رئيس التحرير
عصام كامل

الصاحب الحق!

18 حجم الخط

كبرنا وفهمنا أن الصحبة أهم من الطريق والرحلة أمتع من الوصول، وأن الجار قبل الدار، والجنة من غير ناس ما تنداس، الصحبة في السيرة النبوية لسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، تحمل أبعادًا روحية، واجتماعية، وأخلاقية تتجاوز فكرة العلاقة بين الأفراد إلى كونها مدرسة تربوية وقيمة حضارية. 

حين نتأمل صحبة النبي مع أصحابه، نرى تجسيدًا لنموذج راقٍ من العلاقات الإنسانية المؤسَّسة على الصدق، والإخلاص، والتناصح، والمحبة في الله، والتضحية.

الصحبة مع النبي ليست مجرد علاقة شخصية، بل كانت قائمة على الإيمان المشترك والهدف الرسالي. قال الله تعالى: "إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا" (التوبة: 40).. النبي صلى الله عليه وسلم لم يكن مجرد قائد، بل كان مربٍّا لأصحابه؛ علمهم الصبر، والحلم، وحسن الخلق، وتحمل الأذى، وضبط النفس. كانت الصحبة معه تصنع رجالًا وأجيالًا.


الصحبة في زمن النبي كانت تقوم على التكافل، والتضحية، وحمل الأمانة، مثلما حدث في بيعة العقبة، والهجرة، والغزوات والعلاقات بين الصحابة أنفسهم قامت على النصح، والحب، كظم الغيظ، والبعد عن الغل والحسد، كما جاء في قوله تعالى: "وَالَّذِينَ جَاءُوا مِن بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِّلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَّحِيمٌ" (الحشر: 10).


الصحبة في عهد النبوة كانت تصنع رجالًا، والصحبة اليوم كثيرًا ما تُستهلك في التسلية والمجاملات.
وشتان بين الصاحب الحقيقي والصديق الافتراضي، الصاحب الحقيقي يعينك على طاعة الله، أما صديق اليوم فقد يجرك إلى المعصية أو الفتور إلا ما رحم ربي. غياب القيم المشتركة والنية الصافية جعل الصحبة الحديثة هشّة، سريعة الزوال. الصديق الحق ليس من يُضحكك فقط، بل من يُصلحك ويحبك لله.


أما الرحلة فهي ترمز لمعنى فلسفي عميق يعني السعي، والتطور، والنضج، والبحث عن الحقيقة أو الذات، وهى تمثل عند الفلاسفة الوجوديين مثل كيركغارد ونيتشه، تجربة الفرد المتفرد، وغالبًا ما تكون وحيدة لأن اكتشاف الذات لا يُشارك فيه أحد. 

 

يرى أفلاطون وأرسطو أن العلاقات خصوصًا الصداقة جزء من اكتمال الإنسان، لأن الإنسان مدنيّ بطبعه. وفي الفلسفة الشرقية الرفقة قد تكون وسيلة لتجاوز الأنا وليس فقط الترفيه أو الدعم. ويرى هيدجر أن الوجود مع الآخرين هو جزء جوهري من فهمنا للعالم، فحتى رحلتك الوجودية لا تنفصل عن السياق الاجتماعي.

 


الرحلة تعطيك المعنى، لكن الصحبة تمنحك الشعور. وحدك ترى، لكن مع الآخرين تُحسّ. فإن كنت تبحث عن الحقائق الكبرى، قد تمشي وحيدًا؛ أما إن كنت تسعى لـ أن تعيش لا أن تفهم فقط، فالصحبة قد تكون الأهم، وقد يكون الزحام أحيانًا أكثر وحدة من العزلة.. 

ستعرف مع الوقت أن خوض التجارب أهم من شراء الأشياء.. وأن الروح الحلوة تعيش أكثر من الوجه الجميل..وأن عملك يعود إليك ولو بعد حين أيًا كانت طبيعته.. وأن أهم بطولاتك لم يشهد عليها أحد، فليس ڪل صمتٍ ضعفًا.. وليس كل هدوءٍ سكينة أو هزيمة..

فبعض الأرواح تَعلّمت ڪيف تُجيد الثبات في وجه الريح، وڪيف تُقابل المڪائد بالشّجاعة، لا بالخوف. هي الأرواح التي أيقنت أنّ الڪرامة لا تُساوَم، وأن العزّة لا تُمنَح، بل تُنتزع بثقة من يعرف طريقه جيّدًا.

ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.

تابع موقع فيتو عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر قناة (واتساب) اضغط هــــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هــــــــنا

الجريدة الرسمية