رئيس التحرير
عصام كامل

أبناء بلا قلوب.. وقائع صادمة لجرائم قتل الآباء على أيدي فلذات الأكباد.. واعظة أزهرية: انعدام الوازع الديني السبب.. وأخصائية نفسية: التجارب القاسية دافع رئيسي

حبس متهم
حبس متهم
18 حجم الخط

بر الوالدين والنهي عن عقوقهما أمر أوصت به جميع الأديان السماوية، تقديرا لمكانة الآباء والأمهات، وبالرغم من ذلك، وجدت ظاهرة عقوق الأبناء للآباء، مكانا لها في المجتمع المصري، بل وصل الأمر إلى ما هو أبشع، فهناك أبناء منزوعي القلوب، أقدموا بدم بارد على قتل آبائهم دون أن تأخذهم بهم رحمة أو شفقة، لاسيما في الفترة الأخيرة،  ففي منطقة إمبابة أقدم شاب وفتاة على التخلص من والدتهما المريضة بشلل نصفي.

وفي محافظة الشرقية أقدم شاب على قتل والدته والشروع في قتل والده وشقيقته.

وفي شبرا الخيمة قتل شاب والده بسبب الخلاف على توك توك.

آخر الجرائم 

وفي وقت سابق أحالت نيابة الخليفة عامل توصيل طلبات قتل والده أثناء الصلاة طعنًا بالسكين إلى محكمة الجنايات. 

وكذلك شهدت إحدى قرى مركز أبو حماد بمحافظة الشرقية، جريمة مروعة في أول أيام عيد الأضحى، حيث أقدم شاب مضطرب نفسيًا على قتل والدته وإصابة والده وشقيقته بجروح خطيرة، وذلك بعد ساعات قليلة من خروجه من مصحة نفسية لعلاج الإدمان.

وفي وقت سابق ألقت الأجهزة الأمنية بمديرية أمن أسوان، القبض على شاب مدمن للمخدرات، بعد ارتكابه جريمة قتل والده المسن، مع التمثيل بجثته وقطع رأسه، تحت تأثير المخدرات.

 كل تلك الجرائم الصادمة وأكثر تمثل جرس إنذار للمجتمع، فما الذي تغير في طبيعة المجتمع ومن المسئول عن جحود الأبناء؟ هل الآباء سبب رئيسي فيه؟ وما حكم الدين في هذه الوقائع المؤسفة!

ترصد فيتو في السطور التالية حكم الدين ورأي الطب النفسي في جرائم قتل الأبناء لآبائهم. 

انعدام الوازع الديني وعدم تربية الأبناء

قالت الداعية نيفين مختار الواعظة بوزارة الأوقاف مستنكرة تلك الجرائم “انعدام الوازع الديني والفضائل الجوهرية بسبب عدم التربية السليمة منّ الآباء وأن بعض الشباب المرتكبة لتلك الجرائم الصعب تقبلها إنسانيا هم من المراهقين وهي جرائم وصفتها بأنه لا يقبلها عقل ولا دين”.

وتساءلت: "كيف يتغير الوضع من أبن يتحول لقاتل والده! ومن المفترض إن يتم شعور الابن أو الأب بالأمان كلاهما مع بعض..كيف يتحول ذلك الأمان لرعب يقذف في قلوب الآباء من الأبناء!".

المخدرات القاتل الصامت !

وأكدت مختار لـ فيتو أن هناك خللا في علاقة الآباء بالأبناء يمكن أن يكون خللا نفسيا أو خللا ماديا أو اجتماعيا، ووجود صديق سوء والقاتل ببطء للشباب وهو "المخدرات".

عدم الخوف من الله!

وأشارت  الواعظة بوزارة الأوقاف إلى أن التفسير الوحيد لتنفيذ هؤلاء الشباب لتلك الجرائم البشعة هو عدم الخوف من الله وعدم وجود تربية دينية سليمة كذلك عدم معرفتهم بحدود العلاقة  بين الابن ووالديه التي وصفها الرسول صلى الله عليه وسلم بقوله: “الوالد أوسط أبواب الجنة، فإن شئتَ فأضع ذلك البابَ أو احفظه”.

الآباء مسئولون عن جحود أبنائهم بهم

وعن المسئول عن فعل الجحود قالت نيفين مختار الواعظة بوزارة الأوقاف إن الآباء الذين لا يعلمون أبنائهم تعاليم كتاب الله وسنة رسوله هم الذين قاموا بفعل الجحود قبل أبنائهم، فالأولاد رعية وكل مسئول عن رعيته.

الطب النفسي وجرائم لا يصدقها عقل

قالت منى درويش أخصائي الطب النفسي، إن جرائم قتل الأبناء لآبائهم تثير مشاعر عميقة من الصدمة وعدم التصديق في المجتمع، لأنها تضرب في أقدس الروابط الإنسانية وهي رابطة الدم.

جذر نفسي عميق قديم وصراعات نفسية

وأضافت درويش: لكن على الرغم من بشاعة الحدث، التعامل النفسي مع مثل هذه الحالات يستلزم نظرة أعمق من مجرد الحكم الأخلاقي أو القانوني،فتلك الحوادث الغريبة فطريا غالبًا لا تبدأ بسلوك عنيف، بل بجذر نفسي قديم – بمعنى جذر ينمو في صمت، في غياب الدعم النفسي، وفي حضور تراكمي لصراعات نفسية غير محلولة.

مسئولية الجرائم لا تقع على عاتق الآباء!

وأوضحت درويش، أن المسؤولية في تلك الجرائم لا تقع بالكامل على عاتق الآباء، وليس كل أب أو أم وقع له هذا المصير كان شخص مؤذٍ.. بل أحيانًا بيكون الوالدين بذلوا أقصى ما يمكنهم، لكن البيئة الأوسع "المجتمع"، و"الإعلام"، وكذلك غياب ثقافة التعبير عن المشاعر، الوصم المرتبط بالمرض النفسي – كل هذا وأكثر من العوامل التي ساهمت إن الشباب لا يجدون ملجأ مناسبا لصراعتهم الداخلية.

تجارب نفسية قاسية داخل الأسرة

وأكدت درويش: مع ذلك، لا يمكن تجاهل إن بعض الأبناء مرّوا بتجارب نفسية قاسية داخل الأسرة من عنف جسدي أو لفظي مزمن أو تحكّم مَرَضي أفقدهم الإحساس بذاتهم أو حتى تهميش عاطفي مستمر خلى العلاقة بين الطرفين تنهار على المستوى الإنساني.

تقارير رسمية نفسية توضح أمراض مرتكبي تلك الجرائم

وأوضحت أن بعض مرتكبي تلك الجرائم الأسرية المريبة – وهذا مؤكد من تقارير نفسية رسمية – كانوا يعانون من اضطرابات ذهانية، أو انفصال عن الواقع، أو حالات من الجمود الانفعالي الناتج عن كبت طويل جدًا وهذا هو السياق الذي يحوّل الألم النفسي لسلوك مدمر.

وأكملت درويش توضيحها قائلة: الحقيقة التي يجب ان  نواجهها كمجتمع هي "القتل لا يحدث في لحظة، القتل بيبدأ من أول مرة الطفل قال “أنا موجوع” وتم تجاهله من جانب الاباء، أو من شباب حس إن وجودك مثل عدمه.

وطرحت منى درويش المعالجة النفسية سؤالا “أين كنا جميعا – كعائلة ومدرسة ومجتمع – منذ البداية؟”.

وأكدت درويش أنه يجب مراجعة البنية النفسية التي جعلت إنسان يصل لدرجة الانفصال التام عن أضعف رابطة ممكنة في الوجود وهي رابطة الأبوة.

واختتمت أخصائي الطب النفسي، حديثها قائلة: “تلك الحوادث  ليست حوادث فردية، لكنها أعراض لمجتمع ما زال غير  قادر علي توفير مساحة آمنة للتعبير، ويجب إن يستوعب المجتمع أن تلك الجرائم ما هي إلا إشارات إنذار إن هناك مشكلة سلوكية ونفسية يجب معالجتها منذ الصغر”.

ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.

تابع موقع فيتو عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر قناة (واتساب) اضغط هــــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هــــــــنا

الجريدة الرسمية