خبير قانون دولي: مخطط إسرائيل لضم الضفة يمثل جريمة حرب وتواطؤ أمريكي

حذر الدكتور محمد محمود مهران، أستاذ القانون الدولي وعضو الجمعيتين الأمريكية والأوروبية للقانون الدولي، من خطورة تصريحات وزير المالية الإسرائيلي المتطرف بتسلئيل سموتريتش بشأن ضم الضفة الغربية، مؤكدًا أنها تمثل انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي وقرارات الشرعية الدولية، وتهدد بإشعال حرب إقليمية قد تمتد تداعياتها لتشمل المنطقة بأكملها.

تصريحات سموتريتش تمثل تحديًا سافرًا للمجتمع الدولي

وقال مهران في تصريح لـ"فيتو": إن تصريحات سموتريتش حول عزم إسرائيل ضم الضفة الغربية بعد الانتهاء من حملتها العسكرية في غزة تمثل تحديًا سافرًا للمجتمع الدولي وانتهاكًا لمبدأ حظر الاستيلاء على الأراضي بالقوة الذي يعد من أهم قواعد القانون الدولي الآمرة التي لا يجوز مخالفتها أو الاتفاق على ما يخالفها.

وأضاف مهران أن ما يجعل هذه التصريحات أكثر خطورة أنها صادرة عن مسؤول رفيع المستوى في حكومة الاحتلال الإسرائيلي يملك صلاحيات واسعة في الضفة الغربية، وفي توقيت يشهد دعمًا أمريكيًا غير مسبوق لإسرائيل مع عودة الرئيس دونالد ترامب للبيت الأبيض، وهو ما قد يشجع الحكومة الإسرائيلية على المضي قدمًا في مخططاتها التوسعية بتشجيع أمريكي.

جريمة حرب وانتهاك للقانون الدولي

وشدد أستاذ القانون الدولي على أن ضم الأراضي المحتلة يعد جريمة حرب وفقًا للمادة 8 الفقرة (2) (أ) (7) من نظام روما الأساسي للمحكمة الجنائية الدولية، كما أنه يتعارض مع قرار مجلس الأمن الدولي رقم 242 لسنة 1967 الذي يؤكد على عدم جواز الاستيلاء على الأراضي بالقوة، ويطالب إسرائيل بالانسحاب من الأراضي التي احتلتها في حرب 1967.

وأوضح مهران أن خطورة هذه التصريحات تكمن في أنها تمثل محاولة لتغيير الوضع القانوني للأراضي الفلسطينية المحتلة، وتقويض مبدأ حل الدولتين الذي تبنته الأمم المتحدة والمجتمع الدولي كأساس لحل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي.

كما أشار إلى أن الأراضي الفلسطينية المحتلة منذ عام 1967، بما فيها الضفة الغربية والقدس الشرقية، ذات وضع قانوني خاص معترف به بموجب القانون الدولي، وأي محاولة لضمها أو تغيير طابعها الديموغرافي تعد باطلة ولا أثر قانوني لها، وتستوجب مسؤولية إسرائيل الدولية باعتبارها قوة احتلال.

المجتمع الدولي أمام مسؤولية تاريخية

وأكد مهران أن المجتمع الدولي يواجه مسؤولية تاريخية في التصدي لهذه المخططات الإسرائيلية التوسعية، وأن الصمت على هذه التصريحات سيشجع إسرائيل على المضي قدمًا في سياسات الضم والتهجير القسري للفلسطينيين.

ودعا الدول العربية إلى التحرك بشكل عاجل وفاعل في المحافل الدولية، وخاصة مجلس الأمن لتحمل مسئوليته، ولإصدار قرار واضح وصريح يدين هذه التصريحات ويؤكد على عدم شرعية أي إجراءات إسرائيلية تستهدف ضم الضفة الغربية أو تغيير الوضع القانوني للأراضي الفلسطينية المحتلة.

كما شدد الدكتور محمد محمود مهران على ضرورة تفعيل الخيارات القانونية المتاحة أمام الجانب الفلسطيني، بما في ذلك تكثيف الجهود مع المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية لاستكمال التحقيقات في جرائم الحرب الإسرائيلية، وكذلك ضرورة تحرك الدول وفرض عقوبات اقتصادية ودبلوماسية على إسرائيل لوقف انتهاكاتها في الأراضي الفلسطينية المحتلة.

خطر اندلاع حرب إقليمية

وحذر  من خطر اندلاع حرب إقليمية واسعة النطاق في حال أقدمت إسرائيل على تنفيذ مخططاتها بضم الضفة الغربية، موضحًا أن هذه الخطوة ستمثل مسمارًا أخيرًا في نعش عملية السلام، وستدفع المنطقة والعالم نحو مزيد من العنف والتطرف.

واستطرد الدكتور محمد محمود مهران، قائلا: الصمت الدولي على التصريحات الإسرائيلية المتطرفة سيشجع الحكومة الإسرائيلية الحالية، التي تعد الأكثر تطرفًا في تاريخ إسرائيل، على تنفيذ أجندتها التوسعية دون خشية من أي عقوبات أو ردود فعل دولية حازمة.

 وأكد أن الخيار الوحيد أمام المجتمع الدولي هو الضغط على إسرائيل للالتزام بقرارات الشرعية الدولية والقانون الدولي، وتنفيذ حل الدولتين القائم على حدود 1967، مع ضمان حق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره وإقامة دولته المستقلة ذات السيادة وعاصمتها القدس الشرقية.

ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.