رئيس التحرير
عصام كامل

ليالي مصرية سعودية وليس ليالي سعودية مصرية؟!

كان من المفترض أن أواصل في مقال اليوم استكمال ما بدأته في المقال السابق عن ظاهرة تكرار أسماء الأفلام المصرية، والتي اعتبرتها جريمة سينمائية كاملة الأركان حتى ولو كانت عن غير عمد! ولكن اسمحوا لي أن أرجئ ذلك إلى المقال المقبل إن شاء الله، لأنني قررت أن أتناول اليوم بالتعليق السريع على الحدث الفني الكبير الذي احتضنته دار الأوبرا المصرية مساء أول أمس وهو الليلة الأولى من ليالي سعودية مصرية كما أطلق عليها!

Advertisements

 

ولا أخفى على حضراتكم سرًا أنني لم أكن منتويًا أن أتعرض لهذا الحدث من قريب أو من بعيد أو أن أشاهده لأسباب أحتفظ بها لنفسي، ولكن عندما تابعته في أخر لحظة بصورة مفاجئة، خرجت منه بعدة ملاحظات وتعليقات سريعة استرعت إنتباهي وتوقفت عندها وآثرت أن أسجلها وأعرضها على حضراتكم في السطور التالية..


علاقات لا تقبل المزايدة عليها

لا شك أن العلاقات بين الدولتين الشقيقتين الكبيرتين مصر والسعودية علاقات تاريخية أخوية تعد نموذجًا للعلاقات بين الدول والشعوب، وتشهد حاليًا أوج درجاتها في كل المجالات ولا يمكن بالطبع النيل منها أو المزايدة عليها بأي حال من الأحوال، ومن هذا المنطلق يأتي التفكير في تدشين تعاون فني من نوع جديد.. 

 

بإقامة مجموعة من الليالي الفنية الغنائية الموسيقية المشتركة بين فناني الدولتين في البلدين بالتبادل تحت رعاية وزارة الثقافة المصرية والهيئة العامة السعودية للترفيه بعنوان ليالي سعودية مصرية، انطلقت باكورة هذه الليالي بدار الأوبرا المصرية مساء أول أمس بحضور حشد كبير من نجوم الفن في مصر وبعض أقرانهم من المملكة العربية السعودية..

 

وأحياها محمد منير وشيرين عبد الوهاب والموسيقار عمر خيرت وريهام عبد الحكيم من مصر، بجانب ماجد المهندس من السعودية، وكانت ليلة ناجحة إلى حد كبير. 


أتحفظ على تسمية هذه الليالي وبالتحديد الليلة الأولى منها باسم ليالي سعودية مصرية وليلة سعودية مصرية!، فالأصوب أن تسمى ليالي مصرية سعودية وليلة مصرية سعودية، بحكم الثقل الفني، الفن المصري ونجومه والريادة والتاريخ على مستوى الوطن العربي بأكمله، وبحكم إقامة الليلة الأولى على أرض مصر في صرحها الكبير العريق دار الأوبرا.. 

 

وكذلك لحجم المشاركة الفنية المصرية في هذه الليلة والتي كلها تقريبًا مصرية من نجوم الفن والغناء والموسيقى والعازفين  حتى مايسترو الفرقة الموسيقية المصاحبة هو المصري وليد فايد وإن تجنس بالجنسية السعودية! وذلك باستثناء المطرب السعودي العراقي في الأساس ماجد المهندس!


أضواء الكنج وصلح الهضبة

اختيار الإعلامي عمرو أديب لتقديم الحفل في بدايته لم يكن موفقًا وهل تم ذلك لكونه أصبح مواطنًا سعوديًا بحصوله على الجنسية السعودية مؤخرًا، وبهذا يجمع بين جنسية الشعبين والدولتين؟ وكان من الأفضل أن يتولى هذه المهمة مذيع أو مذيعة ممن لهم علاقة أقوى بالفن!


شهد الحفل حضورا كثيفا وغير مسبوق لمعظم نجوم الغناء والموسيقى والتمثيل وصناع الفن والإعلام، وهو ما لا يحدث مطلقًا في الفاعليات الفنية الكبرى بمصر كمهرجان القاهرة السينمائي الدولي، الذي يعاني من عزوف معظم النجوم عن حضوره رغم أنه يحمل اسم مصر!

 

وكان من أبرز الحضور الهضبة عمرو دياب الذي لم أعرف أنه حرص على حضور أي فاعلية فنية لا يكون هو نجمها الأول بالغناء! والمدهش أنه شوهد يصفق لشيرين عبد الوهاب التي انتقدته من قبل وقالت إنه قد انتهى وكبر!


شهد الحفل حدوث الصلح الذي لا أعرف رقم كام بين عمرو دياب وعمرو مصطفى بعد قطيعة طويلة والصلح خير؟!


ملابس عدد من النجمات خاصةً منة شلبي وليلى علوي وبعض الفنانات والوجوه الصاعدة لم تكن مناسبة أو لائقة بمثل هذا الحدث الفني المهم ولا بمكان إقامته دار الأوبرا العريقة والمحترمة. 
شهد الحفل الحضور والظهور الأول للمطربة آمال ماهر بعد غياب سنوات على خلفية مشاكلها الشخصية التي يبدو أنها صارت من الماضي وأنها ستعود بقوة وبأعمال كثيرة في الفترة المقبلة لتعوض بها سنوات الغياب العجاف. 


المطرب الكبير محمد منير سرق الأضواء من الجميع لإصراره على المشاركة بالغناء ولو لدقائق معدودة في الحفل رغم تعرضه لكسر شديد في ذراعه الأيسر قبيل الحفل بسويعات قليلة ودخلوه إلى أحد المستشفيات حيث أثار تعاطف وتشجيع كل الحضور. 


شيرين عبد الوهاب من أجمل الأصوات وأكثرها إحساسًا في الوطن العربي، لكن يبدو أن مشاكلها وأزماتها الشخصية التي لا تنتهي مازالت تلقي بظلالها عليها ولم تسمح لها بالعودة إلى كامل لياقتها الفنية بعد والتي خانتها خاصةً في أغنياتها سريعة الإيقاع!


المطرب ماجد المهندس تألق بدرجة ما في معظم الأغاني التي غناها سواء الخاصة به أو بكبار  المطربين، وإن كان قد أخطأ وتلخبط في بداية غنائه لرائعة العندليب عبد الحليم حافظ رسالة من تحت الماء، وكان يبدو عليه أنه لم يحفظ كلماتها جيدًا!

 


الموسيقار العملاق عمر خيرت كان من المفاجآت السارة في الحفل فقد أبدع كالعادة في عزف عدد من مؤلفاته الموسيقية الجميلة مثل ليلة القبض على فاطمة وغيرها، وكان مصاحبًا بالعزف لفقرة المطربة الموهوبة ريهام عبد الحكيم في أغنيتها الشهيرة من ألحانه وكلمات أيمن بهجت قمر فيها حاجة حلوة، فعلًا مصر فيها حاجة حلوة رغم كل ما حدث ويحدث، ورغم كل المعاناة والظروف والأوضاع الصعبة في كل مناحي الحياة الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والسياسية.

الجريدة الرسمية