رئيس التحرير
عصام كامل

القيادة المصرية في مواجهة التحديات الإقليمية

18 حجم الخط

تشهد المنطقة العربية والشرق الأوسط حالة من التوترات المتصاعدة والصراعات المتشابكة التي باتت تهدد الأمن والاستقرار الإقليمي، ما يفرض على الدول الفاعلة اتخاذ مواقف حاسمة ومتزنة. وفي خضم هذه التحديات، تبرز القيادة المصرية كركيزة محورية في حفظ توازن القوى والعمل على تهدئة النزاعات وتفكيك بؤر التوتر، مستندة إلى رؤية استراتيجية تقوم على الحكمة السياسية، والتحرك الدبلوماسي الفعّال، وقوة الدولة الشاملة.


فمنذ سنوات، انتهجت مصر بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي سياسة خارجية تقوم على احترام سيادة الدول، ورفض التدخلات الخارجية، والعمل على حلول سلمية مستدامة للنزاعات. وقد تجلت هذه السياسة في مواقف واضحة إزاء الأزمات المتعددة، سواء في ليبيا أو السودان أو غزة، حيث حافظت القاهرة على موقف متوازن يجمع بين رفض التصعيد العسكري والسعي لتقريب وجهات النظر بين الأطراف المختلفة. 

وإذا تطرقت إلى القضية الفلسطينية، والتى تعد من أبرز الملفات، نجد القيادة المصرية لعبت دورا مخلصا وفعالا ومدافعا عن حقوق الشعوب. فمصر، باعتبارها جارة مباشرة للقطاع، سعت مرارًا لوقف إطلاق النار، وفتح معبر رفح لإدخال المساعدات، كما استضافت حوارات المصالحة الفلسطينية، وشاركت في الجهود الدولية لإعادة الإعمار، ما عزز من ثقة المجتمع الدولي في الدور المصري كقوة داعمة للسلام.

وفي ظل التحديات الأمنية على حدودها، استطاعت مصر بناء قوة عسكرية حديثة تُحسب إقليميًا ودوليًا، ليس بغرض التوسع، وإنما كقوة رادعة تحمي أمنها.

وتتحرك الدبلوماسية المصرية في مسارات متعددة، إذ تربطها شراكات استراتيجية مع قوى دولية كبرى، فضلًا عن تحالفات عربية فعالة. هذا التنوع في التحالفات منح مصر دورا واسعًا للتحرك والتأثير، بعيدًا عن سياسة المحاور والانحيازات الحادة.

وفي ملف سد النهضة، أظهرت القيادة المصرية قدرًا عاليًا من الصبر والدبلوماسية رغم التحديات، حيث اعتمدت على المسار التفاوضي والقانوني، وأثبتت تمسكها بحقوقها التاريخية في مياه النيل دون المساس بمصالح الشعوب الأخرى. كذلك، تعمل مصر على أن تصبح مركزًا إقليميًا للطاقة، مستفيدة من اكتشافات الغاز الطبيعي في البحر المتوسط، وشبكات الربط الكهربائي مع الدول المجاورة.

وفي ظل تصاعد التوتر بين إيران وإسرائيل، والذي بات يهدد باندلاع مواجهة إقليمية واسعة النطاق، تقف مصر في موقع  يتطلب قدرًا كبيرًا من الحنكة السياسية. فالصراع الجاري لا يقتصر على الجبهات العسكرية فحسب، بل يمتد إلى حسابات جيوسياسية تمس أمن المنطقة واستقرارها، بما في ذلك المصالح المصرية الاستراتيجية.

وفى الحقيقة منذ اللحظة الأولى، تبنت القيادة المصرية موقفًا متزنًا رافضًا لأي تصعيد عسكري قد يُجر المنطقة إلى حرب شاملة. مصر، دعت جميع الأطراف إلى ضبط النفس، محذرة من تداعيات الانزلاق إلى مواجهة مفتوحة تؤثر على الأمن الإقليمي برمّته. وقد صدرت عن وزارة الخارجية المصرية بيانات متكررة تؤكد على ضرورة الحلول السلمية وعدم المساس بسيادة الدول.

مصر لا تنظر إلى هذا الصراع من منظور إقليمي فحسب، بل تضع في الاعتبار أمنها القومي. ولذلك، فإنها تُبقي قواتها المسلحة على درجة عالية من الجاهزية، وتتابع تطورات الأحداث بدقة، مع تأكيدها المستمر أن البحر الأحمر، وسيناء، وحدودها الغربية والجنوبية، خطوط حمراء لا يمكن تجاوزها.

فموقف مصر من الصراع الإيراني الإسرائيلي تجسيدًا لرؤية سياسية عاقلة تدرك حجم المخاطر، وتسعى إلى تفادي كارثة إقليمية جديدة. ومع استمرار التصعيد في المنطقة، تبقى القاهرة صوت الحكمة، ومصدر الاتزان، التي يُعوّل عليها في تخفيف التوتر، وحماية مصالح الشعوب، والدفع نحو حلول تحفظ الأمن والسلم في واحدة من أكثر مناطق العالم اضطرابًا.


فقد أثبتت القيادة المصرية قدرتها على إدارة الملفات الإقليمية المعقدة بعقلانية وموضوعية، ما جعل من مصر لاعبًا أساسيًا ومؤثر في معادلات الشرق الأوسط. ومع استمرار التحديات، تظل حكمة القيادة المصرية في صون الاستقرار، وتعزيز السلام، وتحقيق المصالح الوطنية العليا دون التفريط في الثوابت.

ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.

تابع موقع فيتو عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر قناة (واتساب) اضغط هــــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هــــــــنا

الجريدة الرسمية