رئيس التحرير
عصام كامل

رمضان فلسطين.. صيام فوق أرض الشهداء.. المجتمع الدولي شاهد صامت.. والنزوح مستمر.. الاحتلال يحرم المصلين من الوصول للمسجد الأقصى.. ويواصل تدمير غزة وتهجير أهالي الضفة

رمضان في فلسطين
رمضان في فلسطين
18 حجم الخط

يأتى شهر رمضان فى فلسطين هذا العام وسط مشهد دام، حيث تتواصل الاعتداءات والانتهاكات التى تطال الأرض والإنسان والمقدسات، ففى الوقت الذى يستقبل فيه المسلمون حول العالم شهر الرحمة والمغفرة، يجد الفلسطينيون أنفسهم فى هذا الشهر الفضيل فى مواجهة مشاهد التهجير، القصف، وحصار المساجد، فى مشهد يعيد للأذهان نكبات متجددة تفرضها آلة الحرب الإسرائيلية بلا توقف.

فمع قدوم شهر رمضان، فرضت السلطات المحتلة قيودا إضافية على دخول المصلين إلى المسجد الأقصى، حيث تم تحديد أعداد الوافدين من الضفة الغربية، وتم وضع نقاط تفتيش مشددة على مداخل القدس القديمة، فيما انتشرت قوات مدججة بالسلاح فى أزقة البلدة القديمة لمنع أى محاولة لكسر الحصار المفروض على المسجد.

وبرغم الضغوط الدولية، إلا أنه تستمر الممارسات الهادفة إلى تقليل عدد المصلين، ما يعكس سياسة ممنهجة تسعى إلى تفريغ المسجد الأقصى خلال الشهر الفضيل، فى خطوة يراها مراقبون استمرارا لمحاولات فرض سيطرة كاملة على المكان المقدس.

وبينما تكتسي شوارع العواصم الإسلامية بالأضواء والزينة، يعيش أهالى غزة واقعا مختلفا، حيث يستقبلون الشهر الفضيل تحت أنقاض منازلهم المدمرة، وبين أطلال الأسواق والمساجد التى تحولت إلى رماد جراء القصف المستمر.

وتشير التقارير إلى أن أكثر من 69% من المبانى فى القطاع تعرضت للتدمير أو الضرر، ما يجعل غزة واحدة من أكثر المناطق دمارًا فى العالم الحديث. فالمنازل، المستشفيات، المدارس، وحتى المساجد لم تسلم من الاستهداف، وسط أزمة إنسانية غير مسبوقة.

وفى ظل الحصار الخانق، يعانى السكان من نقص حاد فى الغذاء والماء، حيث تمنع القيود المشددة دخول الإمدادات الأساسية، ما يفاقم معاناة الصائمين الذين لا يجدون ما يسدّ رمقهم عند الإفطار.

35 ألفًا يؤدون صلاتي العشاء والتراويح في رحاب المسجد الأقصى - بوابة الأهرام
صلاة التراويح بالمسجد الأقصى

الضفة الغربية.. تهجير متواصل

فى الضفة الغربية، لا يختلف المشهد كثيرا، حيث تشهد عدة مدن تصعيدا عسكريا متواصلا، تتخلله حملات اعتقال وعمليات هدم واسعة، فى مشهد يعيد إلى الأذهان نكبة جديدة تنفذ على مراحل.

فى مخيمات اللاجئين، التى لطالما كانت شاهدة على صمود الفلسطينيين، تتواصل عمليات الهدم والتجريف، حيث اقتحمت قوات الاحتلال عدة مخيمات، وهدمت مئات المنازل، ما أجبر عشرات الآلاف على النزوح القسري، فى واحدة من أكبر موجات التهجير خلال السنوات الأخيرة.

ويواجه الفلسطينيون فى الضفة قيودًا غير مسبوقة على الحركة، إذ أغلقت المعابر، وكثّفت الحواجز العسكرية، ما يجعل الوصول إلى أماكن العبادة، والأسواق، وحتى المرافق الطبية، أمرًا بالغ الصعوبة، فى خطوة تعكس محاولات مستمرة لفرض واقع جديد يضيّق الخناق على الفلسطينيين.

ومنذ بداية الحرب الأخيرة، تعرضت البنية التحتية فى الأراضى الفلسطينية لضربات موجعة، حيث استهدفت الغارات الجوية المستشفيات والمراكز الصحية، ما أدى إلى خروج أكثر من نصف المنشآت الطبية عن الخدمة، وترك آلاف الجرحى بلا علاج.

وتشير تقارير دولية إلى أن 83% من المساجد فى غزة تضررت جزئيًا أو كليًا، كما تعرّض أكثر من 88% من المدارس إلى القصف، ما جعل العملية التعليمية شبه مستحيلة.

أما الطرق والبنية التحتية، فقد شهدت دمارًا هائلًا، حيث دُمّر أكثر من 68% من شبكة الطرق، فيما تضررت 70% من الأراضى الزراعية، ما ينذر بأزمة غذائية طويلة الأمد، تزيد من مأساة الفلسطينيين، خاصة خلال شهر رمضان.

نزوح مستمر

فى ظل هذه الظروف، تتزايد المخاوف من موجة تهجير جديدة، حيث نزح عشرات الآلاف من الفلسطينيين عن منازلهم، فى مشهد يعيد إلى الأذهان نكبة عام 1948، ولكن بأساليب حديثة، ومع استمرار الاعتداءات، وتحويل المناطق السكنية إلى ساحات معارك، يجد الفلسطينيون أنفسهم أمام سيناريو مشابه لما حدث فى حروب سابقة، حيث يُرغم السكان على ترك منازلهم، فيما تتوسع المستوطنات بشكل ممنهج، فى خطوة يرى مراقبون أنها تهدف إلى تغيير الواقع الديموغرافي فى المنطقة.

كما هو الحال فى غزة، تشهد الضفة الغربية تصعيدا غير مسبوق، حيث تواصلت عمليات هدم المنازل، وتجريف الأراضي، فى مشهد مشابه لما حدث خلال السنوات الأولى من الاحتلال.

ويرى محللون أن هذه السياسة تهدف إلى فرض أمر واقع جديد، يمنع أى إمكانية لإقامة دولة فلسطينية مستقبلية، حيث يتم تفريغ المدن الفلسطينية من سكانها، فى مقابل توسيع المستوطنات وفرض سيطرة أمنية مشددة.

وفى الوقت الذى تدعى فيه سلطات الاحتلال أن هذه العمليات تستهدف «العناصر المسلحة»، يرى الفلسطينيون أن الهدف الحقيقى هو التهجير القسري، وطمس الهوية الفلسطينية، فى محاولة لإنهاء الوجود الفلسطينى فى الضفة الغربية بشكل تدريجي.

نقلا عن العدد الورقي.

ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.

تابع موقع فيتو عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر قناة (واتساب) اضغط هــــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هــــــــنا

الجريدة الرسمية