رئيس التحرير
عصام كامل

كيف صعدت الجماعة وسقطت في أسبوع؟ كواليس الأيام الأخيرة في عمر الإخوان.. قصة الخطاب الغريب لمرسى ضد المعارضة.. والاستعدادات الخفية لـ اعتصام رابعة

مظاهرات المطالبة
مظاهرات المطالبة بـ رحيل مرسي، فيتو
18 حجم الخط

كما يقول علم السياسة لا أحد يسقط فجأة، لذا لا يصدق عاقل أن جماعة الإخوان سقطت عن الحكم بألاعيب وتدابير شيطانية في 3 يوليو 2013، كما تروج أبواقها والمحسوبين عليها، بل بدأت رحلتها نحو الهاوية قبلها بأشهر، وكانت الأيام الأخيرة أحد أهم شواهد هذا السقوط المدوي.

ولكي نفهم ما جرى في الأسبوع الأخير من عمر حكم الإخوان، لا بد أن نرجع خطوة للخلف تشرح كيف صعدوا.. ولماذا سقطوا بتلك السرعة غير المتوقعة حتى من أشرس أعدائهم. 

وفي ذكرى 30 يونيو، ترصد «فيتو» في سلسلة تحقيقات متواصلة، كيف سقطت جماعة الإخوان في اختبار السلطة، بعد أن اختزلت الدولة في جماعة، واستبدلت حلم الدولة المدنية الحديثة بدولة التنظيم، دون أن تفهم ما هي أوجاع الشارع المصري وأولوياته وخطوطه الحمراء، وكيف خرج المصريون لإنقاذ الدولة. 

من مبارك إلى الميدان، ثورة بلا قيادة

حين اندلعت شرارة ثورة 25 يناير عام 2011، لم تكن جماعة الإخوان في مقدمة المشهد، بل على النقيض، تراجعت ومنعت أنصارها من الالتحاق بالثورة، إلا بعد رؤية ملامح انهيار نظام مبارك، لذا تأخرت وراقبت، ثم دخلت على استحياء، خشية المواجهة المباشرة مع النظام.

وبعد تنحى مبارك، بدا أن الفراغ السياسي يمنح الجماعة فرصة تاريخية، إذ كانت القوى الثورية والحزبية التي دعت وقادت المشهد تفتقد للتنظيم والخبرة، في الوقت الذي كانت الجماعة تنفرد بامتلاك آلة تنظيمية ضخمة، استثمرت فيها على مدار عقود، وشكلت شبكات شديدة التعقيد كانت تقدم كل ألوان الدعم الاجتماعي والاقتصادي وخاصة للفئات الأكثر احتياجا، التي استخدمتهم لاحقا في تعزيز فرصها في كل انتخابات فازت بها. 

الإعلان الدستوري، أول مسمار في نعش مشروع الإخوان 

في مارس 2011، ظهر أول مسمار في نعش المشروع الإخواني، حين أصرت الجماعة على تفتيت وحدة الصف بالترويج للإعلان الدستوري، الذي كشف عن أول اختلال في ميزان القوة بين شركاء الميدان، وبينما رفضت الجماعة الوطنية مبدأ كتابة إعلان دستوري مؤقت، وطالبت بإعداد دستور جديد يشارك فيه كل فئات المجتمع، رفضت الجماعة وأنصارها وداعميها من جماعات وتيارات الإسلام السياسي.

وفي النهاية كان للجماعة ما أرادت واعتمد التصويت بـ «نعم» واستطاع الإخوان الانفراد بكتابة دستور على مقاسهم وحدهم، واستخدم التنظيم كل طرق التوظيف الديني غير المسبوق في التاريخ المصري للفوز بالمعركة، وحقق ما أراد.   

 

 

كان مشروع الهيمنة الإخواني قد اكتمل مع تأسيس حزب الحرية والعدالة، الذي مكنهم من إحكام قبضتهم على البرلمان وسيطروا فيه مع السلفيين على أغلبية مريحة في المجلس التشريعي ما يمنحهم حق الاستحواذ على مقدرات البلاد كما خيّل لهم   

طريق الإخوان إلى القصر، رئيس بلا مشروع

في يونيو 2012، أعلنت اللجنة العليا للانتخابات فوز رئيس حزب الحرية والعدالة محمد مرسي بنسبة 51.73%، وبدا انتصارًا تاريخيًا للإخوان، ولكن من اليوم الأول، ظهرت مفارقة خطيرة، فالرئيس لم يكن مرنًا بما يكفي ليحكم دولة، ولا قويًا بما يكفي ليقاوم مكتب الإرشاد، مع أنه في أول خطاب له وعد بأن يكون رئيسًا لكل المصريين، لكن سلوك إدارته سارت في الاتجاه المعاكس.

تم تعيين 13 محافظًا من خلفيات إخوانية أو محسوبة عليهم، وعزل رؤساء الصحف القومية، وتعيين أعضاء من الجماعة، ودخل الإخوان في صدامات متكررة مع السلطة القضائية، كما أصدروا إعلانا دستوريا في نوفمبر 2012، يمنح الرئيس صلاحيات غير مسبوقة، ويجعل قراراته محصنة من الطعن بحسب المستشار زكريا عبد العزيز، أحد ألمع وجوه القضاة بعد الثورة الذي قال: «مرسي لم يفهم أنه رئيس دولة، وظن نفسه مرشدًا بأمر الواقع». 

بدأ الغليان يظهر تدريجيًا، ووصل إلى أعلى درجات الفوران مع ظهور أزمات اجتماعية معقدة لم تستطع الجماعة مواجهتها، من طوابير على محطات البنزين، إلى انقطاعات مستمرة في الكهرباء، لـ أزمة دولار مزمنة، والتهاون مع الإرهاب في سيناء، وأخيرًا الفجور في الخصومة مع الإعلام والنخبة.

وردًا على كل هذه التوترات، ظهرت حركة «تمرد» في منتصف عام 2013، وتصدر صفوفها شباب من خارج الأحزاب، بدأوا بجمع توقيعات لسحب الثقة من الرئيس، وبحلول شهر يونيو، أعلنوا جمع أكثر من 15 مليون توقيع، وبدلا من قراءة المشهد بذكاء سياسي ومحاولة لم الشمل والعودة للخلف، بدأت الجماعة في حشد لاعتصام عرف باسم  «دعم الشرعية» وتجهيز خطة لم تخلو من تهديدات بالعنف لمواجهة أي محاولة تهدف لإسقاط الرئيس سياسيًا.  

السبت 22 يونيو، خطاب الانفصال عن الواقع

وفي واحدة من أخطر لحظات الأسبوع الأخير في عمر الحكم الإخواني، صعد الرئيس مرسي المنصة في قاعة المؤتمرات بمدينة نصر، ليلقي خطابًا من 160 دقيقة، أصبح بعدها حديث الشارع، واتهم مرسي علنًا أكثر من 20 قاضيًا بالفساد، وهاجم الإعلام «الممول» واتهمه بتشويه الحقائق، وتحدث عن فلول النظام والثورة المضادة، وهدد بمحاسبة من أسماهم «الذين يقفون ضد الشرعية».

وجاء رد الفعل الشعبي مناسبا للتهديدات الإخوانية، إذ تحول الخطاب إلى مادة ساخرة على مواقع التواصل، وخرجت بيانات إدانة من نقابة الصحفيين، ونادي القضاة، وأحزاب المعارضة، وبدا أن هناك انزعاج من جميع فئات المجتمع من نبرة الاستعلاء التي تهدد بحرق الأخضر واليابس. 

ومع تصاعد الغضب، نشرت الصحف المصرية تصريحات على لسان مصادر داخل مؤسسة الرئاسة، يحذر فيها مستشارون للرئيس من أن الخطاب قد يؤدي إلى تصعيد سياسي غير مسبوق، لكن الجماعة كانت مصرة على المواجهة، بل وبدأت تجهيز اعتصام كبير في رابعة العدوية، استعدادًا لـ30 يونيو مما يعني أن الجماعة لم تكن ترغب في تجاوز الصراع السياسي، بل حاولت كسر المجتمع وقيادته رغما عن أنف الجميع، ومنذ ذلك اليوم، بدأت الدولة ـ بما فيها أطراف من داخل مؤسساتها ـ تنفض يدها عن الإخوان. 

ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.

تابع موقع فيتو عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر قناة (واتساب) اضغط هــــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هــــــــنا

الجريدة الرسمية