رئيس التحرير
عصام كامل

يوميات رمضان 2024 فى فلسطين.. دموع وألم وحزن، العلامة الكاملة لأجواء الشهر الكريم فى الأرض المحتلة

يوميات رمضان 2024
يوميات رمضان 2024 فى فلسطين،فيتو

لم يحضر شهر رمضان فى الأرض المحتلة هذا العام، وخاصة فى قطاع غزة والضفة الغربية، إذ غيبت آلات القصف والتدمير الإسرائيلية كل مظاهر الحياة بعد أن باتت كل عائلة أقصى طموحها لملمة جراحها وتَفقد آثار ما خلفته الحرب من تدمير وقصف وقتل وحرقة للقلوب.

40 ألف شهيد وعشرات الآلاف مصابون من الأطفال والنساء والرجال والرضع وحتى من لم يخرجوا من رحم أمهاتهم، جعلوا رائحة الموت والدمار أصبحت تفوق كل شيء فى جميع أنحاء فلسطين بلا استثناء.

Advertisements

وحول كيفية مرور شهر رمضان هذا العام على شعب فلسطين الذى ذاق مرارة الفقد والألم والفراق والوجع، قال الدكتور أيمن الرقب، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس، إن رمضان القادم أصعب من أى عام مضى، وذلك لعدة أسباب، أولًا أن الغزيين سيقضون الشهر خارج منازلهم بعد أن دمرت كل منازل غزة بالكامل، وما لم يدمر كليا دمر جزئيًا، وما لم يدمر جزئيا لم يعد صالحًا للحياة، مردفا: كل بيت فى غزة أصبحت به دماء ودموع، وجميعهم بلا استثناء ودعوا شهداء لهم.

واستكمل: رمضان هذا العام، سيحل على الغالبية الساحقة من الغزيين بلا أى مؤنة لإقامة إفطار للأسرة نفسها، ولا مكان لطقوس كل عام من عزومات إلى آخره، مردفا: إذا لم يتم وقف القصف والقتال، هذا يعنى أن الاحتلال قد يجتاح رفح خلال شهر رمضان.

وتابع الرقب: إزاحة الكتلة السكانية خلال شهر رمضان من رفح باتجاه مناطق نزوح جديدة، إما على بحر غزة أو باتجاه بعض المناطق ستكون أزمة كبيرة على الفلسطينيين وأيضًا على شعوب المنطقة بشكل كبير، لذلك تبذل جهود من قبل دول عربية وإقليمية والولايات المتحدة الأمريكية للوصول إلى الاتفاق قبل شهر رمضان حتى لا تشتعل المنطقة.

واستكمل الرقب: أما بشأن الغذاء ووصول المساعدات الإنسانية، فلا توجد مساعدات، وكمية الغذاء لا تكفى بشكل كامل، ولكن هناك عدة دول على استعداد لعمليات الإنزال، من مصر والأردن والإمارات، ولكن كل تلك المساعدات لا تكفى لسد رمق الشعب الفلسطينى فى قطاع غزة، موضحا أن هناك نقصا فى احتياجات الأطفال والنساء بشكل كبير جدا.

ومن جانبه قال حسن عصفور، وزير المفاوضات الفلسطينى الأسبق، تعليقا على الأوضاع التى تشهدها فلسطين هذا العام أن المؤشرات لا تؤدى أو تبشر بوقف لإطلاق النار، خاصة بعد تصريحات رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو وجالانت التى تدعو للتصعيد واستمرار عمليات القصف حتى فى شهر رمضان المبارك وعدم احترام حرمة الشهر الفضيل.

وأوضح أن إسرائيل ترغب فى إعادة السيطرة على محور فيلادلفيا برفح، وقد يضع الاحتلال خلال شهر رمضان قيود إضافية على المعبر غير التى كانت موجودة سابقا، مضيفا: لا يوجد أى مؤشر حول وجود وقف إطلاق النار بالمعنى الاتفاقى، لكن يمكن أن نشهد عملية تهدئة من جانب واحد.

وتابع: إسرائيل يمكنها أن تخفف عمليات القصف والتخريب والدمار، لكن فى المقابل ستكثف عمليات المطاردة الانتقائية.

وحول أوضاع الفلسطينيين خلال شهر رمضان، قال الوزير الفلسطينى السابق، إنها لن تختلف كثيرًا عن الأوضاع التى يعيشها القطاع الآن، لافتا إلى أن الحياة ستبقى فى المخيمات والمجاعات يجانب القصف، مردفا: الصيام هذا العام ما هو إلا طقس دينى لتغيير موعد الطعام فبدلًا من تناول الإفطار فى فترة الصباح سيتم تناوله مع أذان المغرب، مؤكدا أن الطعام بالنسبة لسكان القطاع محدود جدا إذا وجد.

وأضاف أن ظروف الحياة بالنسبة لهم باتت عبارة عن نزوح ومخيمات دون مياه ودون حياة إنسانية وغير آدمية على الإطلاق، مردفا: إذا جاء رمضان أو لم يأتِ لن يغير شيئا من الحياة التى يعيشونها المصحوبة بالألم والفراق والحزن والدموع والدماء، أما العادات والتقاليد التى كانت تعم على السكان فى الشهر الكريم راحت بلا عودة.

وعن الصلاة فى الأقصى فى هذا الشهر الفضيل أشار إلى أنه تم السماح لعدد محدود للصلاة، وفقًا لإجراءات محددة وتقييدية تختلف كل أسبوع عن الآخر، لكنها ليست بالمنع التام.

الجريدة الرسمية