قصة أم معبد ووصفها للرسول وهل أسلمت
في طريق الهجرة إلى المدينة وبعد إحساس الرسول بالأمن والابتعاد عن مكة مر النبي وصاحبه بخيمة أم معبد، وأم معبد الخزاعية هي عاتكة بنت خويلد بن خالد، كانت امرأة عجوزا كبيرة، تسقي وتطعم من يمر بها في طريق المسافرين وتكرم الضيوف، وكان لـأم معبد الخزاعية، موقف مشرف مع نبي الله -عليه الصلاة والسلام- سجله لها التاريخ ودونته كتب السيرة النبوية.
وخلال السطور التالية نستعرض بعضا من قصة أم معبد ووصفها للرسول.

الطريق إلي أم معبد
كانت أم معبد تقيم في خيمة على الطريق الواقع بين مكة المكرمة والمدينة المنورة، وكانت تقطن في واد يسمى وادي قديد، وهو واد صغير تقيم فيه بعض القرى، ويسكنه بنو خزاعة، ويأتي قبل منطقة رابغ، وهذا الوادي يبعد عن الطريق المعبدة والمعروفة حاليا بين مكة والمدينة ما يقارب ثمانية كيلو مترات، وأم معبد اسمها عاتكة بنت كعب الخزاعية، وأخوها خنيس بن كعب الخزاعي،واسم أبي معبد -أكثم- قاله أبو الفتح الأزدي الموصلي في كتابه أسماء من يعرف بكنيته.
قصة أم معبد
وروى البيهقي وغيره عن أخي أم معبد خنيس صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: لما خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومعه أبو بكر، وعامر بن فهيرة، وابن أريقط يدلهم على الطريق مروا بقديد – على أم معبد: عاتكة بنت خالد بن خليد الخزاعية، وكانت برزة، جلدة، تحتبي بفناء القبة، ثم تسقي وتطعم من يمر بها، وكان القوم مرملين مسنتين، فسألوها: هل عندها لبن أو لحم يشترونه منها فلم يجدوا عندها شيئا، وقالت: والله لو كان عندنا شيء ما أعوزكم القرى.
فنظر رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى شاة في كسر الخيمة خلفها الجهد عن الغنم، فسألها رسول الله صلى الله عليه وسلم: «هل بها من لبن» ؟ فقالت: هي أجهد من ذلك، فقال: «أتأذنين لي أن أحلبها ؟ فقالت: نعم بأبي أنت وأمي إن رأيت حلبا فاحلبها، فدعا بالشاة فاعتقلها، ومسح ضرعها- وفي رواية وظهرها- وسمى الله- وفي رواية: ودعا لها في شائها- فتفاجت، ودرت، ودعا بإناء يربض الرهط، فحلب فيه ثجا، وسقى القوم حتى رووا، وسقى أم معبد حتى رويت، ثم شرب آخرهم وقال: «ساقي القوم آخرهم شربا» ثم حلب فيه مرة أخرى فشربوا عللا بعد نهل، ثم حلب فيه اخرا، وغادره عندها. وفي رواية أنه قال لها أن «ارفعي هذا لأبي معبد إذا جاءك» – ثم ركبوا، وذهبوا.
وصف أم معبد للرسول
فقلما لبث أن جاء أبو معبد زوجها يسوق أعنزا عجافا، يتساوكن هزلا لا نقي بهن، فلما رأى اللبن أبو معبد عجب، وقال: ما هذا يا أم معبد؟ أنى لك هذا؟! والشاء عازب، حيال ولا حلوب بالبيت، فقالت: لا- والله- إلا أنه مر بنا رجل مبارك فمن حاله كذا، وكذا، فقال: صفيه يا أم معبد، فقالت:رأيت رجلا ظاهر الوضاءة، مبلج الوجه، حسن الخلق، لم تعبه ثجلة، ولم تزر به صعلة، وسيم قسيم، في عينيه دعج، وفي أشفاره وطف، وفي صوته صحل، أحور، أكحل، أزج، أقرن، شديد سواد الشعر، في عنقه سطح، وفي لحيته كثاثة، إذا صمت فعليه الوقار، وإذا تكلم سما وعلاه البهاء، وكأن منطقه خرزات نظم يتحدرن، حلو المنطق، فصل، لا نزر، ولا هذر، أجهر الناس، وأجمله من بعيد، وأحلاه وأحسنه من قريب، ربعة لا تشنؤه من طول، ولا تقتحمه عين من قصر، غصن بين غصنين، فهو أنضر الثلاثة منظرا وأحسنهم قدرا، له رفقاء يحفون به، إذا قال استمعوا لقوله، وإذا أمر تبادروا لأمره محفود محشود، لا عابس، ولا مفند.
فقال أبو معبد: هذا والله صاحب قريش، لو رأيته لاتبعته، ولأجهدن إن وجدت إلى ذلك سبيلا.

مكافأة النبي لأم معبد
وقد روي أنها كثرت غنمها ونمت حتى جلبت منها جلبا إلى المدينة، فمر أبو بكر، فراه ابنها فعرفه، فقال: يا أمه هذا الرجل الذي كان مع المبارك، فقامت إليه فقالت: يا عبد الله من الرجل الذي كان معك؟ قال: أو ما تدرين من هو؟ قالت: لا، قال: هو نبي الله، فأدخلها عليه، فأطعمها رسول الله صلى الله عليه وسلم وأعطاها-
وفي رواية: فانطلقت معي وأهدت لرسول الله صلى الله عليه وسلم شيئا من أقط ومتاع الأعراب، فكساها وأعطاها، قال: ولا أعلمه إلا قال: وأسلمت.
هل أسلمت أم معبد؟
اختلفت الروايات أنها أسلمت على الفور قبل أن يغادر خيمتها ورواية آخرى تقول إنها وزوجها هاجرا للمدينة ثم أسلمت ويقال إنه في عهد خلافة عمر بن الخطاب خرجن نساء النبي للحج فقالت رأيت يتقدم الركب عثمان بن عفان وليعد الناس عن نساء النبي وكذلك عبدالرحمن بن عوف في آخر الركب ليبعد الناس ولما نزلنا أستر عليهن بالشجر من كل ناحية.
وقالت بكيت وقلت لهن ذكرت رسول الله ﷺ بهذا الموضع فبكين فعرفني وأكرمني ورحبن بي وقالن إذا أخرج آمير المؤمنين العطاء فأقدمي وأعطين كل واحدة منهن خمسين دينارا وكن سبعة.
ويقال أيضا أنها عاشت إلى نهاية خلافة الخليفة عمر بن الخطاب ولم يحدد التاريخ، تاريخ وفاتها ولكن ذكراها تبقى مع ذكر الهجرة أو كلما ذكرت صفات النبي ﷺ رضي الله عنها وأرضاها.
وقد ذكرها الحافظ بن حجر في كتابه الإصابة من جملة صحابة النبي صلى الله عليه وسلم إذ قال: (أم معبد الخزاعية التي نزل عليها النبي صلى الله عليه وسلم لما هاجر مشهورة بكنيتها، واسمها عاتكة بنت خالد...).
وقال أيضا: (وفي آخره –أي حديث أم معبد، عند البغوي قال عبد الملك بلغني أن أم معبد هاجرت وأسلمت، قال البخاري هذا مرسل. وأبو معبد مات قبل النبي صلى الله عليه وسلم.
ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.
تابع موقع فيتو عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر قناة (واتساب) اضغط هــــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هــــــــنا
