رئيس التحرير
عصام كامل

احذروا هؤلاء

مع دخول أيام الشهر المعظم، الذي تكثر فيه الأعمال الصالحة والإنفاق في أوجه البر والخير، تكثر عمليات الاستجداء والتسول، في كل مكان، الشارع والمواصلات العامة، بهدف ابتزاز عاطفة الناس، لإخراج ما في جيوبهم من مال، في مقابل بعض الأدعية المحفوظة بأمنيات الصحة والستر وحفظ الأهل والأولاد.

 

صيحة جديدة بدأت أتلمسها منذ فترة، عبر أحد مواقع التواصل الاجتماعى الشهيرة، يستغل فيها شخص ما، الصفحات العامة التي تجمع أبناء منطقة أو حي أو محافظة واحدة، ليبدأ فى بث منشوراته التي تقسم بأغلظ الأيمان بأنه وأولاده لم يتناولوا طعاما منذ أيام، وأنه يحتاج إلى مساعدة أهل الخير من أجل إقامة حياته وإطعام أولاده.

Advertisements

 

ولا أقصد هنا الطعن فى ظروف بعض الشرفاء الذين تتعثر بهم ظروف الحياة، ويبثون كلمات تطلب وظيفة فى إطار من الحياء التام والرغبة فى العمل الجاد من أجل كسب الرزق، وابتغاء الحلال فى لقمة العيش، وقد تضعنا الظروف مكانهم يوم ما، وهؤلاء لهم الاحترام المطلق ويستحقون جُل المساعدة فى إرشادهم إلى فرصة عمل أو المساعدة فى ايجادها عن طريق المعارف والاصدقاء.

 

بات التسول الالكتروني صيحة جديدة للكسب السريع الوفير بلا ذرة تعب أو مجهود، ويستخدم ممتهنوه الفهلوة والنصب واستجداء المشاعر ومخاطبة العواطف من أجل تحقيق أغراضهم، فيكفي حساب تواصل باسم مستعار، وآخر على إحدى المحافظ الالكترونية لتحويل الأموال ثم تبدأ رحلة الثراء السريع، بلا مغادرة مكان او استجداء مارة أو مستقلي وسائل مواصلات، مع وضع هذا المنشور فى أكثر من صفحة وسط جمهور أكبر.

 

عبر إحدى صفحات منطقتى، وجدت منشورا لأحدهم يطلب مالا للانفاق على أولاده، مخبرا الجميع أنه بصحة جيدة ويحتاج إما مالا أو فرصة عمل، وشاءت الظروف أن يكون لدى أحد أصدقائي فرصة عمل مناسبة براتب جيد له، وخاطبته على الخاص بوجود فرصة عمل مناسبة له وأن الصديق ينتظره لتسلمها، ولكن!

 

حظر هذا المستجدى، الحديث معى وأغلق صفحته فى وجهى، وحينما اندهشت من تصرفه، وطلبت من أحد أصدقائي الآخرين على الصفحة متابعة هذا المنشور وما يحدث من ردود عليه، وجدت هذا المتسول يمطر الجميع برقم محفظة الكترونية لتلقي الأموال عليها، وهو ما فضح نواياه، وجعلنى لا أصدق مطلقا من يدعون أنهم لا يأكلون بالأيام ورغم ذلك يملكون نقودا لشحن باقات الانترنت التى تمكنهم من التواجد المستمر ومتابعة الردود وقتيا.

 

 

ربما كان علينا ألا نساعد هؤلاء المحتالين، وألا نفتح لهم مجالا لتكوين شكل جديد لمهنة التسول، يتخفون فيه من الأعين، ويمارسون احتيالهم بمنتهى الأريحية، واثقين من الإفلات من المساءلة، وانتزاع المال من جيوب البسطاء ذوي البصيرة المحدودة فى التفرقة بين المحتال وبين المحتاج الشريف، ففضلا لا تساعدوا هؤلاء فأولادكم أولى بجنيهاتكم.

الجريدة الرسمية