في حب الأنصار.. الذين آووا ونصروا
قال الله تعالى في "سورة الأنفال": "وَالَّذِينَ آمَنُوا وَهَاجَرُوا وَجَاهَدُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالَّذِينَ آوَوا وَّنَصَرُوا أُولَٰئِكَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ حَقًّا ۚ لَّهُم مَّغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ".. هنا شرَّف المولى، سبحانه، الأنصار بأن شملتهم، مع إخوانهم المهاجرين، صفة "المؤمنون حقا"، ووعدهم بالمغفرة والرزق الكريم، مع إخوانهم المهاجرين. فما قدمه الأنصار من أجل الإسلام؛ حبا في سيد خلق الله، صلى الله عليه وآله وسلم، ليس قليلا.
ويكفيهم شرفا وفخرا أن أختص سيد المرسلين، صلى الله عليه وآله وسلم، بلدتهم، بالإقامة فيها.
أحببت الأنصار، في كل وقت، وفي كل موقف.. أحببت دعمهم اللامحدود لسيدنا محمد، صلى الله عليه وآله وسلم، ونصرتهم إياه في فترة حرجة، لم يكن هناك من نصير ولا معين إلا النذر اليسير.
في البدء، لم تكن هناك سوى الجهود الذاتية للمسلمين من أهل مكة، فإذا بإرادة الله، تعالى، ومشيئته العليا، تدفع برهط من ساكني يثرب للقاء نبي الله الخاتم، صلوات ربي وتسليماته عليه، في موسم الحج، وذلك من رضا الله، سبحانه، على هذه الطائفة.
أراد الله، ولم يتخيل أحد من البشر أن تكون نصرة الدين الحنيف على أيدي غرباء عن موطن نزوله، وبإيدي أناس غير ذوي قرابة لسيدنا رسول الله، صلى الله عليه وآله وسلم.
ورأينا أبطالا في التضحية بالمال والنفس والأهل، وبكل ما يملكون.. رأينا سعد بن عبادة، يدعم رسول الله، صلى الله عليه وآله وسلم، بكلمات لا ينساها له التاريخ، فقد دونتها الملائكة بأمر ربهم في أعلى عليين: "يا رسول الله، سر على بركة الله، ووالله الذي لا إله إلا هو لو استعرضت بنا هذا البحر لخضناه معك".
وها هو ذا سعد بن معاذ، الصحابي الشاب، بعد أن أصيب في بدر، يتطلع متلهفا إلى نيل الشهادة، فيخاطب جرحه البسيط: "والله إنك لجرح صغير، وإن يشأ الله يبارك في الصغير"، فإذا به يحول المكان إلى بركة من الدماء، ويستشهد سعد، الذي لم يجاوز الثلاثينات من العمر.
ويقشعر الجسد كلما قرأت وسمعت حديث المصطفى، صلى الله عليه وآله وسلم، إلى الأنصار في واقعة حدثت بعد معركة حنين.. فعندما انتصر المسلمون في حنين بعدما كادوا أن يُهزموا، وزع رسول الله، صلى الله عليه وسلم، أغلب الغنائم على المؤلفة قلوبهم.
هذه القِسمة قام بها النبي الكريم بهدف أن يُحببَ هؤلاء في الإسلام، حتى وإن كانوا من الفارين في المعركة. ولكن المشكلة التي حدثت أن كثيرين من المسلمين لم يفقهوا هذا، وأوجد ذلك في نفوسهم، حتى قال واحد من الأنصار بعدما لم يكن لهم نصيب منها قليل أو كثير: "لقي والله رسول الله قومه"..
ولكن الأنصار كانوا قوما تعلموا أن الكتمانَ يولد في النفس شرًا لا ينطفئ، ولذلك قام سيد الأنصار سعد بن عبادة، رضي الله عنه، إلى رسول الله، وقال له: يا رسول الله، إن هذا الحيَّ من الأنصار قد وجدوا عليك في أنفسهم! قال: فيم؟ قال سعد: فيم كان من قسمك هذه الغنائم في قومك وفي سائر العرب، ولم يكن فيهم من ذلك شيء.
قال رسول الله، صلى الله عليه وسلم: فأين أنت من ذلك يا سعد؟ قال: ما أنا إلا امرؤ من قومي. فقال رسول الله: اجمع لي قومك في هذه الحظيرة، فإذا اجتمعوا فأعلمني.. فخرج سعد ونادى في قومه حتى لم يبق أحد من الأنصار إلا اجتمع له، ثم ذهب إلى رسول الله، وقال: يا رسول الله.. اجتمع لك الأنصار حيث أمرتني أن أجمعهم.
فخرج رسول الله، فقام فيهم خاطبًا، وبعد أن حمد الله وأثنى عليه قال: "يا معشر الأنصار.. ألم آتكم ضُلَّالًا فهداكم الله؟ وعالةً فأغناكم الله، وأعداءً فألف الله بين قلوبكم؟ قالوا: بلى. قال: ألا تجيبون يا معشر الأنصار؟ قالوا: وماذا نقول يا رسول الله؟ وبماذا نجيبك؟ المَنُّ لله ورسوله. قال: والله لو شئتم لقلتم فصدقتم وصُدِّقتم: جئتنا طريدًا فآويناك، وعائلًا فآسيناك، وخائفًا فأمنَّاك، ومخذولًا فنصرناك..
فقالوا: المَنُّ لله ورسوله.
فقال: أوجدتم في نفوسكم يا معشر الأنصار في لعاعة (البقيّةُ اليسيرةُ من كل شيء) من الدنيا، تألفتُ بها قومًا أسلموا ووكلتكم إلى ما قسم الله لكم من الإسلامّ! أفلا ترضون يا معشر الأنصار أن يذهب الناس إلى رحالهم بالشاء والبعير وتذهبون برسول الله إلى رحالكم؟ فوالذي نفسي بيده لو أن الناس سلكوا شعبًا وسلكت الأنصار شعبًا، لسلكت شعب الأنصار، ولولا الهجرة لكنت امرءا من الأنصار. اللهم ارحم الأنصار، وأبناء الأنصار، وأبناء أبناء الأنصار.
فبكى القوم حتى أخضبوا لحاهم. وقالوا: رضينا بالله ربًا، ورسوله قسمًا. ثم انصرف.. وتفرقوا.
وفي رواية أخرى للحديث: لولا الهجرةُ لكنت امرءًا من الأنصار، ولو سلك الناسُ واديًا وشعبًا لسلكتُ وادي الأنصار وشعبَها، الأنصارُ شعارٌ (ما يلبس على الجسم) والناس دثارٌ (ما يلبس فوق الشعار)، إنكم ستلقون بعدي أثرة (حب النفس المفرط)، فاصبروا حتى تلقوني على الحوض.
ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.
تابع موقع فيتو عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر قناة (واتساب) اضغط هــــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هــــــــنا
