بالأحاديث، الأماكن التي يستحب زيارتها في المدينة المنورة وفضلها
تزخر المدينة المنورة بالعديد من الأماكن التاريخية التي كانت مقصدا للنبي الكريم ومأوى لأصحابه سواء في الحياة أو بعد الموت كما تحظى المدينة المنورة بالعديد من الآثار الدينية التي تهوى إليها أفئدة الكثيرين من محبي زيارة الأماكن المقدسة، وخلال السطور التالية نستعرض معكم الأماكن التي يستحب زيارتها في المدينة وفضلها
الأماكن التي يستحب زيارتها في المدينة المنورة
قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله تعالى: إن هناك خمسة أماكن في المدينة، المسجد النبوي، وقبر النبي صلى الله عليه وسلم، وقبرا صاحبيه، البقيع، شهداء أحد، مسجد قباء يستحب زيارتها وما عدا ذلك من المزارات في المدينة فإنه لا أصل له ولا يشرع الذهاب إليه... اهـ.ولا بأس بزيارة جبل الرماة للفرجة والاطلاع على مكان المعركة.

المسجد النبوي
بنى رسول الله ﷺ مسجده الشريف حينما وصل إلى المدينة مهاجرًا من مكة بعد بناء مسجد قباء، وشهد المسجد عدة توسعات عبر التاريخ؛ وهو مهيأ لاستقبال الزوار والمصلين على مدار اليوم، طيلة أيام السنة، والصلاة فيه تعدل أجر 1000 صلاة في غيره، وهو أحد المساجد الثلاثة التي يجوز السفر إليها بقصد العبادة.
يحتضن المسجد النبوي الكثير من الأماكن التاريخية والأثرية الواردة في السيرة النبوية منها:
• الروضة الشريفة: تقع في مقدمة المسجد النبوي، وتمتد من بيت رسول الله إلى منبره، قال النبي ﷺ: (ما بين بيتي ومنبري روضة من رياض الجنة).
• المحراب النبوي: مقام النبي ﷺ في مصلاه، ويرجع بناء المحراب الموجود حاليا إلى سنة 888هـ، وقد رمم في عهد الملك فهد رحمه الله سنة 1404هـ.
• المنبر النبوي: يقع غربي المحراب النبوي، وقد غُير مرات عديدة، والمنبر الموجود حاليا ويعود تاريخه إلى سنة 998هـ، وبه اثنتا عشرة درجة.
• الحجرة الشريفة: هي بيت النبي ﷺ الذي كان يقيم فيه مع عائشة رضي الله عنها، بها دفن النبي ﷺ وصاحباه أبو بكر وعمر رضي الله عنهما، وقد ألحقت الحجرة بالمسجد النبوي في عهد الخليفة الوليد بن عبدالملك.
• الصُّفَّة: مكان خلف الروضة، تركه النبيُّ مسقوفًا بعد تحويل القبلة، كان يأوي إليه الفقراء من المهاجرين.
• الأساطين: وهي الأعمدة التي يرتكز عليها سقف الروضة، وكانت في العهد النبوي من جذوع النخل، وكل أسطوانة فيها مرتبطة بأحداث تاريخية ووقائع إسلامية.
آداب زيارة المسجد النبوي:
• الدخول إليه متطهرًا، طيب الرائحة، مع المشي بسكينة ووقار.
• الدخول بالرجل اليمنى وقول: اللهم افتح لي أبواب رحمتك.
• صلاة ركعتي تحية المسجد، والإكثار من الدعاء والذكر وقراءة القرآن.
• زيارة الروضة الشريفة والصلاة فيها.
• زيارة قبر النبي ﷺ والسلام عليه وعلى صاحبيه.

الحجرة النبوية
يبرز شرق المسجد النبوي في المدينة المنورة الحجرة النبوية التي يطلق اسمها على بيت النبي - صلى الله عليه وسلم -، حيث كان صلوات الله عليه يُقيم فيه مع أم المؤمنين عائشة بنت أبي بكر الصديق - رضي الله عنهما -و قد أكرم المولى تعالى عائشة - رضي الله عنها - بأن جعل في حجرتها قبر النبي - صلى الله عليه وسلم - وصاحبيه أبي بكر الصديق، وعمر الفاروق - رضوان الله عليهما -.
وكان يفتح باب الحجرة النبوية على الروضة الشريفة، ولما انتقل النبي - صلى الله عليه وسلم - إلى الرفيق الأعلى كان في حجرة عائشة، وتبادل الصحابة الرأي في المكان الذي يُدفن فيه رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقال أبو بكر الصديق - رضي الله عنه - أنه سمع حديثًا من رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إن كل نبي يُدفن حيث قبض" فدفن في هذه الحجرة وكان قبره في جنوبي الحجرة الشريفة.
وقد وردت آثار وأحاديث تفيد بأن الملائكة يحفون بالقبر الشريف ليلًا ونهارًا، ويصلون على النبي صلى الله عليه وسلم، كما في الدارمي والبيهقي.
وتروي كتب السيرة أن أم المؤمنين عائشة -رضوان الله عليها- كانت تُقيم في الجزء الشمالي منها، ليس بينها وبين القبر ساتر، فلما توفي الصديق -رضي الله عنه- أذنت له أن يُدفن مع النبي -صلى الله عليه وسلم-، فدُفن خلف النبي بذراع، ورأسه مُقابل كتفيّه الشريفين، ولم تضع عائشة -رضي الله عنها- بينها وبين القبرين ساترًا، وقالت: "إنما هو زوجي وأبي".
وبعد أن توفي الفاروق عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- أذنت له بأن يُدفن مع صاحبيه، فدفن خلف الصديق بذراع، ورأسه يقابل كتفيه، فعند ذلك جعلت عائشة -رضي الله عنها- ساترًا بينها وبين القبور الشريفة، لأن عمر ليس بمحرم لها فاحترمت ذلك حتى بعد وفاته -رضي الله عنهم جميعًا- وقد مرت الحجرة النبوية بالعديد من الإصلاحات والترميمات.

مقابر البقيع
أشهر المقابر على مستوى العالم الإسلامي، وتعد المقبرة الرئيسية لأهل المدينة المنورة منذ عهد النبي صلى الله عليه وسلم، حيث دفن فيها رفات أهل المدينة ومن توفى فيها من المجاورين والزائرين أو نقل جثمانهم على مدى العصور الماضية، وفى مقدمهم آل بيت النبي صلى الله عليه وسلم وصحابته الكرام، وقد دفن بها شيخ الأزهر الراحل الدكتور محمد سيد طنطاوي الذي وافته المنية في الرياض
تقع مقبرة البقيع شرق المسجد النبوي الشريف، وقد دفن بها أكثر من عشرة آلاف صحابي، منهم ذو النورين عثمان بن عفان ثالث الخلفاء الراشدين وآل بيت النبي صلى الله عليه وسلم، وأمهات المؤمنين زوجات النبي صلى الله عليه وسلم عدا السيدة خديجة والسيدة ميمونة رضوان الله عليهما. كما دفنت فيها ابنته فاطمة الزهراء، وابنه إبراهيم، وعمه العباس، وعمته صفية، وزوجته السيدة عائشة بنت أبي بكر الصديق، وحفيدة الحسن بن علي، وكذلك على بن الحسين ومحمد الباقر وجعفر الصادق.
وقد سمي البقيع بـبقيع الغرقد; نسبة إلى نبات العوسج، وهو الذى كان، تبعًا للروايات التاريخية، ينتشر فى أرضه، ولم تكن بقيع الغرقد المقبرة الوحيدة فى المدينة المنورة قبل الإسلام، بل هناك عدة مقابر متفرقة، ولم تكن البقيع ذا شأن عن غيرها حتى اتخذها الرسول صلى الله عليه وسلم مقبرة للمسلمين بأمر الله تعالى. وأول من دفن فى المقبرة من المهاجرين عثمان بن مظعون رضى الله عنه.
وكان بقيع الغرقد خارج المدينة المنورة تحيط به المزارع من جهات الشمال والجنوب والشرق فيما كان يفصله عن المسجد النبوي مساكن ودور الأغوات.
وبقيع الغرقد- حسبما يقول عدد من أهالى المدينة المنورة- كان عبارة عن فضاء لا يتجاوز 80 مترًا طولًا ومثله عرضًا، وتبلغ مساحة بقيع الغرقد حاليا فى آخر توسعة لها١٨٠ ألف متر مربع.
وهذه المقبرة يقصدها سنويًا كل الحجاج والمعتمرين بالزيارة تأسيًا بالنبي صلى الله عليه وسلم حيث كان يزورها ويخرج ليلًا ونهارًا ويدعو ويستغفر لأهله. ولذا يشرع لمن قدم المدينة المنورة أن يأتى هذا البقيع ويسلم على أهله كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أمرت أن أدعو لهم
ووردت عن النبي صلى الله عليه وسلم أحاديث كثيرة صحيحة في فضل من يدفن فى البقيع ومن هنا يحرص كل من عاش فى المدينة المنورة أو جاورها أن يدفن فيها. ويقال أيضًا إن أهل هذه المقبرة هم أول من يحشر من مقابر الأرض بعد النبي صلى الله عليه وسلم وصاحبيه سيدنا أبي بكر وعمر رضي الله عنهما، وأيضًا أن الله يبعث من أهل بقيع الغرقد سبعين ألفًا وجوههم كالقمر ليلة البدر يدخلون الجنة بلا حساب.

مقبرة شهداء أحد
وقعت غزوة أحد في شهر شوَّال من السنة الثالثة من الهجرة النبوية، وذكرها الله عز وجل في نحو ستين آية من سورة آل عمران، واستشهد فيها سبعون صحابيًّا، وقد نزل فيهم قول الله تعالى: {وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ}(آل عمران:169)..
بعد انتهاء معركة أحد حمل بعض المسلمين قتلاهم إلى المدينة المنورة ليدفنوهم بها، فأتاهم منادي رسول الله صلى الله عليه وسلم يأمرهم بأن يُدْفَنوا حيث صُرِعوا، فعن جابر بن عبد الله رضي الله عنه قال: (أن قتلى أُحُد حُمِلوا من مكانهم، فنادى منادي رسول الله صلى الله عليه وسلم: أن ردوا القتلى إلى مصارعهم) رواه أحمد.
قال العلماء: هذا الأمر على الاستحباب، لا الوجوب، قال ابن قدامة: "ويستحب دفن الشهيد حيث قُتِل".
وقد كان رسول الله ﷺ يتعهد شهداء أُحُد بالزيارة بين الحين والآخر للسلام عليهم والدعاء لهم، وكان يرافقه بعض الصحابة في ذلك، ويقول لهم: (هذه قبور إخواننا). وعليه صارت زيارة المقبرة سنة وظل رسول الله ﷺ يزورهم حتى في مرضه الأخير الذي توفي فيه.
حكم زيارة جبل أحد ومقبرة شهدائه ومقابر البقيع
وردت العديد من الأحاديث والآثار في استحباب زيارة هذه المواطن منها ما يلي:
عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ طَلَعَ لَهُ أُحُدٌ فَقَالَ: «هَذَا جَبَلٌ يُحِبُّنَا وَنُحِبُّهُ، اللَّهُمَّ إِنَّ إِبْرَاهِيمَ حَرَّمَ مَكَّةَ وَإِنِّي حَرَّمْتُ مَا بَيْنَ لَابَتَيْهَا» أخرجه الشيخان.
وعنه أيضًا، قَالَ: صَعِدَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ إِلَى أُحُدٍ وَمَعَهُ أَبُو بَكْرٍ، وَعُمَرُ، وَعُثْمَانُ، فَرَجَفَ بِهِمْ، فَضَرَبَهُ بِرِجْلِهِ، قَالَ: «اثْبُتْ أُحُدُ فَمَا عَلَيْكَ إِلَّا نَبِيٌّ، أَوْ صِدِّيقٌ، أَوْ شَهِيدَانِ» أخرجه الإمام البخاري في "صحيحه".
عَنْ أم المؤمنين السيدة عَائِشَةَ رضي الله عنها، أَنَّهَا قَالَتْ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ -كُلَّمَا كَانَ لَيْلَتُهَا مِنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ- يَخْرُجُ مِنْ آخِرِ اللَّيْلِ إِلَى الْبَقِيعِ، فَيَقُولُ: «السَّلَامُ عَلَيْكُمْ دَارَ قَوْمٍ مُؤْمِنِينَ، وَأَتَاكُمْ مَا تُوعَدُونَ غَدًا، مُؤَجَّلُونَ، وَإِنَّا -إِنْ شَاءَ اللهُ- بِكُمْ لَاحِقُونَ، اللهُمَّ اغْفِرْ لِأَهْلِ بَقِيعِ الْغَرْقَدِ» أخرجه الإمام مسلم في "صحيحه".

مسجد قباء
أول مسجد في الإسلام، أسسه الرسول - صلى الله عليه وسلم - واختطه بيده عندما وصل إلى المدينة المنورة مُهاجرًا إليها من مكة المكرمة، وشارك في وضع أحجاره الأولى ثم أكمله الصحابة - رضوان الله عليهم- وكان الرسول المصطفى - صلى الله عليه وسلم - يقصد مسجد قباء بين الحين والآخر ليُصلي فيه، ويختار أيام السبت غالبًا ويحض على زيارته، ووردت في فضل المسجد والصلاة فيه العديد من الأحاديث النبوية الشريفة، ومنها: (من تطهّر في بيته وأتى مسجد قباء فصلى فيه صلاة فله أجر عمرة).
وتعاهد المسلمون مسجد قباء منذ تأسيسه بالرعاية والاهتمام نظرًا لمكانته، فهو من أكبر مساجد المدينة المنورة بعد الحرم النبوي الشريف، وتُقام فيه جميع الصلوات وصلاة الجمعة والعيدين، ويُعد مقصدًا لزوار وسكان المدينة المنورة، لفضل الصلاة فيه.
ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.
تابع موقع فيتو عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر قناة (واتساب) اضغط هــــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هــــــــنا
