رئيس التحرير
عصام كامل

ذكرى معركة مؤتة، قصة سقوط القادة الثلاثة في أول صراع للإسلام مع الإمبراطوريات الكبرى

معركة مؤتة، فيتو
معركة مؤتة، فيتو
18 حجم الخط

في مثل هذا اليوم من عام 629 ميلاديًا (8 هـ)، وقعت واحدة من أبرز المحطات الفارقة في بدايات الدولة الإسلامية، حين التقى جيش المسلمين لأول مرة في معركة مفتوحة مع قوة عالمية ضخمة وهي الإمبراطورية البيزنطية.

أول اختبار عسكري كبير للدولة الإسلامية 

لم تكن معركة مؤتة مجرد مناوشة حدودية، بل كانت أول اختبار عسكري واسع النطاق بين الدولة الإسلامية الناشئة وقوة إمبراطورية تمتد من الأناضول إلى الشام. وقد شكلت هذه اللحظة بداية  وعي استراتيجي لدى المسلمين بموقعهم الجغرافي والتاريخي، كقوة دينية وسياسية صاعدة في مواجهة نظم راسخة.

شرارة بداية معركة مؤتة 

بدأت القصة بإرسال الرسول محمد ﷺ مبعوثًا إلى الحارث بن أبي شمر الغساني، أحد التابعين للبيزنطيين في بلاد الشام، يدعوه إلى الإسلام، لكن الرسول الدبلوماسي الحارث بن عمير الأزدي قتل غدرًا بأمر من شرحبيل بن عمرو، أحد ولاة الشام التابعين لقيصر الروم.

في ذلك الزمن، كان قتل السفراء والرسل يعد إعلان حرب، فرد النبي ﷺ بإرسال جيش قوامه 3 آلاف مقاتل بقيادة زيد بن حارثة، لمواجهة قوة تفوقهم عددًا وعتادًا بعشرات المرات.

ميزان القوى، معركة غير متكافئة

وصل جيش المسلمين إلى مؤتة، الواقعة اليوم جنوب الأردن، ليجد أمامه تحالفًا ضخمًا من القوات البيزنطية والعرب المسيحيين من قبائل مثل لخم وجذام. تشير بعض الروايات إلى أن عددهم جاوز 100 ألف، وهو رقم محل جدل تاريخي، لكنه يعكس الفجوة الهائلة بين الجانبين.

رغم هذا، خاض المسلمون المعركة بشجاعة نادرة، واستشهد القادة الثلاثة الذين أوصى بهم النبي ﷺ، زيد بن حارثة، ثم جعفر بن أبي طالب، ثم عبد الله بن رواحة، فتولى القيادة بعدهم خالد بن الوليد الذي قاد انسحابًا عسكريًا ذكيًا حافظ على الجيش من الإبادة، ليُلقب لاحقًا بـ"سيف الله المسلول".

أهمية المعركة، ما بعد مؤتة

 أظهرت المعركة أن الدولة الإسلامية لم تعد مجرد كيان محلي في الحجاز، بل أصبحت لاعبًا إقليميًا قادرًا على الوقوف في وجه الإمبراطوريات الكبرى.

وبعد مؤتة بعام تقريبًا، دخل النبي ﷺ في صلح الحديبية، ثم فتح مكة، وأخذ يرسل الرسائل إلى الملوك، بينهم هرقل نفسه، في خطوة غير مسبوقة من قِبَل قائد ديني عربي.

ولم يعد الصراع بين قريش والمسلمين داخليًا، بل دخل مرحلة جديدة من المواجهة مع المراكز الإمبراطورية الكبرى، وبدأت تتشكل ملامح الجغرافيا السياسية الجديدة في المنطقة.

من مؤتة إلى اليوم، صدى بعيد المدى

لم تكن مؤتة نهاية لصدام الشرق الإسلامي بالغرب المسيحي، بل كانت مجرد مقدمة تاريخية لسلسلة طويلة من المواجهات والتحالفات والتحولات، بدأت من اليرموك، مرورًا بالحروب الصليبية، وصولًا إلى السياسات المعاصرة التي لا تزال تحمل في طياتها أصداءً بعيدة لصراع بدأ منذ 14 قرنًا.

ومع ذلك، فإن الدرس الأبرز في مؤتة لم يكن الحرب، بل القدرة على الانسحاب والتخطيط والبناء الطويل الأمد، وهي سِمات جعلت من الإسلام حركة حضارية ممتدة، لا مجرد ردة فعل تاريخية.

ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.

تابع موقع فيتو عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر قناة (واتساب) اضغط هــــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هــــــــنا

الجريدة الرسمية