رئيس التحرير
عصام كامل

ماذا خسرنا بغياب القدوة؟!

18 حجم الخط

إذا أردت أن تبني مجتمعًا رشيدًا عفيًّا يدرك الغاية من وجوده فلا بد أن تكون هناك قدوة تحاكيها الأجيال وتسير على نهجها! تغييب القدوة الحسنة يخلق فراغًا تتمدد في القدوة السيئة؛ وهذا يفسر لنا لماذا علا نجم لاعبي الكرة والفنانين ومن على شاكلتهم ولماذا انحدرت مجتمعاتنا العربية؟!

العلة واضحة وهي أزمة أخلاق، وأزمة الأخلاق مرجعها علو الرويبضة في كل مجال، وإضاعة الأمانة، وأوضح مظاهرها حين يسند الأمر لغير أهله، هنا تأتينا الإجابة الشافية من سيد الخلق صلى الله عليه وسلم: "إذا وسِّد الأمرُ لغير أهله فانتظر الساعة"!

الإنسان كائن اجتماعي يميل إلى التفاعل والمحاكاة والتقليد منذ صغره، وهنا تلزمه قدوة حسنة منذ الصغر قد يجدها في والديه أو إخوته أو معلميه أو حتى في المسلسلات والأفلام!

ولا عجب في ميل الشباب إلى اتخاذ قدوة، فما كان ذلك كذلك إلا استجابة طبيعية لحاجة داخلية في الإنسان تُعبر عن وجود نقص ما يشعر به ويحتاج إلى إشباعه.

وهذا يقودنا إلى إشكالية أخرى أراها مهمة جدًا؛ وهى أن الأمم التي لا تعرف كيف تصنع قدواتها تُقلّد غيرها، وحين لا يجد الشاب نموذجًا صالحًا في بيئته، سيتعلّق بأي صورة لامعة يراها أمامه، حتى لو كانت خالية من القيمة، وما انتشار مثالب كالعنف والفهلوة واستسهال الكسب السريع والخرافة والدجل إلا لتركيز الدراما والسينما وحتى الأغاني على مثل تلك القيم المنحطة على شاشاتنا وفي حياتنا.. حتى باتت واقعًا يتوجع له ضمير الوطن!

وهذا يجرنا لسؤال أهم: أيّهما أخطر على الشباب: غياب القدوة؟ أم كثرة النماذج المزيّفة؟ ورأيي أن أن الشق الثاني من السؤال نتاج طبيعي لغياب الشق الأول.. وهنا تأتي مهمة القادة والمصلحين والدعاة بأن يعيدوا للقدوة مكانتها، لا بالكلام.. بل بأن يكون هؤلاء أحد هؤلاء النماذج التي ينجذب إليها الجيل الجديد ويحذون حذوهم في حياتهم.

ومن يتدبر القرآن الكريم يجد أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كان يقتدي بمن سبقه من إخوانه الأنبياء؛ تتفيذًا لأمر ربه -تعالى- الذي قال: «أُولَٰئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ ۖ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ ۗ قُل لَّا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا ۖ إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرَىٰ لِلْعَالَمِينَ» {الأنعام 90}. وأمر ربنا عباده في القرآن الكريم بالاقتداء بالنبي -صلى الله عليه وسلم- قولًا وفعلًا، فقال تعالى: «لَّقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا» (الأحزاب: 21).

والسؤال: كيف غابت القدوة الحسنة في حياتنا؟! والجواب: تتعدد أسباب غياب القدوة لدى شبابنا، لكن أهمها هو أن الحياة أصبحت بالنسبة لهم مادية أو تقليدًا أعمي بلا نقاش أو جدال، إذ يبدو أنَّ تَسَارُعَ عجلة الحياة وتعقيدها قد خلق فجوة كبيرة بين الأجيال الماضية والحاضرة، وجعلت لكل جيل منهما اعتقادات ومبادئ ورؤى مختلفة! ويبقى السؤال: كيف نستعيد القدوة الصالحة في حياتنا؟! وللجواب مقال آخر.

ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.

تابع موقع فيتو عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر قناة (واتساب) اضغط هــــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هــــــــنا

الجريدة الرسمية