عبد المنعم سعيد: مصر لن تقف على المعونة الأمريكية.. وحال توقفها سنتقاضى ثمن خدماتنا لهم.. والـ1.3 مليار يمكن تعويضها بالإصلاح الجيد (حوار)

>> ترامب «مهتز» ويفكر بطريقة استعمارية

الرئيس الأمريكى يحلم بالحصول على جائزة نوبل فى السلام.. وأمريكا مهددة بالعودة إلى الستينيات

>> هناك مؤسسات أمريكية مهمة مثل وزارة الدفاع والمخابرات لا تريد أن تخسر العرب

>> سحب الثقة من الرئيس الأمريكى «محتمل جدا» بنص المادة 25

>> الخوف حاليا من ضغط الإسرائيليين فى حال الضرب المستمر ويعرضون على الفلسطينيين 10 آلاف دولار
>> 78% من اليهود فى الولايات المتحدة الأمريكية لم ينتخبوا ترامب فى الانتخابات الرئاسية الأخيرة

كشف الدكتور عبد المنعم سعيد، الخبير الاستراتيجى وعضو مجلس الشيوخ، عن سيناريوهات الصراعات المحتملة بين العرب وأمريكا فى ضوء تصعيد الرئيس الأمريكى دونالد ترامب وتهديداته،

لافتا في حوار لـ "فيتو" إلى أن الأخير شخص مهتز لديه مشكلات كثيرة، والأفضل التعامل معه بحرص وليس استسلاما.

كما لفت فى حوار لـ”فيتو” إلى أنه يريد الحصول على جائزة نوبل للسلام،

مشددا على أن الولايات المتحدة فى حالة انقسام شديد حاليا بسبب أفعاله وتصريحاته العدوانية التى سوف تقود إلى أزمات معقدة على مستوى العالم.. وإلى نص الحوار:

*بداية، كيف ترى سيناريوهات الصراعات المحتملة بين العرب وأمريكا فى ضوء تصعيد ترامب؟

نحن نحاول حاليا ألا نكون فى مواجهة. من ناحية هناك فرق بين أن تقف موقفا حازما ولا تتقبل أمورا بشكل قوي، وفى نفس الوقت نفعلها بطريقة لا ترمى بنا فى حضن إسرائيل أو غيرها.

*كيف يمكن التعامل مع ترامب فى ظل شخصيته؟

ترامب يريد أن يفعِّل اتفاقا أيضا مع إيران. الشخص المهتز الذى لديه مشكلات كثيرة، من الأفضل التعامل معه بحرص وليس الاستسلام له. وبالفعل، مصر قالت كلمتها، والأردن أيضا قالت كلمتها بعدم استقبال أهالى غزة. 
ما قيل أيضا أننا نريد دورا لأمريكا فى عملية السلام وكلام من هذا القبيل وردهم بأن نذهب إليهم بمشروع السلام. هنا لابد أن نأخذ المبادرة. 
نحن لدينا مشكلات فى ناحيتنا. ماذا سنفعل فى الحالة الفلسطينية؟ نحن لا نقبل حماس ولا هى أيضا تصلح، ومع ذلك هى من بيدها السلاح وهى تمكث على الأرض فى غزة، فلدينا هذه المشكلة.

المشكلة الثانية أننا مترددون قليلا، نحن نقول السلام على حل الدولتين، وهذا يعنى أن هناك دولة فلسطينية ودولة إسرائيلية.
فالدولة الإسرائيلية هل ستظل بعد وجود دولتين دولة معادية أم هو دمج لليهود فى المنطقة ويكونون مثل المسيحيين وغيرهم؟ نحن لا نستطيع قول هذا.

*كيف ترى إعادة إعمار غزة مرة أخرى؟

هذا مقترحنا، وأنا ممن قالوا بدلا من لوم أمريكا نفعل نحن ذلك الأمر. ونحن أيضا فعلناه قبل ذلك، وبالفعل لدى صديق فعل مشروعا طيبا للغاية، مشروع معماري، وتحدثت فيه وقتها مع المهندس إبراهيم محلب، وكان هناك أفكار هائلة، هناك مقترحات بالفعل، لكنه وقت الجد ستعرض على ترامب.

*هل سيوافق ترامب على مقترح إعادة الإعمار؟

نحن نعمل على مصلحة لترامب وهى حصوله على جائزة نوبل. وهو أمر موجع لترامب بأن يحصل أوباما على جائزة نوبل وهو لم يحصل عليها. سنساعده بالفعل فى الحصول عليها لكنه يساعدنا هو الآخر بفعل سلام للفلسطينيين.

غير ذلك، لابد أن نعمل فى أمريكا. هناك مؤسسات أمريكية تريد علاقات طيبة مع العرب، مع السعوديين والأردنيين ومصر، مثل وزارة الدفاع الأمريكية والمخابرات العامة، هناك الكثير نظرا لكوننا مهمين للغاية فى الحرب العالمية ضد الإرهاب، فهناك مصالح مشتركة ومهمة. لكن نحن لدينا الجانب الإعلامى ضعيف فى هذا الأمر.

كنت فى بوسطن الأمريكية وذهبت لمنطقة أخرى، وعملنا شغل للحديث مع الناس. وبعد ذلك سأذهب إلى نيويورك، وبعدها إلى واشنطن. 
أتمنى أن يكون لدينا القدرة على الحديث مع الأمريكان. وأقولها بصراحة شديدة ومع الإسرائيليين أيضا. ليس مع نتنياهو ولكن مع اليسار والوسط. نعطيهم جرعة أن يكون لديهم حلول. أما الناس، فهم يعلمون أن ما يحدث خطر لهم وأنهم سيعيشون فى حرب باستمرار.

*هل انتخب الكثير ترامب فى الانتخابات الرئاسية؟

78% من اليهود فى الولايات المتحدة الأمريكية لم ينتخبوا ترامب فى الانتخابات الرئاسية الأخيرة.

*هل الرأى العام الأمريكى مؤيد لما يفعله ترامب؟

بالطبع ليس كله مؤيدا لما يفعله. بالعكس، أمريكا فى حالة انقسام شديد لأنه أخرج من قلب أمريكا مجموعة حثالة يرون أنفسهم طيبين وأغلقت صناعتهم. 
والأمر يحتاج إلى الكثير من الحديث. وترامب اعتمد على الأشخاص الذين لم يكن لهم مصلحة فى حكم الديمقراطيين. وبالتالى نجح بأغلبية طفيفة للغاية.

من انتخبوا ترامب يقدمون ٤٠٪ من الناتج المحلى الإجمالى الأمريكي. ومن انتخبوا ضده ٦٠٪، والمهم أنه نجح فى الانتخابات. ترامب حاليا يريد تدمير القضاء وكل المؤسسات العامة، وحاليا هناك زحمة محاكم هائلة، الناس فى أمريكا يعولون على إفاقة بعض الجمهوريين. الحزب الجمهورى كان ديمقراطيا أيضا، وهو الحزب الذى حرر العبيد وله تاريخ.

الحزب الجمهورى حاليا أصبح هتلرى فقط. ترامب يهدم مؤسسات الدولة حاليا وتحدث أيضا عن تدمير وزارة التربية والتعليم.

*هل من الممكن سحب الثقة من ترامب؟

من الممكن سحب الثقة منه. هناك المادة 25 من الدستور الأمريكي. وعندما كان هناك احتمال عندما هزم من بايدن فى الانتخابات الماضية، أنه لا يريد الخروج من البيت الأبيض، وكان هناك دعوة كبيرة لتطبيق المادة 25 من الدستور التى تخرجه بالقوة. لكنه فى النهاية خرج.

*هل ستعود أمريكا للوراء فى عهد ترامب؟

أتوقع أن تعود أمريكا لعهد الستينات. وبعد فترة من الزمن سيحدث انفجارات على مدار العام القادم. سيكون هناك وضع مصادم للغاية مع ترامب، وسيبدأ المواطنون النزول للشوارع نظرا لأن الانقسام حاد للغاية. وخاصة من يقطنون السواحل، المحافظات التى تقطن السواحل. كل هؤلاء لم يعطوا أصواتهم لترامب ويكرهونه، وهناك فئة كبيرة فى أمريكا تكره ترامب.

وهذا عيب فى المجتمع عندما تكون هناك فئات تكره بعضها. وكل أجهزة الإعلام أيضا ضده وهناك قنوات تتبعه. ترامب يطلب من أوكرانيا الأموال التى أعطتها أمريكا لها. وهو نظام استعماري، فهو يفكر بطريقة استعمارية. والأمريكان يشعرون بالعار مما يفعله ترامب. يريد غرينلاند وكندا وغزة.

*هل سيتصادم ترامب مع العرب الفترة المقبلة؟

أرى أن الصدام هو أنه يقول سأوقف المعونة أو السلاح. وأرى أنها ليست مشكلة. المعونة مليار و٣٠٠ مليون سنبدأ الحصول على مقابل للخدمات التى نقدمها لهم. هم يحصلون على خدمات مقابل المعونة. لو شغلنا الأربعة عشر بحيرة لدينا سيغطون هذه الأمور. تحويلات المصريين بالخارج عندما كان هناك تعويم مضبوط للجنيه كانت ٣٢ مليار دولار، هذا العام نتيجة تعويم العام الماضى وصلنا إلى ٢٦ مليارا، عندما نفعل إصلاحا اقتصاديا طيبا ستأتى هذه الأموال.

ومن السياحة أيضا التى حققت هذا العام ١٤ مليار دولار. لن نقف على المعونة الأمريكية. نحصل على هذه المعونة منذ عام ١٩٧٩ منذ اتفاقية السلام. لدينا ثروات طائلة.

*هل من الممكن استخدام الآلة العسكرية فى المنطقة؟

ترامب سيكون مترددا للغاية فى هذا الأمر. وخاصة أن جزءا من عملية نجاحه أنه قال إنه ضد الحرب، وأن الشعوب التى نذهب إليها بالحرب تكره أمريكا. لكن الأمر فقط متعلق بالعقوبات الاقتصادية، المعونة، وغيرهما من هذه الأمور. لا يوجد شيء لا نستطيع التغلب عليه.

*وماذا عن إعادة إعمار غزة؟

بالفعل، لابد من إعادة الإعمار، ولكن فى وجود اتفاقية السلام وحل الدولتين، وعدم وجود حماس. تكون موجودة سلمية فقط.

*هل من الممكن أن تضغط إسرائيل على أهل غزة للرحيل؟

الخوف حاليا من ضغط الإسرائيليين فى حال الضرب المستمر، ويأتون للمواطنين بعرض كبير، ١٠ آلاف دولار، ويذهبون من هنا وسينقلون إلى أقرب عاصمة فى قبرص لكى يذهبوا إلى إندونيسيا.

سيحاولون بكل الطرق والسبل. والمواطنون فى غزة رأوا أهوالا، ولكن مصر لديها بوابة وأعلنت رأيها وتغلق بوابتها.

الحوار منقول بتصرف عن النسخة الورقية لـ "فيتو"

ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.