القديس مكاريوس الكبير أب الرهبان، روح سكنت البرية واحتضنت السماء

تحيي الكنيسة القبطية الأرثوذكسية برئاسة قداسة البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، ذكرى نياحة القديس مكاريوس الكبير، أحد أبرز آباء الرهبنة في العالم المسيحي، وأب رهبان برية شيهيت، الذي رحل عن عالمنا عام 390 ميلادية (106 للشهداء)، بعد حياة مليئة بالجهاد الروحي والقداسة والتواضع.

قصة القديس مكاريوس الكبير

وُلد القديس مكاريوس في بلدة شنشور التابعة لمركز منوف بمحافظة المنوفية عام 300 ميلادية، من والد كاهن تقيّ يُدعى إبراهيم، وقد بُشّر بمولده في رؤيا سماوية تؤكد أن هذا الطفل سيكون بركة للأرض وأبًا لأبناء روحانيين، فحمل اسم "مكاريوس" أي الطوباوي.

منذ نشأته، اتسم القديس بالطاعة والنسك، ومع أنه زُوّج قسرًا في شبابه، فقد لجأ إلى البرية متذرعًا بالمرض، حيث أبصر رؤيا تؤكد دعوته الإلهية للرهبنة، إذ ظهر له كاروب ممسكًا بيده وصاعدًا به إلى رأس الجبل قائلًا: "إن الله قد أعطاك هذا الجبل ميراثًا لك ولبنيك من بعدك".

وبعد وفاة زوجته ووالديه، وزع مكاريوس ما ورثه على الفقراء، وسلك طريق الزهد الكامل. رسمه أسقف أشمون كاهنًا على بلدته، غير أن الشيطان حاول إسقاطه من خلال افتراء فتاة اتهمته زورًا، لكنه احتمل الإهانة في صمت. وعندما انكشفت براءته، اختار الهروب إلى عمق البرية وسكن في موضع دير البرموس، حيث عاش حياة الصلاة والتأمل والصوم.

زار القديس مكاريوس معلمه القديس أنطونيوس الكبير، الذي ألبسه إسكيم الرهبنة وتنبأ له بالبركة، قائلًا: "إنك عتيد أن تصير مغبوطًا كاسمك". وبالفعل، اجتمع حوله العديد من التلاميذ، وانتشر اسمه بين الناس والملوك بسبب العجائب التي أجراها الله على يديه.

واجه مكاريوس اضطهادات قاسية في عهد الإمبراطور الأريوسي فالنس، الذي نفاه إلى جزيرة فيلة، وهناك أجرى الله على يديه معجزة شفاء ابنة كاهن أوثان، مما أدى إلى إيمان أهل الجزيرة بالمسيحية. وعاد بعد ذلك إلى ديره ليواصل جهاده في التربية الروحية والرعاية.

اشتهر هذا القديس باتضاعه العميق وحنانه على تلاميذه، وكان يستر زلاتهم بمحبة، حتى قيل له في رؤيا: "طوباك يا مكاريوس الروحاني يا من تشبَّهت بخالقك، تستُر العيوب مثله".

وفي ختام حياته الممتلئة بالقداسة، تسلّمت روحه الملائكة والقديسون، وعلى رأسهم أنطونيوس وباخوميوس، عن عمر ناهز التسعين عامًا، وما يزال جسده الطاهر مستقرًا بديره العامر في برية شيهيت، منارة للقداسة، ومزارًا لمحبي الحياة الروحية.

القديس مكاريوس الكبير لا يزال حيًّا في ذاكرة الكنيسة، شاهدًا على أن البرية قد تنبت قديسين يشبهون السماء، ويتحدثون بفضائلهم إلى الأجيال عبر الزمن.

ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.