العليقة والعهد الجديد
من المشاهد اللي بيقف قدامها عاجز، موسى النبي لما ظهر له ربنا وسط العليقة وهي فيها نيران وسليمة رغم كل النار اللي فيها، ونلاقي الكتاب بيقول عنها: «بِلَهِيبِ نَارٍ مِنْ وَسَطِ عُلَّيْقَةٍ. فَنَظَرَ وَإِذَا الْعُلَّيْقَةُ تَتَوَقَّدُ بِالنَّارِ، وَالْعُلَّيْقَةُ لَمْ تَكُنْ تَحْتَرِقُ!».
والحقيقة أن ده كان منظر مش ممكن يتنسي! الحكاية هنا إن ربنا عايز يورينا قد ايه هو قدوس وقوي، وإنه مش بس قادر يحرق الشجرة، لكن كمان قادر يحافظ عليها سليمة وسط كل النيران دي وميحصلهاش حاجة خالص.
وبعدين يجي السيد المسيح، اللي هو أقنوم الكلمة، بس في صورة إنسان متواضع، علشان يورينا معنى النعمة الحقيقية وشوفنا السيد المسيح لما كان بيمشي وسط الناس، وبرغم كل التواضع اللي كان فيه، كان بينور قلوب الناس بمحبته وجه في الوقت اللي الدنيا كانت محتاجة ليه، علشان ينقذ اللي كانوا هالكين.
وزي ما ربنا قال لموسى النبي: «نَزَلْتُ لِأُنْقِذَهُمْ.. وَأُصْعِدَهُمْ مِنْ تِلْكَ الأَرْضِ إِلَى أَرْضٍ جَيِّدَةٍ وَوَاسِعَةٍ». بمعنى أنه متكلمش عن الأربعين سنة الصعبة اللي عدوها هناك في الصحرا لأنه كان ناوي يختبرهم صح، بس في الآخر كان عايز يوصلهم لمكان أحسن، مكان يقدر يعيش فيه وسطهم ويبقى ليهم عشرة حقيقية مع ربنا.
وبالنسبة لينا إحنا كمان في العهد الجديد، بعد ما بقينا مفديين باسمه ودمه، هو عايز يوصلنا لمكان يرضي قلبه، مكان يقدر يكون فيه معانا ويفرح بينا، يعني نوصل للسما من خلال حياة حقيقية نعيشها معاه وإحنا على الأرض.
والخلاص كان من خلال الصليب علشان يكون هو الجسر اللي نعبر بيه من الأرض للسما، وبعد ما كان مصيرنا الموت، بقى لينا نعمة وعهد جديد معاه وفيه، ويا بخت اللي يعيش حياة حقيقية مع ربنا ويشبع بيه على الأرض، لأنه بعدين هيفرح بيه ويعيش معاه في مكانه، زي ما الكتاب كان قال: "حَبِيبُ الرَّبِّ يَسْكُنُ لَدَيْهِ".