معجزة نبي الله صالح وكيف خرجت الناقة من الجبل
معجزة نبي الله صالح، نبي الله صالح أرسله الله بقومه ثمود الذين اغتروا بما أعطاهم الله من منح كم مرة وردت في القرآن؟ ومن أين جاءت ناقة سيدنا صالح، وما هي صفاتها ولماذا تآمر عليها قوم ثمود ومن هو الشقي الذي عقر ناقة صالح.. كل هذه الأسئلة وغيرها الكثير ستجدونه في هذا التحقيق.. فإلي التفاصيل:

التعريف بنبي الله صالح
هو أحد أنبياء الله - عز وجل، اسمه هو صالح بن عُبيد بن إساف، ينتسب إلى ثمود بن عاد، من ذُرّية إرم بن سام بن نوح - عليهِ السلام -، وهو عربيّ الأصل فهو واحد من الأنبياء العرب الأربعة (مُحمد، شُعيب، هود، صالح) - عليهِم السلام -، أرسله الله لدعوة قوم ثمود إلى توحيد الله وعبادته، وهي من قبائل العرب، وكان صالح واحدًا منها، وكانت مساكنها بـ (الحِجْر)، وهو مكان يقع الآن بين الحدود الشمالية للمملكة العربية السعودية وشرق المملكة الأردنية.
مهنة سيدنا صالح
كان سيدنا صالح عليه السلام يربي قطعان الجمال فكان يحتسي ويبيع لبنها فيتربح منه
الحكمة والعقل من صفات نبي الله صالح
وكان صالح - عليهِ السلام - ذو نسب شريف ورفيع في قوم ثمود، وكان يملُك من الحكمة والعقل الراجح ما يجعلهم يرجعون إليهِ في خصوماتهم واستشارتهُ في جميع أمور حياتهم، وقد أوشكوا أن يجعلوه ملكًا عليهم قبل بعثته، قال -تعالى-: (قَالُواْ يَا صَالِحُ قَدْ كُنتَ فِينَا مَرْجُوًّا قَبْلَ هَذَا أَتَنْهَانَا أَن نَّعْبُدَ مَا يَعْبُدُ آبَاؤُنَا وَإِنَّنَا لَفِي شَكٍّ مِّمَّا تَدْعُونَا إِلَيْهِ مُرِيبٍ)، هود:62.
دعا نبيّ الله صالح قوم ثمود لتوحيد الله - عز وجل - ونبذ الشّرك والكفر بالله -تعالى-، فقال الله -تبارك وتعالى-: (وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا إِلَى ثَمُودَ أَخَاهُمْ صَالِحًا أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ فَإِذَا هُمْ فَرِيقَانِ يَخْتَصِمُونَ)، النمل:45.
فبدأ صالح - عليهِ السلام - رسالته بتذكير قومه بالنعم التي رزقهم الله إياها، من بناء القصور والقلاع الشاهقة في السهول، ونحت بيوتهم من الجبال المُرتفعة، وتطاولهم بالبُنيان، وأنعم الله عليهم بالأنهار والنعيم، وكان يُذكّرهم بما حدث إلى قومِ عاد وكيف تحولت معيشتهم بسبب كُفرهم بالله وتمسكهم بالشّرك، وكيف أستخلفهم الله في الأرض بعد هلاك قوم عاد.
فقال -تعالى -: (وَاذْكُرُواْ إِذْ جَعَلَكُمْ خُلَفَاء مِن بَعْدِ عَادٍ وَبَوَّأَكُمْ فِي الأَرْضِ تَتَّخِذُونَ مِن سُهُولِهَا قُصُورًا وَتَنْحِتُونَ الْجِبَالَ بُيُوتًا فَاذْكُرُواْ آلاء اللَّهِ وَلاَ تَعْثَوْا فِي الأَرْضِ مُفْسِدِينَ)، الأعراف:74.
وعلى الرغم من أنّه لم يطلُب منهم سوى عبادة الله والإيمان بهِ لينجوا من عذاب الآخرة إلا أنهم قاموا برفض الدعوة بل وانتقلوا إلى مرحلة التكذيب والاستهزاء، قال - تعالى -: (فَقَالُوا أَبَشَرًا مِّنَّا وَاحِدًا نَّتَّبِعُهُ إِنَّا إِذًا لَّفِي ضَلالٍ وَسُعُرٍ أَؤُلْقِيَ الذِّكْرُ عَلَيْهِ مِن بَيْنِنَا بَلْ هُوَ كَذَّابٌ أَشِرٌ)، القمر:24، 25.
وأخذوا يصدّون المؤمنين من القوم من اتباع نبيّ الله صالح - عليهِ السلام -، وأشاعوا بين الناس أنّ صالح ومن معهُ مشؤومين ولا يجب أن يتبعنهُ.
سور قرآنية وردت فيها قصة نبي الله صالح
قصة النبي صالح عليه السلام مع قومه ثمود وردت في سور متعددة: فجاءت مفصلة في سور: (الأعراف)، و(هود)، و(الحِجر)، و(الشعراء)، و(فصلت). وجاءت أقل تفصيلًا في سور: (الإسراء)، و(النمل)، و(الذاريات)، و(الحاقة)، و(الفجر)، و(الشمس)، وأشير إليها في سور: (التوبة)، و(إبراهيم)، و(الحج)، و(الفرقان)، و(العنكبوت)، و(ص)، و(غافر)، و(ق)، و(النجم)، و(البروج).

ناقة صالح
ذكر المفسرون قصصًا كثيرة وأخبارًا عن هذه الناقة، كذكرهم أن الناقة خُلقت من صخرة، أو هضبة من الأرض، ونحو ذلك من الأخبار التي لا تستند إلى دليل نقلي أو عقلي ينهض بها. وكان من شأنها أن لها شرب يوم ولقومه شرب يوم، وفي يوم شربها يشربون من لبنها حتى عقرها أحدهم فعذبهم الله
وقد قص الله ذلك في كتابه فقال: قَالُوا إِنَّمَا أَنْتَ مِنَ الْمُسَحَّرِينَ * مَا أَنْتَ إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُنَا فَأْتِ بِآَيَةٍ إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ * قَالَ هَذِهِ نَاقَةٌ لَهَا شِرْبٌ وَلَكُمْ شِرْبُ يَوْمٍ مَعْلُومٍ * وَلَا تَمَسُّوهَا بِسُوءٍ فَيَأْخُذَكُمْ عَذَابُ يَوْمٍ عَظِيمٍ * فَعَقَرُوهَا فَأَصْبَحُوا نَادِمِينَ * فَأَخَذَهُمُ الْعَذَابُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَةً وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُمْ مُؤْمِنِينَ (158) وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ {الشعراء: 253-159}
وقوله على لسان نبيه صالح لما قال لقومه: قَدْ جَاءَتْكُمْ بَيِّنَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ هَذِهِ نَاقَةُ اللَّهِ لَكُمْ آَيَةً فَذَرُوهَا تَأْكُلْ فِي أَرْضِ اللَّهِ وَلَا تَمَسُّوهَا بِسُوءٍ {الأعراف: 73} وقد أخرج ابن أبي حاتم في تفسيره بسنده عن أبي الطفيل قال: قالت ثمود لصالح ائتنا بآية إن كنت من الصادقين: قال: فقال لهم صالح، اخرجوا إلى هضبة من الأرض فخرجوا، فإذا هي تتمخض كما تتمخض الحامل، ثم إنها تفرجت فخرجت من وسطها الناقة فقال لهم صالح: هَذِهِ نَاقَةُ اللَّهِ لَكُمْ آَيَةً فَذَرُوهَا تَأْكُلْ فِي أَرْضِ اللَّهِ إلى قوله لَهَا شِرْبٌ وَلَكُمْ شِرْبُ يَوْمٍ مَعْلُومٍ.
قال ابن عباس كما عند القرطبي وغيره: قالوا لو كنت صادقًا فادع الله يخرج لنا من هذا الجبل ناقة حمراء عشراء فتضع ونحن ننظر، وترد هذا الماء فتشرب وتغدو علينا بمثله لبنا. فدعا الله وفعل الله ذلك.
عاشت الناقة بين قوم ثمود تشرب الماء يومًا، ويشربون يومًا، وينتفعون من لبنها، ثمّ جاء يوم اجتمعوا فيه كبار القوم لمُناقشة أمر الناقة، وكانوا يرون أن وجود الناقة يُشكّل خطرا على مكانتهم وِسط القوم، وخافوا أن يؤمن الناس برسالة صالح -عليهِ السلام-، فقرروا وتآمروا على قتل الناقة.
قاتل ناقة صالح وصفاته
وتطوع أحدهم لقتل الناقة وكان يُدعى قُدار بن ساف بن جذع وهو واحد من أشقى القوم، وكان قُدار رجلا قويّا شقيّا من عائلة ذات قوة تحميه، يقود مجموعة من الشباب الفاسدين، وجاء في حديث النبي - صلى الله عليهِ وسلم -: أنّ أشقى الأولين: عاقر الناقة. وقال - تعالى -: (فَنَادَوْا صَاحِبَهُمْ فَتَعَاطَى فَعَقَرَ)، القمر:29. (إِذِ انبَعَثَ أَشْقَاهَا)، الشمس:12.
فاتفق هذا الشَقيّ وأصحابه مع كبار قوم ثمود بعد أن تشاوروا مع بقية القوم، ووافق الجميع على قتل الناقة، فترصد لها قُدار وهي عائدة مع صغيرها بعد أن شربت الماء، فجاء من خلفها فعقرها (أي قطع أرجلها)، فسقطت على الأرض فأقبل أصحابه حتى قتلوها، وهرب صغيرها فاتبعوه وحاصروه ثم قتلوه، وجاء بقية القوم يتقاسمون لحمها.
ثم تحدّوا نبيّ الله صالح -عليهِ السلام- أن يأتيهم العذاب كما حذرهم من قبل، قال - تعالى -: (فَعَقَرُواْ النَّاقَةَ وَعَتَوْا عَنْ أَمْرِ رَبِّهِمْ وَقَالُواْ يَا صَالِحُ ائْتِنَا بِمَا تَعِدُنَا إِن كُنتَ مِنَ الْمُرْسَلِينَ)، الأعراف:77.
فأمهلهم صالح -عليهِ السلام- ثلاثة أيام فقط ليأتيهم العذاب، قال - تعالى -: (فَعَقَرُوهَا فَقَالَ تَمَتَّعُواْ فِي دَارِكُمْ ثَلاثَةَ أَيَّامٍ ذَلِكَ وَعْدٌ غَيْرُ مَكْذُوبٍ)، هود:65.
ولمّا جاءت أيام العذاب التي وعدهم بها نبي الله صالح - عليهِ السلام -، فأول يومًا اصفرّت وجوههم، واليوم الثاني احمرّت، وفي اليوم الثالث اسودّت، فتحققوا من صِدق صالح - عليهِ السلام - وآخذوا يحفرون قبورهم بأنفُسهم، ثم جاءهم زلزال هائل فوقعوا على رُكبهم ثم جاءتهم الصاعقة، وأخيرًا بصيحة واحدة من جبريل -عليهِ السلام- من السماء، ورجفة من الأرض من تحتهم، ماتوا جميعًا وأصبحوا كالنبات اليابس المُتفتت، فهلكوا كما وعدهم صالح وكانت هذه نتيجة كُفرهم وعنادهم مع الله - عز وجل.
ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.
تابع موقع فيتو عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر قناة (واتساب) اضغط هــــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هــــــــنا
