قبل مناقشتها بالشيوخ.. تفاصيل دراسة عن كليات التربية في مصر
يناقش مجلس الشيوخ، خلال جلساته العامة الأسبوع المقبل، برئاسة المستشار عبد الوهاب عبد الرازق، تقرير لجنة التعليم والبحث العلمي والاتصالات وتكنولوجيا المعلومات عن الدراسة المقدمة من النائبتين هبة شاروبيم، ورشا مهدي، بشأن كليات التربية في جمهورية مصر العربية بين الواقع والمأمول.
الإشكاليات التي تواجه كليات التربية في مصر
ورصدت الدراسة عددا من الإشكاليات التي تواجه كليات التربية في مصر، منها أن بعض كليات التربية مثل جامعة الإسكندرية تضم أقسامًا أدبية وعلمية وتربوية - وعلى عكس نظرائها في الكثير من جامعات العالم المتميزة - تعمل الأقسام الأدبية والعلمية منفردة وتقدم درجات خاصة بها فقط، والبعض يقتصر على الأقسام التربوية مثل جامعة المنيا والبعض يقدم دراسات عليا فقط مثل جامعة القاهرة.
وأضافت الدراسة: فيما يتعلق بالأقسام الأدبية مثل أقسام اللغة العربية، اللغة الإنجليزية، اللغة الفرنسية، التاريخ، الجغرافيا وغيرها، سنجد أنها تتشابه في المحتوى إلى درجة كبيرة مع نظرائها في كليات الآداب بل وسنجد المقررات بنفس الأسماء والاختلاف هو في إضافة نسبة %٢٥ - ٣٠% من المواد التربوية والثقافية يدرسها الطلاب. أما أقسام العلوم، مثل الكيمياء والفيزياء وغيرها، فتتشابه مع بعض أقسام كليات العلوم، وهو ما يتضح من أن الطلاب كانوا في البداية يدرسون بكليتي الآداب والعلوم، بل أنه في حالة مثل كلية التربية بالإسكندرية كانت هذه الأقسام تحت إشراف وإدارة كليتي الآداب والعلوم.
وتابعت، من خلال نظرة إلى الأقسام التربوية، سنجد أقسام بعينها في الغالبية العظمى من كليات التربية وذلك لأهميتها مثل مناهج وطرق التدريس تكنولوجيا التعليم أصول التربية علم النفس التربوي وغيرها، ولكن في بعض الكليات سنجد مناهج وطرق تدريس وتكنولوجيا المعلومات قسما في حد ذاته وفي البعض الآخر كليتا التربية في جامعة عين شمس والإسكندرية وغيرهما تحول نفس القسم الى إثنين.
وتابعت، ستجد أيضا تداخلا وتشابها بين هذه الأقسام وكليات تربية أخرى مثل التربية النوعية وكليات رياض الأطفال، والتربية الرياضية؛ فمثلًا قسم علم النفس موجود في كليات التربية ورياض الأطفال والتربية الرياضية وقسم تكنولوجيا التعليم موجود في بعض كليات التربية والتربية النوعية.
وأضافت، الملاحظة الأهم، التي تتفق مع التحديات السابق ذكرها، هو التشابه والتكرار بين الأقسام الموجودة في الكلية الواحدة والذي يؤدى إلى تكرار وتشابه المقررات، وهو ما يعنى إهدار وقت وجهد الأستاذ والطالب وللأسف يؤثر سلبا على المعارف والمهارات التي يكتسبها الطالب، فعلى سبيل المثال هناك قسم علم النفس التربوي، وقسم الصحة النفسية، وقسم علم النفس بكلية التربية بجامعة الإسكندرية بالنظر إلى ما تقدمه هذه الأقسام الثلاثة سنجد تشابها لا مفر منه.
إعادة النظر في هيكلة الكثير من كليات التربية بمصر
وتابعت، هذه الملحوظات السابقة تؤكد أهمية إعادة النظر في هيكلة الكثير من كليات التربية بمصر: الأقسام المتشابهة مع نظائرها في كليات أخرى والأقسام المتشابهة داخل نفس الكلية، وما يتبع ذلك من تكرار وتداخل في المقررات التي أصابها التخم النظرى وافتقدت أحيانا التطوير، ولابد من الأخذ في الاعتبار سوق العمل، المدارس بمراحلها المختلفة، واحتياجها إلى معلمين أكفاء في مقابل تشبع سوق العمل وعدم احتياجه للمواد النظرية بمفردها.
وتضمنت الدراسة عددا من التوصيات منها الخاصة بضرورة إعادة هيكلة كليات التربية، حيث أوصت بضرورة وجود رؤية واضحة تتم بناء عليها إعادة هيكلة كليات التربية بمصر.
كما أوصت بإنشاء مجلس وطني لإعداد المعلم ويقترح تأسيس كيان وطني يتولى التنسيق بين وزارات التعليم، والتعليم العالي، ونقابة المعلمين والجهات ذات الصلة، لضمان رسم سياسات موحدة ومتكاملة لإعداد المعلمين وتطويرهم المهني.
وكذلك أوصت بتأهيل مهني مستمر وترخيص المهنة، حيث يجب أن تتولى كليات التربية مسؤولية تقديم برامج التنمية المهنية المستدامة للمعلمين، وأن تكون الجهة المختصة بإصدار وتجديد رخص مزاولة المهنة بناءً على معايير أداء واضحة.
تشكيل لجنة من قبل قطاع الدراسات التربوية بالمجلس الأعلى للجامعات
وكذلك أوصت بتشكيل لجنة من قبل قطاع الدراسات التربوية بالمجلس الأعلى للجامعات لعمل مسح ومراجعة دقيقة الجميع كليات التربية بأقسامها وشعبها المختلفة لتفادي التكرار أو التنافس بين الأقسام والشعب المتداخلة داخل نفس الكلية أو تلك التي تتقاطع اختصاصاتها مع نظرائها من الأقسام في الكليات الأخرى.
وتضمنت التوصيات، أن في حالة إنشاء كليات تربية جديدة يجب أن تقتصر على النمط التتابعي وتسمى كليات التربية للدراسات العليا التربوية والتدريب، وبالتالي تقدم برامج دراسات عليا متخصصة، أو تتبنى نماذج برامج تكاملية بالتعاون مع كليات أخرى بما يدمج البعد الأكاديمي مع التربوي ويكون سير الدراسة فيها وفق ثلاثة مسارات
. الدبلوم العام التربوي (عام / عامان يستهدف خريجي الجامعات من التخصصات المختلفة، ويتضمن عاما أول للدراسة النظرية، وعاما ثانيا للتدريب الميداني داخل المدارس.
. الدبلومات المهنية والخاصة تمهيدي (ماجستير): تخصص للباحثين عن التطوير المهني والانتقال
للماجستير.
. مسار الماجستير والدكتوراه: يستمر كما هو في كافة فروع التربية.
أما بالنسبة لكليات التربية القائمة، فيمكن ألا تقبل طلابا من الثانوية العامة وتقتصر الدراسة بها (شان جامعة ستانفورد الأمريكية أو جامعة القاهرة على مجال الدراسات العليا، أى تتبع النمط التتابعي وأيضا تصبح مقرا لما له علاقة بالتدريب والاستشارات الخاصة بكل ما يرتبط بإعداد المعلم، بمعنى آخر تكون هي الجهة المعنية بتقديم التنمية المهنية للمعلمين وبرخصة مزاولة المهنة، وهذا يتطلب التكامل مع الأكاديمية المهنية للمعلمين هذه التوصية أشارت إليها دراسات عدة منها ما كتبه على صالح جوهر ومحمد حسن جمعة تحت عنوان "كليات التربية في مصر: رؤية جديدة للشراكة " وغيرهما).
وفي هذه الحالة إذا ما قررت أى من كليات التربية أن تتحول إلى دراسات عليا فقط يمكن أن تضع فترة زمنية انتقالية تتراوح من ثلاثة إلى خمسة أعوام لتوفيق أوضاعها، وذلك لمحاولة الانتهاء من اللوائح القديمة الموجودة، ومنها اللائحة الموحدة التي بدأ تطبيقها في العام الأكاديمي ۲۰۲۳ - ٢٠٢٤ ومن المتوقع بحلول عامين أن تتخرج أولى الدفعات التي درست بهذا النظام.
عملية إصلاح التعليم
ورأت لجنة التعليم والبحث العلمي والاتصالات وتكنولوجيا المعلومات بمجلس الشيوخ أن هذه الدراسة تكشف عن الحاجة الملحة لإعادة النظر في واقع كليات التربية في مصر، باعتبارها المنصة الأولى لإعداد المعلم، وأحد المفاتيح الحاسمة في عملية إصلاح التعليم. لقد بات واضحًا أن مستقبل النظام التعليمي يرتبط ارتباطا مباشرا بجودة إعداد المعلمين ومدى جاهزيتهم للتعامل مع متغيرات العصر.
وقالت اللجنة، لذلك، فإن الانتقال من النمط التقليدي إلى نموذج مؤسسي أكثر مرونة وفاعلية لم يعد خيارا، بل ضرورة وطنية تتطلب قرارات جريئة، وشراكات مستدامة، وإرادة سياسية تدعم التغيير المنهجي العميق.
ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.
تابع موقع فيتو عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر قناة (واتساب) اضغط هــــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هــــــــنا
