لسة الأمل موجود
في إحدى المدن الكبيرة، كان هناك رجل يُدعى منصور.. منصور هذا كان مهندسًا موهوبًا، يمتلك مكتبًا هندسيًا صغيرًا، ولكنه كان يعاني من ديون كبيرة نتيجة قروض سابقة ومشاريع لم تكتمل بنجاح. كانت الظروف تحاصره من كل جانب، وكان يشعر بأن كل أبواب الأمل قد أُغلقت في وجهه.
رغم كل الصعوبات، كان منصور متمسكًا بإيمانه. كان يردد دائمًا الآية التي تقول: "لأَنِّي أَنَا الرَّبَّ إِلَهُكَ الْمُمْسِكُ بِيَمِينِكَ، الْقَائِلُ لَكَ: لاَ تَخَفْ، أَنَا أُعِينُكَ." (إشعياء 41:13). كان يشعر بأن الله لن يتركه وحيدًا، ولكن في لحظات الضعف كان يشك في ذلك أحيانًا.
في يوم من الأيام، وبينما كان منصور يجلس في مكتبه محبطًا، دخل عليه رجل غريب المظهر، كان يبدو عليه الثراء والوقار. قدم الرجل نفسه على أنه رجل أعمال كبير يدعى كريم. وقال: "سمعت عنك وعن كفاءتك الهندسية وأريد أن أقدم لك فرصة لن تعوض. أنا أبحث عن شريك لإدارة مشروع هندسي ضخم، وأعتقد أنك الشخص المناسب."
لم يصدق منصور أذنيه، وشعر كأنما هناك حلم يتحقق أمام عينيه. استمع إلى كريم بعناية، وبدأت تتضح أمامه صورة المشروع الكبير الذي يمكن أن ينقذه من ديونه ويغير حياته للأفضل. قبل منصور العرض وبدأ العمل مع كريم في المشروع.
كان المشروع يتطلب تصميم وإنشاء مجموعة من الأبراج السكنية في منطقة جديدة. لم يكن الأمر سهلًا، ولكن منصور بذل قصارى جهده، معتمدًا على الله في كل خطوة يخطوها. تاركًا كل أموره على الله واثقًا بأنه يعتني به.
خلال العمل على المشروع، واجه منصور وكريم العديد من التحديات، ولكن الله كان دائمًا يفتح لهم الأبواب المغلقة ويوجههم في الاتجاه الصحيح. قرأ منصور يومًا آية من مزمور 37:5: "سَلِّمْ لِلرَّبِّ طَرِيقَكَ وَاتَّكِلْ عَلَيْهِ وَهُوَ يُجْرِي" وأدرك أن عليه أن يسلم كل أموره لله، ويتوكل عليه في كل خطوة.
مع مرور الوقت، نجح المشروع بشكل مذهل، وحقق أرباحًا كبيرة. استطاع منصور سداد ديونه بالكامل، بل وتوسيع مكتبه الهندسي ليصبح من أهم المكاتب في المدينة. أصبح منصور يشارك قصته مع كل من يمر بظروف صعبة، ليكون شاهدًا على عظمة قدرة الله في تغيير الأمور وتدبيرها بطريقة لا يتخيلها العقل البشري.
وهكذا، عاش منصور حياة مليئة بالبركة والنجاح، وكان دائمًا يردد: "لا تنظر لصعوبة الظروف، ولكن انظر نحو الله الذي في يده كل أمورك وظروفك".. بهذا الإيمان والتوكل على الله، يمكن للإنسان أن يتجاوز أصعب الظروف، ويحقق النجاحات التي لم يكن يتخيلها.
للمتابعة على صفحة الفيس بوك: @Dr.PaulaW