رئيس التحرير
عصام كامل

تميمة نجاح الثنائيات الفنية لماذا اختفت من السينما؟!

لا شك أن الثنائيات الفنية النجم والنجمة من الأشياء المحببة لدى جمهور السينما وعشاق الفن السابع في كل زمان ومكان، لأنها غالبًا ما تكون علامة على النجاح وإلا فما جدوى تكرارها في أعمال أخري، وهي علامة أيضًا على وجود كيمياء واضحة وتفاهم كبير وراحة بين النجمين الثنائي وهو ما يظهر بالطبع جليًا على الشاشة.. 

 

وفي تاريخ السينما العالمية بصفة عامة والمصرية بصفة خاصة نماذج كثيرة من هذه الثنائيات الناجحة، التي أفرزت أفلامًا جميلة مازالت تعيش في وجداننا حتى الآن رغم مرور سنوات طويلة على معظمها، حتى أننا نتوق إلى عودتها من جديد لاسيما أنها اختفت تمامًا في السنوات الأخيرة لأسباب مختلفة سنوردها لاحقًا.

Advertisements


من كليوباترا إلى عمر وسلمى

عرفت السينما العالمية الثنائيات الفنية مع بداياتها الحقيقية في حقبتي الثلاثينيات والأربعينيات منذ كلارك جيبل وفيفيان لي وفيلمهما الأسطوري ذهب مع الريح ثم فريد استير وجينجر روجرز بأفلامهما الغنائية الموسيقية الاستعراضية ومرورًا بالزوجين إليزابيث تايلور وريتشارد بيرتون والتحفة السينمائية كليوباترا.. 

 

ف ريتشارد جير وجوليا روبرتس وفيلمهما  الرائع امرأة جميلة ف توم هانكس وميج رايان، ليوناردو دي كابريو وكيت ونسليت في تايتانيك، براد بيت وأنجلينا جولي بداية من Mr and Mrs Smith، كيانو ريفز وساندرا بولوك، بين أفليك وجنيفر لوبيز وغيرهم.


أما عن ثنائيات السينما المصرية فحدث ولا حرج، فكانت أغلبها تمثل ثنائيًا متفاهمًا وناجحًا في الفن والحياة معًا كزوجين من الرائدة عزيزة آمير ومحمود ذو الفقار ف أنور وجدي وليلى مراد وسلسلة الأفلام التي تبدأ باسمها.. ليلى بنت الفقراء، بنت الأكابر، بنت الأغنياء، شادية وعماد حمدي وأفلام جمعتهما كشاطئ الذكريات، ليلة من عمري، أرحم حبي.. 

 

ومحمد فوزي ومديحة يسري بأفلام بنات حواء، فاطمة وماريكا وراشيل، من أين لك هذا، فاتن حمامة وعمر الشريف.. صراع في الميناء، نهر الحب، أرض السلام، فريد شوقي وهدى سلطان.. الأسطى حسن، جعلوني مجرمًا، حميدو، شادية وصلاح ذو الفقار.. أغلى من حياتي، كرامة زوجتي، مراتي مدير عام، فؤاد المهندس وشويكار.. العتبة جزاز، شنبو في المصيدة، سفاح النساء.. 

 

وحسن يوسف وشمس البارودي.. المجرم، الجبان والحب، الشياطين والكورة، نور الشريف وبوسي.. حبيبي دائمًا، قطة على نار، العاشقان، حسين فهمي وميرفت آمين.. حافية على جسر الذهب، الفاتنة والصعلوك، الدموع الساخنة.


وكان هناك عدد آخر من الثنائيات الشهيرة في الفن فقط وليس في الحياة منها.. شادية وكمال الشناوي وهما الثنائي الأكثر عددًا من الأفلام معًا في تاريخ السينما مثل عش الغرام، في الهوا سوا، وداع في الفجر، فاتن حمامة وعماد حمدي.. بين الأطلال، لا أنام، المرأة المجهولة، فريد الأطرش وسامية جمال.. عفريتة هانم، أخر كدبة، بحبك أنت، رشدي أباظة وسعاد حسني.. بابا عايز كده، صغيرة على الحب، الحب الضائع.. 

 

ونور الشريف وميرفت آمين.. شاركا معًا في 29 فيلمًا منها.. الحفيد، الحب وحده لا يكفي، دائرة الانتقام، الزعيم عادل إمام ويسرا التقيا في 13 فيلمًا.. المولد، جزيرة الشيطان، طيور الظلام، محمود ياسين ونجلاء فتحي.. الوفاء العظيم، اذكريني، حب وكبرياء.


ومن أنجح الثنائيات الحديثة.. منى زكي وأحمد السقا بأفلام مثل.. أفريكانو، عن العشق والهوى، تيمور وشفيقة وأخيرًا العنكبوت، تامر حسني ومي عز الدين في سلسلة عمر وسلمى 1 و2و 3.


 سيطرة البطل الرجل

وقد جاءت أغلب أفلام هذه الثنائيات تحمل الطابع الرومانسي الاجتماعي الذي كان يميل إلي
هذه النوعية في العصر الذهبي للسينما خلال حقبتي الخمسينيات والستينيات، قبل أن تطغى المادة وتسود قيمها منذ هوجة الانفتاح حتى الآن.. 

 

كما كان هناك مجموعة من الفنانات المرموقات اللاتي لا تقل نجوميتهن بل وقد تفوق في أحيان كثيرة نجومية النجوم من الرجال مع توافر الكتاب الذين كانوا يدركون هذا ومن ثم كان يتم تفصيل الفيلم على النجم والنجمة بالتساوي قدر الإمكان في هذه الثنائيات الناجحة..

 

ولكن منذ بداية عصر الانفتاح والقيم المادية وسيطرة الرجل البطل على السينما حدث تراجع كبير في نجومية المرأة البطلة وصارت سنيدة للرجل البطل بشكل واضح اللهم إلا في حالات قليلة، بل وتضاءل دورها أكثر وأكثر مع ظهور جيل المضحكين الجدد في نهاية التسعينيات.. محمد هنيدي وعلاء ولي الدين ومحمد سعد.. 

 

 

وسادت بالتالي الأفلام الكوميدية بالدرجة الأولى التي يتم تفصيلها على مقاس البطل فقط، وبالتالي اختفت أو كادت الثنائيات التي كان أساس نجاحها الاعتماد على البطل والبطلة بنفس الدرجة والاهتمام تقريبًا، وشذ عن هذا الوضع وحاول التمرد الثنائي منى زكي وأحمد السقا وبدرجة أقل تامر حسني ومي عز الدين، ولا اعتقد أن هذا الوضع سيتغير في القريب طالما ظلت النظرة الذكورية العنصرية طاغية ومسيطرة على فكر صناع السينما حاليًا وحتى إشعار آخر!

الجريدة الرسمية