزيونية المتخصصة في الفن التشكيلي على القنوات الرئيسية التي تحظى بمشاهدة واسعة، مشددًا على أهمية وجود إعلاميين متخصصين ومثقفين في هذا المجال. واعتبر أن هذا الدور يقع على عاتق وزارة الثقافة ووزارة الإعلام لرفع الوعي بالفن التشكيلي وتقديم صورة حقيقية عنه للجمهور.
رسالة الفنانة الدينماركية لـ مها الصغير
ووجهت رسالة لمها الصغير قائلة: "لكن مها الصغير، وهي مؤثرة مشهورة ومقدمة برامج تلفزيونية ومصممة، نسيت أن تفعل ذلك. بدلًا من ذلك، تدعي أنها رسمت اللوحة "صنعت لنفسي بعض الأجنحة" التي رسمتها في عام 2019، بما في ذلك أعمال ثلاثة فنانين آخرين - في برنامج منى الشاذلي الحواري".

وقالت ليزا: "إن نسخ أعمال الآخرين شيء، ولكن التقاط صورة للوحة الفعلية التي رسمها شخص آخر، والاستيلاء على ملكيتها العامة... هذا جديد بالنسبة لي. ومع ذلك، اخترت أن أعتبر ذلك مجاملة كبيرة أن مها الصغير تحب عملي كثيرًا، لدرجة أنها تريد بالفعل ارتكاب جريمة (وفقًا للقانون المصري والدولي واتفاقية برن) باستخدامها للعلامة التجارية والترويج لنفسها".
وأضافت ليزا لاخ نيلسن "لكن بما أن مها والعاملين في القناة يرفضون الرد على محاولاتي للتواصل معهم، لأُعبّر لهم عن تقديري، فسأغتنم هذه الفرصة لإعادة نشر اللوحة، التي رأيتها تُستخدم عدة مرات على وسائل التواصل الاجتماعي كرمز للنضال من أجل الحرية في جميع أنحاء العالم (وهو أمر أفتخر به حقًا!).
وأوضحت ليزا لاخ نيلسن "دعونا نقول بصوت عالٍ: ليس من المقبول أخذ العمل الذي بذل الآخرون جهدًا كبيرًا في صنعه، واستخدامه للترويج أو كسب المال لنفسك دون دفع أو حتى ذكر اسم الفنان الأصلي! هذا ليس انتهاكًا للقانون فحسب، بل أيضًا للشخص الذي بذل روحه ووقته في العمل. في الوقت نفسه، أود أن أذكر أنني منحت بوبي سبارو الإذن باستخدام الصورة كغلاف لكتابها الشعري... ببساطة لأن بوبي شخص لطيف وقد طلبت مني ذلك بلطف".
ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.
تابع موقع فيتو عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر قناة (واتساب) اضغط هــــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هــــــــنا
