امتحان المطر والأعاصير.. هل لدينا خطة طوارئ؟!
فجأة ودون مقدمات ضربت القاهرة وعدة محافظات موجة أمطار جارفة أمس الأول، وهنا ظهرت الأزمة. فما إن هطلت زخات كثيفة لبضع دقائق في مناطق متفرقة من القاهرة الكبرى، حتى تحولت بعض الشوارع إلى برك، وتوقفت الحركة، وطفحت المجاري، في أماكن عديدة مثل مدينة نصر، الشروق، بدر، وغيرها من المدن الجديدة، غرقت في مشهد متكرر صار مألوفًا ومُرًّا في آنٍ معًا.
أما الوعود بالخطة المسبقة والاستعداد الكامل، فبقيت حبيسة التصريحات لا الأفعال. هكذا تثبت كل موجة مطر أن ما لدينا لا يُسمّى بنية تحتية، بل هشاشة مغطاة بالإعلانات.
والسؤال: ماذا نفعل إذا وجدنا أنفسنا، لا قدر الله، في مواجهة سيول وأعاصير كالتي تضرب أمريكا أو اليابان أو غيرهما من البلدان الواقعة في حزام التقلبات والكوارث الطبيعية؟!
مشكلتنا الحقيقية تبدأ من غياب شبكة مستقلة لصرف مياه الأمطار، فلا وجود في معظم المدن المصرية، القديمة منها والحديثة، لخطوط مخصصة تتعامل مع مياه السماء. كل ما يحدث هو الاعتماد على شبكة صرف صحي، مصممة من الأساس لمياه الاستخدام المنزلي، لا للأمطار أو السيول.
هذا النموذج ليس فقط غير عملي، بل كارثي، إذ يؤدي في كل مرة إلى انفجار الشبكات، وتعطل محطات الطرد، وارتداد المياه إلى الداخل. في دول العالم التي تشهد مناخًا مشابها، يجري الفصل التام بين شبكتي الصرف، وتُصمم المحطات والأنابيب لتحمل الضغط الموسمي، أما هنا، فكل مطرة تكشف عن ضعف الاستعداد لكل ما بُني على عجل وبأقل تكلفة.
الطرق نفسها، والتي يُفترض أنها خضعت لكود إنشائي حديث، تفتقر إلى ميول هندسية صحيحة تساعد على تصريف المياه. بالوعات الأمطار -إن وُجدت- إما أن تكون قليلة العدد، أو موضوعة في مواقع خاطئة، أو مسدودة بالردم ومخلفات البناء..
يتكرر مشهد الارتباك وتراكم مياه الأمطار في مطالع الكباري، مع اختلاف الأماكن فقط، وكأننا لا نملك ذاكرة، ولا ملفات توثق ما يحدث في كل شتاء.. وبدلًا من أن يكون المطر نعمة في بلد يقع تحت خط الفقر المائي يصعب نقمة وبلاء وخسائر وشلل في الحياة؟!
في مواجهة هذه الكوارث الصغيرة المتكررة، يبدو غياب خطة الطوارئ أكثر إيلامًا من غياب البنية التحتية نفسها. حين تعلن هيئة الأرصاد الجوية عن احتمال سقوط أمطار، لا تتحرك المحافظات إلا بعد وقوع الضرر.
لا يتم نشر سيارات الشفط، ولا تجهيز فرق تدخل سريع، ولا تفعيل خطوط ساخنة قادرة على المتابعة. وما يزيد الطين بلّة، أن محطات الطرد نفسها، وهي المفترض أن تكون الخط الأول في التصدي لأي ارتفاع في منسوب المياه، تتوقف أحيانًا عن العمل بحجة انقطاع الكهرباء أو الضغط الزائد، مما يعكس هشاشة في الأنظمة، وسوءًا في الصيانة، وغيابًا في التدريب على سيناريوهات الأزمات.
والسؤال: ماذا ينقصنا للتعامل مع الطوارئ وخصوصًا الأمطار والسيول والأعاصير؟! والجواب: المطلوب ليس معجزة، بل خطة واقعية تتدرج في التنفيذ، تبدأ من المناطق الأشد تضررًا، وتعمل على إنشاء شبكة قومية لصرف الأمطار وفق معايير هندسية حديثة.
يجب الفصل التام بين الصرف الصحي ومياه الأمطار، وتحديث محطات الرفع والطرد، وتدريب العاملين على التحرك الفوري، لا الانتظار حتى تغرق الشوارع. لابد من رقابة صارمة على تنفيذ الطرق، ومراجعة الكود الإنشائي ليتماشى مع متغيرات المناخ، ومحاسبة كل من يوقع على مشروع لا يصمد أمام أول سحابة.
الأمطار ليست عدوًا، بل إنذار موسمي بأن شيئًا ما في جسد المدينة مريض. وإن لم نُعالج السبب، فسنظل نحمل المناشف ونجري خلف المياه، ونكتب منشورات الغضب كل عام، كأننا نفاجأ لأول مرة أن المطر ينزل من السماء.
وزير الإسكان والمجتمعات العمرانية الجديدة لابد ان يتحرك ويبحث عن حلول جديدة من خارج الصندوق، ولا يجب تحميل كل شيء علي رؤساء المدن الجديدة، وهم برءاء من التصميم الخطأ لشبكات الصرف.
ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.
تابع موقع فيتو عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر قناة (واتساب) اضغط هــــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هــــــــنا
